وقع انهيار لبعض الحجارة من الجدار الشمالي للمدفن القديم لمطارنة ابرشية عكار والذي يعتبر من المعالم التاريخية القديمة لهذه الابرشية الضاربة عميقا في تاريخ منطقة عكار، وهو المدفن الوحيد للمطارنة في محافظة عكار، وذلك خلال عمليات الحفر التي بوشر بها في حرم مطرانية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس في بلدة الشيخ طابا، تحضيرا لمشروع بناء كاتدرائية يشرف عليه راعي ابرشية عكار الارثوذكسية المتروبوليت باسيليوس منصور ويضم متحفا ومكاتب الى جانب دار المطرانية الحالي والمبني منذ العام 1870.
وأوضح مؤرخ تاريخ ابرشية عكار الارثوذكسية والحافظ للقسم الاكبر من وثائقها القديمة الاب نايف اسطفان ان “هذا المدفن قد بني، ربما، منذ اكثر من 130 عاما وقد دفن فيه 3 مطارنة ارثوذكس وفق الطريقة التقليدية لدفن المطارنة، حيث كان يجلس المطران المتوفي على كرسي حجرية داخل هذا المدفن وتسند يداه الى لوحة خشبية تثبت عند متكأي الكرسي الحجري ويوضع امامه صحن مملوء بالزيت وشمعة وصليب”.
ولفت الى ان “ثمة لوحة رخامية كانت فوق هذا القبر قد تم نقلها وتثبيتها من الخارج عند الجدران الغربي للكنيسة الصغيرة التي كان انشأها المطران ابي فانيوس زائد واعد بداخلها وعند جدرانها الشرقي مدفنه الذي دفن فيه، وكذلك جثمان المطران الراحل بولس بندلي”.
وأشار اسطفان الى انه “في العام 1980 نقلت رفات المطارنة الذين كانوا مدفونين في المدفن القديم الذي لا يبعد اكثر من عشرة امتار ارتفاعا عن الكنيسة الجديدة، الى المدفن الجديد الذي بناه المطران الراحل ابي فانيوس”.
واللوحة الرخامية التي اعدها المطران نيقوديموس سنة 1890 تؤرخ لدفن المطران خريثنثوس الاول اليوناني 18661884 الذي توفي في 24 تموز من العام 1884 والتي حفر عليها قصيدة جاء فيها:
نعم رمس قد حوى كنز التقى … في ثراه مدفن الدر الثمين
طاهر القلب خريسنثوس التقي … من ارانا كيف نهج الصالحين
خير حبر كاهن الله العلي … حسن السيرة جل المحسنين
فقدت عكار برا مشفقا … شفقة الوالد في حفظ البنين
ومغيثا للمساكين كذا … كان للايتام يا نعم المعين
اسقفا شهما عفيفا فاضلا … ذكره لن ينتسى في كل حين
ايها الفائز في دار البقا … سر وانعم بنصيب الفائزين
هكذا تاريخك الزاهي بدا … نلت طيب الحظ يا راع امين”.
وذكر أن “مدفن المطارنة عبارة عن غرفة بطول مترين ونصف وعرض حوالي المتر ونصف المتر مبنية من الحجارة الصخرية البيضاء المائلة الى الاصفر على شكل عقد وعند جدارها الغربي كرسي صخرية هي اقرب الى كرسي عرش حيث كان المطارنة يدفنون جالسين ووجوهم الى الشرق حيث باب المدفن الذي هو عبارة عن حجر ضخم حفر عليه الصليب. والى اسفل الكرسي حجر ضخم مثبت في ارض المدفن المرصوفة بالحجارة المقصوبة شأنها شأن حجارة جدران وسقف المدفن. والى جانبي الكرسي من الاسفل فتحتان تمتدان امتداد الكرسي الحجرية وصولا للجدران الغربي للمدفن ولم يتم التعرف لوجهة استخدامها”.
كرم
وكانت مديرة مكتب مديرية الاثار في الشمال سمر كرم زارت موقع المدفن واطلعت على تفاصيل عمارته من الداخل والخارج، وأشارت الى انه “معلم اثري ديني مميز ومن المفيد اعادة ترميم جدرانه التي انهارت خلال عملية الجرف خاصة وان القسم الاكبر من هذه الحجارة لا يزال موجودا”.
أما مطارنة عكار الارثوذكس المدفونون في هذا المدفن القديم فهم:
خريثنسوس الاول اليوناني 18661884.
نيقوديموس 19891901.
باسيليوس الدببس 19031938.