بحث وتأمل: د.عدلي قندح
مقدمة
استغرقت حياة يسوع الدنيوية على الأرض مدة 33 سنة مر خلالها من يهودا والسامرة والجليل وفينيقيا، ومدن الديكابولس، وبيريا. وكان كلما سافر يُعلِمْ الحقيقة ويجترح المعجزات الخارقة للطبيعة. جموع كثيرة من الناس سمعت كلماته وشهدت معجزاته. من هؤلاء الأشخاص من آمنوا به وتبعوه وهم كُثر (يوحنا 2:11 ؛ 3:02؛ 10:41-42)، ومنهم من لم يؤمنوا به ليتمّ قول إشعياء النبي: “يا ربّ من صدّق خبرنا ولمن استُعلنت ذراع الرب” (يوحنا 12: 37-38).
يهدف هذا التأمل إلى البحث في المعجزات التي صنعها سيدنا يسوع المسيح والتفكير في مغزى تلك المعجزات، وهذا التأمل هو فعل صلاة عقلية وقلبية وروحية، توثب القلب بنظرة بسيطة إلى السماء ليهتف بالشكر والحب لربنا يسوع المسيح. وهدف صلاتي هو الالتقاء مع يسوع لأطلب منه أن يساعدني بالخروج ببعض الدروس والعبر من المعجزات التي اجترحها خلال حياته الارضية لحياتنا اليومية الحالية السريعة بعيداً عن صخب العمل والزحمة والهموم الارضية. وأطلب من الآب السماوي أن يلهمني بمعونة الروح القدوس وباسم الرب يسوع المسيح أن أكتشف روعة معاني دروس وعبر المعجزات الخارقة للطبيعة الخمسة والثلاثين التي اجترحها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وسجلها القديسون الاربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا في الانجيل المقدس.
وللقيام بهذه المهمة الروحية الممتعة والتي استغرقت معي عدة شهور قمت بتصنيف تلك المعجزات من حيث عددها وأنواعها وأوقاتها وأمكانها الجغرافية وتوزيعها في الاناجيل الاربعة وأسلوب يسوع في اجتراحها، وردود أفعال الناس حولها وتصنيف الناس التي حدثت معهم المعجزة، وفئة الناس التي طلبت المعجزة، وكيفية استجابة يسوع لطلب المعجزة، وأهداف يسوع من صنع المعجزات، والدروس المستفادة من تلك المعجزات وأخيرا الاجابة على التساؤل التالي: “هل ما يزال يسوع يصنع معجزات؟”.
المعجزة بنظر العلم، والمؤمن وغير المؤمن
المعجزة “علامة تدرك بالايمان” وللمعجزة وجهين ومستويين من المعنى: وجهاً منظوراً (الحادثة الخارقة التي يستطيع كل انسان أن يلاحظها) ووجهاً غير منظور (هو المعنى الديني الذي يدركه المؤمن). وفي نظر العلم، لا وجود للمعجزة، بل ليس هناك الا حادثة بارزة للعيان. ويقوم مبدأ العلم على شيء من الحتمية، أي على خضوع الطبيعة لبعض القوانين، على العلم أن يكتشفها. وما لم يهتد العلم الى تفسير حادثة معينة، لا يسعه الا أن يعترف بجهله وأن يواصل البحث (الاب صبحي اليسوعي، 1986، ص 5-7).
أما في نظر المؤمن، فالحدث الذي يبدو له خارقاً يرى فيه بادرة عطف من لدن الله. لا بد اذا من الايمان ومن حد أدنى من الاستعداد الباطني للاعتراف بالمعجزة. أما في نظر غير المؤمن، فالمعجزة (كما في أحداث العنصرة كما في أعمال الرسل 2) فان الامر الخارق الذي جرى من حيث أن التلاميذ أخذو يمجدون بلغات غريبة عنهم، فكان راي غير المؤمنين أن التلاميذ سكارى. أما المؤمنون فقد أدلوا بشرحهم، فقال بطرس: “لسنا سكارى، بل هذه علامة مجيء الروح القدوس” (الاب صبحي اليسوعي، 1986، ص8).
