بدأت صباح أمس في بكركي، الخلوة السنوية لمجمع الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ومطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الإنتشار، وعلى جدول أعمالها شؤون كنسية ووطنية، وستستمر أعمالها حتى الخميس المقبل 18 حزيران، وتختتم ببيان.
بعد الصلاة الإفتتاحية كانت كلمة للبطريرك الراعي قال فيها: “نأتي إلى الرياضة الروحية والسينودس المقدس، حاملين تطلعات أبناء أبرشياتنا، إكليروسا وعلمانيين، وهواجسهم وانتظاراتهم وآمالهم وأوجاعهم، وبخاصة أبناء كنيستنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، الذين يمرون في ظروف صعبة للغاية، مع سائر المسيحيين وشعوب هذه البلدان، ويقعون ضحايا ويلات الحرب والعنف المفروضين مع ما يتسببان به من نزوح قسري وتهجير وهجرة مرة، تاركين جنى العمر لمن ليس لهم تعب فيه. من الموجع أن نرى لبنان، وهو وطننا الروحي حيث كل تراثنا وجذورنا وتاريخنا ومنبع رسالتنا وانتشارنا، الذي كوناه معا مسيحيين ومسلمين، آخذا في الانحراف شيئا فشيئا عن هويته، وعن خصوصيته ورسالته، كوطن العيش معا في المساواة بين جناحيه المسيحي والمسلم، وكنظام قائم على الحريات العامة والديموقراطية والحوار الوطني المسؤول، ومرتكز على ثلاثة لا تنفصل: الدستور والميثاق الوطني والصيغة التطبيقية، وكدولة صديقة للدول، لا امتياز فيها لأي منها، لا شرقا ولا غربا، بل تتعاون مع الجميع في إطار الجامعة العربيـــــة والأسـرة الدولية، والتزام الشرعية الدولية، وقضايا العدالة والسلام وإنماء الشخص البشري والمجتمعات.
فبسبب مخالفة الدستور والميثاق والصيغة، نشهد هذا الإنحراف الذي بلغ الإمعان، على مدى أربعة عشر شهراً، في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وفي ابتكار الوسائل والمواقف من أجل هذا التعطيل، وفي ربط الإنتخاب بالنزاعات السياسية المذهبية المسلحة، الدائرة في المنطقة، من دون أي اعتبار لما يلحق المجلس النيابي عندنا من تعطيل، والحكومة من تعثر والتعيينات العامة من شلل. نحن نؤمن بأهمية الصلاة والتوبة من أجل أن يمس الله ضمائر المسؤولين عندنا لكي يعوا جسامة ما يجري بحق لبنان وشعبه ومؤسساته، وضمائر أمراء الحرب في بلدان الشرق الأوسط، ملتمسين السلام العادل والشامل والدائم لسوريا والعراق واليمن وفلسطين.
سنستقبل مساء الجمعة تمثال سيدة فاطيما، ونحتفل معا بالذبيحة الإلهية مع عائلة قلب يسوع بمختلف فروعها في لبنان، إحياء لعيد قلب يسوع الأقدس، والتماسا للسلام في بلدان هذا المشرق، وارتداد الملحدين والخطأة الذين يرتكبون الفحشاء والشرور”.
النهار