نظمت production art Purple أمسية إعلامية شعرية تناولت موضوع كتاب هلا مراد “لن يسقط الورق” وهو أول كتاب تواصل اجتماعي ورقي في العالم facetalk Hala، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بمستشاره أندريه قصاص في قصر “الاونيسكو” مساء اليوم، بحضور عدد من الوجوه الاعلامية والثقافية والاجتماعية.
مراد
استهلت المخرجة والشاعرة هلا مراد الامسية بكلمة ترحيبية عبرت خلالها عن مشاعرها تجاه مدينة طرابلس حيث اقامت التوقيع الاول لكتابها، ومعرفة عن نفسها وعن تجربتها في الكتابة وتدويناتها اليومية على الفايسبوك صفحة التواصل الاجتماعي.
تلاها عرض “فيديو كليب” لمدينة طرابلس بأحيائها وتراثها.
فياض
ثم القى الاعلامي الناقد الدكتور جمال فياض كلمة شدد فيها على أهمية الكتابة والطباعة، متحدثا عن تجربته “الطويلة مع الورق والقلم في حين نعيش اليوم في عصر التسمر على الشاشات المختلفة ان كانت تلفزيونا او شبكات التواصل الاجتماعي او الهواتف الخلوية، مع التغيرات السريعة التي نشهدها على كل المجالات”.
وقال: “ان هذا الكتاب يشعرنا بأن معدته الشاعرة مراد قد فتحت بابا مهما على صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن مهما تطورت التكنولوجيا يبقى الورق هو الارشيف الافضل لحفظ الذاكرة”.
وختم: “لقد فتحت لي بابا بأن استعيد تغريداتي لآدونها من جديد وأحفظها”.
قصاص
ثم القى قصاص كلمة قال فيها: “كنت وما زلت وسأبقى أستمتع بشم رائحة حبر الصحف المتداخلة والمتناغمة مع رائحة قهوتي الصباحية. ففي الأثنتين لذة لا تضاهيها لذة نجدها كل صباح في “تفلية” كل سطر من سطورها حتى آخر نقطة تفل”.
اضاف: “ولأن ما بيننا نهما مشتركا لقراءة الأخبار والتحليلات على طبيعتها، إنتدبني معالي وزير الكلمة الحرة ملحم الرياشي لأمثله في هذه الأمسية، وهذا ما يزيدني شرفا على شرف تشاركي معكم روعة هذه الامسية. أوصاني أن أنقل إليكم تعلقه بالقراءة بمفهومها التقليدي، وهو المؤمن بأن الصحافة الورقية باقية، وأن لا خوف على إندثارها، كما يحلو للبعض الترويج له”.
وتابع: “قد يقال إننا لا ننتمي إلى جيل السرعة والإنترنت و”الفايس بوك” و”التويتر” و”الواتس آب” بما فيه الكفاية، وإننا لا نزال نحن إلى صوت الدكتيلو ورائحة الكاز المنبعث من “البابور” والقنديل رقم 4، ورائحة الدخان المتصاعد من مواقد خبز الصاج والتنور. تهم لا نطلب عنها حكم براءة. نحن مذنبون، نقر بجريمتنا الموصوفة، وقد قبض علينا ونحن نتصفح الجريدة. صدقوني أن للأخبار في الجريدة نكهة خاصة لم نجدها في الالكترونيات، وقد تكون ذاتها هنا وهناك، فمن يستمع إلي من جيل لم تلمس يداه جريدة أو كتابا قد يظن أن بي مسا أو أنني اهلوس، لهؤلاء أقول إن من لا يضع كتابا تحت مخدته يقرأه كل ليلة قبل أن يستسلم لأحلامه لن تنفعه كل تلك الالكترونيات، ولن يكتسب ثقافة أراها زائلة كحبات رمل من بين الأصابع، وأدهش لسماع من هم في الصف الثالث ثانوي (البريفيه) أنه لم يقرأ لجبران والنعيمة والريحاني ومارون عبود وجرجي زيدان، ولم يستمتع بأبيات من روائع سعيد عقل والأخطل الصغير وأحمد شوقي وخليل مطران، ولم يشارك في أمسية كتلك التي تجمعنا اليوم”.
واردف: “يقال عنا نحن “الورقيين” بأننا “دقة” قديمة، ونقول لمن يعتبرون أنفسهم “مودرن” الذين لا يفارقهم “اللاب توب” و”الآي باد” و”الموبايل”، ولو للحظة واحدة، إنكم ترتكبون جريمة في حق عقولكم وفي حق العلاقات الإنسانية والإجتماعية، وتحكمون بالموت البطيء على ما تبقى من تراث وتقاليد وعادات، ولذلك نجد أنفسنا في تحد يومي وصراع مستميت لكي تبقى للصحافة الورقية قيمتها التي لا تعوض، على رغم ما تمر به من أزمات آنية، فمعالي الوزير وعد، وهو عادة يفي بما يعد، وإن تبقى من عمر الحكومة الحالية يوم واحد. وعد بدعم الصحافة الورقية، ماديا ومعنويا، بما يمكنها من تجاوز محنتها لكي تبقى صامدة في وجه الأعاصير، ولكي تعود من جديد إلى عصرها الذهبي، وإلى ألقها ونبضها، لتبقى حارسة للكنوز الثقافية والتراثية، ومحافظة على قدسية الكلمة والخبر اليقين والتحليل الرصين، مع مواكبة متأنية للعصرنة والحداثة”.
وختم: “لا خوف على الصحافة الورقية ما دام بيننا أمثال هلا مراد وغيرها ممن يؤمنون بأن التطور لا يعني إلغاء ما كان هو الاساس، ولا يعني بالتالي التنكر لأجيال من الصحافيين الأفذاذ، الذين أسسوا صحفا بشق النفس وبالعرق والدماء. فلولاهم لما بقيت صحافة، ولما كانت لنا حرية نموت دفاعا عنها. ولكي لا أطيل الكلام أختم بنصيحة للأجيال الطالعة أن إقرأوا ثم إقرأوا ثم إقرأوا، لأنه في البداية كان الكلمة”.
وطنية