اختلاف معجزات يسوع عن معجزات باقي الرسل والانبياء
إن افضل تعريف للمعجزة هو أن المعجزة حسب مفهوم الوحي الإلهي هو عمل أو حدث علني أُجري بقوة الله المباشرة بقصد إثبات صحة رسالة الرسول. لكن المعجزات التي قام بها السيد المسيح تختلف من حيث طبيعتها ومداها وأسلوبها عن المعجزات التي جرت على أيدي الأنبياء والرسل. وأساس الاختلاف هذا هو أنه بخلاف الوضع مع الأنبياء والرسل فإن المسيح حقق ما حققه من أعمال معجزية بقوته هو لا بواسطة قوة خارجة عنه. عندما تحققت المعجزات على أيدي الرسل والأنبياء أصرّوا دائماً على نكران كون ما عملوه راجعاً إلى قوتهم الشخصية. مثلاً عندما انشطرت مياه البحر الأحمر وعبر شعب الله على اليابسة في قلب المياه لم يتردد كليم الله موسى في أن ينسب العمل لله (خروج 14: 13). وهذا أيضاً كان موقف يشوع بن نون (يشوع 3: 5) وإيليا (الملوك الأول 18: 36) والكثيرون من رجالات الله الذين عملوا العجائب. وهذا ينطبق أيضاً على أيام العهد الجديد. فعندما شفى الرسولان بطرس ويوحنا الرجل الأعرج الواقف على بوابة الهيكل كان ردّهما على تعجّب الجموع التي شاهدت المعجزة هكذا “ما بالكم تتعجبون من هذا؟ ولماذا تشخصون إلينا وكأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟” (أعمال الرسل 3: 12). وعندما شفى بولس مريض في مقاطعة ليسترا وشرع الناس بتقديم ذبائحهم له ولزميله برنابا سارع برفض ذلك وبإعطاء المجد لله قائلاً: “نحن أيضاً بشر تحت الآلام مثلكم” (أعمال الرسل14: 5). لكن عندما شفي المسيح المرضى وأخرج الأرواح النجسة أو أقام الموتى أو أوقف هيجان البحر، فإنه قام بكل ذلك بقوته غير المحدودة. وقد كشف عن تلك الحقيقة بدون تردد قائلاً: “… الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي….” (يوحنا 10: 25). “إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه” (يوحنا 10: 37و38). لقد جاء تلميذا يوحنا المعمدان ليسألاه عما إذا كان هو المسيّا المنتظر أم لا، أجابهم المسيح قائلاً: “… اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصمّ يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشّرون…” (متى 11: 4و5). الله هو الذي أقرّ ونظّم قوانين الطبيعة وهو وحده يقدر أن يغيرها أو يعطلها كما يشاء. لقد أبرز المسيح قوته وعظمته وجلاله في كل مرة أجرى فيها معجزة مورداً بذلك مرئياً عن ألوهية.
لا شك بأن عدد المعجزات التي قام بها المسيح كان كبيراً جداً وقد سجّل الإنجيل حوالي أربعين منها وكانت بمثابة أمثلة لإبراز قوة المسيح الشفائية أو مقدرته على إقامة الموتى والتسلط على قوى الطبيعة. وهناك إشارات في الإنجيل إلى أن الكثير من تلك المعجزات لم تسجّل. (راجع متى 4: 23و24 ويوحنا 20: 30).
عدد المعجزات مواقعها في الأناجيل
ذكرت الأناجيل العديد من المعجزات التي عملها الرب يسوع في أثناء حياته على الأرض، ولكنها لا تستوعب كل ما صنع من معجزات، فقد “جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أع 10: 38). ويقول البشير يوحنا: “وأشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة” (يو 21: 25).
لذا فان عدد المعجزات لا يعد ولا يحصى، الا أن عدد المعجزات المدونة في الأناجيل هي 35 معجزة، وهذه المعجزات مصنفة كما يلي: هنالك 17 معجزة منفردة بمعنى أنها ذكرت منفردة في إنجيل واحدة وهي: ثلاثة منها منفردة في متى، وستة منها منفردة في لوقا، واثنتان منفردتان في مرقس، وستة منفردة في يوحنا. وهنالك 11 معجزة مشتركة ما بين ثلاثة أناجيل (متى ومرقس ولوقا). وواحدة مشتركة ما بين الأربعة أناجيل. وستة مشتركة ما بين إنجيلين (3 بين متى ومرقس واثنتان ما بين متى ولوقا وواحدة ما بين مرقس ولوقا). وهذه المعجزات الخمسة وثلاثين مذكور منها 20 في متى و18 في مرقس و 20 في لوقا و7 منها في يوحنا. وهي مصنفة بالتفصيل كما يلي:
(1) معجزات ذكرها إنجيل متى فقط:
– شفاء أعميين ( مت 9: 27-31)
– طرد الشيطان من أخرس مجنون (مت 9: 32-33)
– وجود الأستار في فم السمكة (مت 17: 24-27)
(2) معجزات ذكرها إنجيل مرقس فقط:
– شفاء رجل أصم أعقد ( مر 7: 31-37)
– شفاء رجل أعمى (مر 18: 22-26)
(3) معجزات سجلها إنجيل لوقا فقط:
– صيد السمك الكثير (لو 5: 1-11)
– إقامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-17)
– شفاء المرأة المنحنية (لو 13: 11-17)
– شفاء إنسان به استسقاء ( لو 14: 1-6)
– شفاء عشرة برص (لو 17: 11-19)
– شفاء أذن ملخس (لو 22: 50 و51)
(4) معجزات سجلها إنجيل يوحنا فقط:
– تحويل الماء إلى خمر (يو 2: 1-11)
– شفاء ابن خادم الملك (يو 4: 46-54)
– شفاء مريض بركة بيت حسدا (يو 5: 1-9)
– شفاء الرجل المولود أعمى (يو 9: 1-7)
– إقامة لعازر من الأموات (يو 11: 38-44)
– صيد 153 سمكة كبيرة بعد القيامة ( يو 21: 1-14)
(5) معجزات ذكرها انجيلي متى ومرقس:
– شفاء ابن المرأة الكنعانية (مت 15: 28، مر 7: 24)
– إطعام الأربعة الآلاف (مت 15: 32، مر 8:1)
– لعنة شجرة التين (مت 21: 19، مر 11: 13-14)
(6) معجزات ذكرها انجيلي متى ولوقا:
– شفاء غلام قائد المئة من الفالج (مت 8: 5، لو 7: 1)
– شفاء المجنون الأعمى الأخرس (مت 12: 22، لو 11: 14)
(7) معجزات ذكرها انجيلي مرقس ولوقا:
– شفاء رجل به روح نجس في مجمع كفرناحوم (مر 1: 23، لو 4: 33)
– شفاء المجنون الأعمى الأخرس (مت 12: 23، لو11: 14)
(8) معجزات ذكرتها اناجيل متى ومرقس ولوقا:
– شفاء الأبرص (مت 8: 2، مر 1: 40، لو 5: 12)
– شفاء حماة بطرس (مت 8: 14، مر 1: 30، لو 4: 38)
– إسكات العاصفة (مت 8: 23، مر 4: 37، لو 8: 22)
– شفاء مجنون كورة الجديرين (مت 8: 28، مر 5: 1، لو 8: 26)
– شفاء المفلوج (مت 9: 2، مر 2: 3، لو 5: 18)
– إقامة ابنه يايرس (مت 9: 18و45، مر 5: 23، لو 8: 41)
– شفاء المرأة نازفة الدم (مت 9: 20-22، مر 5: 5 لو 8: 43)
– شفاء الرجل ذي اليد اليابسة (مت 12: 10،مر 3: 1، لو 6: 6)
– طرد الشيطان من صبي (مت 17: 14، مر 9: 17، لو 9: 37)
– شفاء الرجل الأعمى خارج أريحا (مت 20: 30، مر 10: 46، لو 18: 35)
(9) معجزات ذكرتها اناجيل متى ومرقس ويوحنا
– سير الرب يسوع على الماء (مت 14: 25، مر 6: 48، يو 6: 19)
(10) معجزة واحدة ذكرتها الأناجيل الأربعة
– إشباع الخمسة الآلاف (مت 14: 15، مر 6: 34، لو 9: 10، يو 6: 1-14)
بالاضافة إلى ذلك هنالك أربعة معجزات هامة جداً وهي معجزة ولادة يسوع من العذراء بدون رجل، ومعجزة التجلي، ومعجزة القيامة، ومعجزة الصعود. ويلخص لوقا في أعمال الرسل (10: 38) نشاط يسوع من أجل الملكوت بقوله: “يعمل الخير ويبرىء الناس الذين اصيبوا بمرض أو بقوى الشر. وفي مكان آخر من السفر نفسه، يطلق لوقا على يسوع لقباً جميلا هو “سيد الحياة” (أعمال الرسل 3 : 15). (الاب جيرالد أوكلنز اليسوعي، يسوع ملامح من شخصيته، دار المشرق، ط1، 2010، ص 103).
تصنيف معجزات سيدنا يسوع المسيح
يمكن تصنيف المعجزات التي قام بها سيدنا يسوع المسيح الى خمسة أصناف وهي:
1- الشفاء من الأمراض، وعددها عشرين معجزة. وتتلخص أنواع الأمراض التي شفاها يسوع بـ 10 أمراض وهي: البرص والعمى والنزف والشلل والخرس والصم والحمى والاستسقاء والحدب ويابسة اليد.
2- معجزات خارقة للطبيعة، وعددها سبعة معجزات وهي: تهدئة العاصفة (متى 8 : 23-27) ؛ مرقس 4: 35-41) ؛ لوقا 8: 22-25) ، يسوع يمشي على المياه (متى 14: 22-33) ؛ مرقس 6: 45-52) ؛ يوحنا 6: 17-21)، لعن شجرة التين (متى 21: 18-22، مرقس 11: 12-24)، قطعة النقد في فم السمكة (متى 17: 24-27)، معجزة صيد السمك الاولى (لوقا 5: 1-11)، تحويل الماء الى خمر (يوحنا 2: 1-11)، معجزة صيد السمك الكثير الثانية (يوحنا 21: 1-14).
3- اقامة الموتى، وعددها ثلاثة معجزات:
– إقامة ابنه يايرس (متى 9: 18 و45، مر 5: 23، لو 8: 41)
– إقامة لعازر من الأموات ( يوحنا 11: 38-44)
– إقامة ابن أرملة نايين (لوقا 7: 11-17)
4- اشباع الجماعات، وعددها اثنتان:
اشباع الخمسة الآلاف (متى 14: 15-21؛ مرقس 6: 35-44؛ لوقا 9: 12 -17؛ يوحنا 6: 5-14)، وإطعام الأربعة الآلاف (مت 15: 32، مر 8:1).
5- وطرد الشياطين وعددها ثلاث معجزات:
– طرد الشيطان من أخرس مجنون (مت 9: 32-33)
– طرد الشيطان من صبي (مت 17: 14، مر 9: 17، لو 9: 37)
وقد شهد العديد من الناس مباشرة، ووجهاً لوجه، معجزات يسوع، لذا فلا يمكن دحض وتجاوز تلك المعجزات وعدم ذكرها عندما كُتِبَ العهد الجديد. ان حقيقة أن يسوع قام بالعديد من المعجزات أمر هام جداً. فمعجزاته هي دليل على أنه هو المسيح، والمسيّا كما بشر به أشعيا (إشعياء 61:1-2؛ يوحنا 1:41)، كما أنها دليل على أنه هو ابن الله (متى 3:17؛ لوقا 1:35)، وأن كلمته هي الحقيقة (عبرانيين 1:1-2؛ يوحنا 05:36؛ 10:25؛ 37-38؛ 20:30-31).
كان الغرض من معجزاته ليؤكد للجميع – هؤلاء الناس الذين عاشوا خلال فترة وجوده على الأرض، ونحن اليوم، أنه المسيح ابن الله الحي. ويمكن لأي شخص أن يعرف أن يسوع هو ابن الله، ومخلص كل الذين يطيعون إنجيله (متى 28:18-20؛ مرقس 16:15-16؛ يوحنا 8:31-32؛ 12:48-50).
أظهرت معجزات يسوع، كما قلت، قوة خارقة للطبيعة (متى 8:16؛ 23-27؛ 9:6-8). بعض الناس الذين شهدوا صاحب المعجزات، أو آثار تلك المعجزات، خافوا منها لأنهم لم يفهموا تماما مغزاها (لو 5:1-10؛ 8:25، 27-37). فالمسيح يسوع كان يستخدم قوته ليكشف عن رسالة الله ومحبتة لجميع الناس. لذلك لم يكن هناك أي سبب للخوف من السلطة (يوحنا 10:19-21). ليس لدينا أي داعي للخوف من قوته عندما يكون هدفها لخلاصنا، “واخضع كل شيء تحت قدميه” (أفسس 1:22؛ 5:23).
ردود فعل الناس على معجزات يسوع
يمكن تصنيف ردود فعل الناس على معجزات يسوع بالردود الايجابية والردود السلبية:
أ- ردود الفعل الايجابية
– تمجيد الله
– الايمان بيسوع
– التعجب من يسوع
– السجود ليسوع
– اتباع يسوع
ب- ردود الفعل السلبية (رفض الناس اعطاء الله مجده لانهم يفضلون مجدهم).
– الخوف الشديد
– الطلب من يسوع مغادرة المكان والرحيل عن ديارهم
– التشكيك
– اتهام يسوع أنه يعمل الاعاجيب بقوة الشياطين
فئات الناس التي صنع يسوع لها معجزات
يمكن تصنيف فئات الناس التي صنع لها يسوع معجزات الى ثلاث فئات رئيسية وهي:
1- الأمميين
2- اليهود
3- السامريين
بناء على ماذا كان يسوع يعمل معجزة؟
يمكن تصنيف المعجزات التي قام بها يسوع الى ثلاث فئات رئيسية وهي:
1- معجزات تمت بناء على طلب من الشخص الذي جرت معه المعجزة
2- معجزات تمت بناء على طلب من أهل وأقارب الشخص
3- ومعجزات تمت بمبادرة من يسوع نفسه مباشرة
استجابة يسوع لطلب المعجزات
يمكن تصنيف استجابة يسوع لطلب المعجزات كما يلي:
1- كان يسوع يستجيب مباشرة تلبية لالتماس الايمان وشفقة (مر 2: 5 ومتى 15 : 28) كأمثلة.
2- كان يسوع يجري حوارا مع طالب المعجزة قبل عملها.
3- ورفض مرة واحدة عمل معجزة عندما طلب الفريسيون منه عمل معجزة.
أسلوب اجتراح المعجزات
1- بكلمة /بكلمات
2- بالصلاة للآب
3- بفعل /عمل معين (الاستعانة بمادة معينة).
التوزيع الجغرافي للمعجزات
الباحث بعمق في أحداث الاناجيل الاربعة يجد أن هنالك 14 موقعا في الاراضي المقدسة وقعت بها احداث المعجزات التي صنعها يسوع، وهذه المواقع هي:
1- كفرناحوم (11 معجزة)
2- بحر الجليل
3- بلدة الجدريين (جدارا)
4- بيت صيدا (شمال شرقي بحيرة طبريا)
5- صور وصيدا
6- اريحا
7- في الطريق الى اورشليم
8- قانا الجليل
9- اورشليم القدس
10- بيتاني
11- الجستمانية
12- قرب قيصرية فيلبس
13- ديكابوليس
14- نايين
اهداف صنع المعجزات
المعجزات كانت أعمال فائقة للطبيعة توجه الناس الى الله ، كما كانت أعمال حب ممن هو الحب ذاته، وتدل على حنان يسوع وشفقته، وتدل على أن ليسوع سلطان على الموت ومغفرة الخطايا واعطاء حياة أبدية وطرد الارواح وعلى الطبيعة. ويمكن الحديث عن عدد من الاهداف السامية الاخرى لتلك المعجزات نجملها فيما يلي:
1- ليكشف يسوع لنا عن الآب السماوي ولنؤمن به وبالروح القدوس ولاظهار مجد الله.
2- وحسب نبؤة أشعيا أرسل يسوع ليتمم النبؤة: العمي يبصرون والعرج يمشون.
3- لاثبات سلطة يسوع.
4- ولتقديم اثبات أن يسوع مرسل من الآب لخلاص البشرية (يوحنا 5 : 36)
5- المعجزات استخدمت من الآب لتثبيت الابن.
6- وقد كانت المعجزات بمثابة اشارات ، فاشارات المرور في الشوارع تهدف الى توجيه انتباهنا الى أننا ذاهبون باتجاه محدد وهي ترشدنا اذا كنا بخطر أو باتجاه خاطئ ، وهكذا هي معجزات واشارات يسوع فهي توجه انتباه الناس الى ملكوت الله وهو هدفنا الرئيسي في هذه الحياة. فمثلا، معجزة ولادة يسوع من العذراء بلا رجل فُهِمتْ من عدد قليل جدا من الناس وكان أول المؤمنين بها يوحنا المعمدان.
7- ان العديد من معجزات يسوع اشارت الى حقائق روحية عميقة بأن الله كان يحاول أن يُعلم الناس. فمثلا، معجزة تحويل الماء الى خمر تُعلمنا أن يسوع أدى هذه الاشارة بالتحديد ليكشف مجد الله. وبعد ذلك عرف يسوع من المراة السامرية حقيقة زواجها خمس مرات وأنها تعيش بالخطيئة ليفتح عينيها للمسيح المنتظر.
8- معجزات يسوع توضح الحقيقة وتعطيها الاتجاهات (التعليمات) للحياة الابدية وهي عناصر أساسية في خطة الله للخلاص.
9- يسوع نفسه يعتبر شاهد لملكوت الله عن طريق أنه جاء “بقوة عظيمة” فقيامة الموتى هي بمثابة تقييد لقوة الشيطان.
10- المعجزات تعتبر بمثابة توجيهات لحقيقة الله، والخطيئة والحكم والحياة الأبدية، فهل نكون حكيمين لاعطاء الانتباه التام لتوجيهات الله.
أبرز الدروس والعبر من المعجزات
يمكن الخروج بعدد من الدروس والعبر من المعجزات التي قام بها يسوع وفيما يلي أبرزها بالارتكاز على معجزة تحويل الماء الى خمر.
1- الثقة بيسوع
2- توضح قوة وسلطة يسوع على خليقته والطبيعة
3- ليس من الواجب أن نفهم ما يريده منا يسوع حتى نطيعه
4- اذا اردنا أن يحصل معنا معجزة علينا أن ندعو يسوع الى حياتنا (عرس قانا الجليل مثال)
5- أن نتقدم الى يسوع ونطلب منه ونجعل طلبتنا واضحة ومحددة (تعالوا الي أيها المتعبون وثقيلي الاحمال وأنا أريحكم).
6- أن نسمع ما يقوله يسوع ونطيعه
7- أن نترك الوسيلة للرب يسوع لعمل معجزة معنا
8- أن تصبح المعجزة حافزا لنا ولغيرنا للايمان بيسوع
9- على الرغم من أن يسوع كان في مهمة (ON MISSIN) على الارض ألا أنه وجد وقتا ليحضر عرساً ويشارك الناس فرحهم.
10- أن نعتمد على يسوع لاصلاح الاخطاء في حياتنا.
والسؤال الاخير الذي نود أن نطرحه هو: “هل ما يزال يسوع يجترح معجزات في حياتنا اليومية؟”. نعم، ما يزال يسوع يجترح معجزات في حياتنا اليوم مع أناس تم شفائهم أو تحويل حياتهم جذريا بعلاقة حميمة مع يسوع. وما يزال يحرك الحجارة. HE STILL MOVES STONES
المراجع
– الكتاب المقدس، العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطبعة الثالثة منقحة، 2005.
– التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 1997.
– المعجزات في الانجيل، دراسات في الكتاب المقدس 3، مجموعة من الباحثين، طبعة ثانية، نقله الى العربية الاب صبحي حموي اليسوعي، دار المشرق، بيروت، لبنان، 1986.
– الاب جيرالد أوكلنز اليسوعي، يسوع ملامح من شخصيته، دار المشرق، ط1، 2010.
http://www.kalimatalhayat.com/doctrine/284-christ-in-the-devine-revelati…)
http://www.baytallah.com/GOD-APPEARED-IN-FLESH/index.htm#الفصل+الخامس:+معجزات+المسيح
http://www.dardasha7.com/Studies/AlKawl/03.pdf