في البدء
نحن اليوم امام قصص مأسوية لا تنتهي ، وابطالها
فقهاء الفتاوى القاتلة ، وأزلام الموت الارهابيون ، والذين كفرّونا ،
ولا زالوا يكفروننا، ويعملون على محو إسمنا ، وطمر ديانتنا ،
ويريدون منا ان نكون لهم عبيدا وسبايا تباع في سوق نخاستهم العفنة ، ويكتبون لنا الهزيمة دوما وابدا وليس هزيمة الموصل فقط بل ان استطاعوا هزيمة الوطن باكمله ، هزيمة القيم والاخلاق ، هزيمة الحضارة والأصالة ، والحقائق والصدق ، من اجل تشويه وجه التاريخ ، وفقرات كتاباته ، وسجلات احواله ، معتبيرن انفسهم المصلحين والأولين والخاتمين ، الامرين والناهين ، عبر تدمير الابرياء في نفوسهم كما في مجتمعاتهم واوطانهم ، كما انه ، ومن المؤكد ، أن الوطن خيمة مواطنيه والأنتماء اليه رسالة العلا ، ولا يمكن أن يكون لطائفة أو لعشيرة أو لقومية أو لديانة بل لجميع الأطياف بمذاهبهم وطوائفهم ودياناتهم، إذ أن تقسيم الوطن ما هو إلا محاصصة قاتلة، وإهانة لعمل السماء الرائع ، واحتقار لعمل الإله الخالق سبحانه وتعالى إذ قال:” أنموا وأكثروا وأملاوا الارض” (التكوين28:1)، وأيضاً في القرآن الكريم ” إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” (سورة الحجرات 13) ، وليس لنكون حصصاً وأجزاءً ومذاهبَ وطوائفَ وكفارا ونصارى ومسبيين ،وما ذلك من مسميّات ، كما أنّ الانتماء إلى الوطن رسالة سامية يؤكدها الانتماء إلى العقيدة الإيمانية والحقيقة القيمية في الفضائل ومسيرة الأخلاق عبر تاريخ الزمن ورعاية الشرائع والعبادات والوصايا من أجل دستور انتماء أكيد يحمل في طياته احترام الآخر وقيم عبادته وخدمة الآخر ونشله من بؤسه في رسالة سامية ملؤها المحبة والسلام والرحمة، فالله ما هو إلا رحمن رحيم.
مسيرة إيمان
نعم، إن عالم اليوم ، يغرق في مادية الدنيا والعولمة ، مساءً أكثر منه صباحاً، وباتت مسيرة الإيمان مزيفّة،وكلّ له إلهه ، وحقيقة التقوى أمست عاطفية واحترامية، والصراع بينهما في النفس وداخلها في كل ساعة من ساعات نهاراتنا وليالينا. وأمسى المسيحي خجلا من إعلان بشارة المسيح عيسى الحي وخائفاً مما سيُقال عن المُعلِن والمُعلَن والمؤمن، فتضيع حقيقة وجودنا وتُشَوَّه صورة دورنا في قلب العالم وننسى أن نكون أمناء لحمل الرسالة وأوفياء لإيصال البشرى في المُثُل والقِيَم والانتماء في الفضائل والأخلاق، في الرحمة والسلام، فنفكر في الرحيل وحمل حقائب الزمن، مدَّعين ومتأسفين أنه لم يبقَ لنا أحد من أهلنا وأقربائنا وحارتنا فيعشعش فكر الرحيل في أدمغتنا حتى تكتمل الآية والأعجوبة في أنْ نفرغ أوطاننا من انتماءاتنا برحيلنا وتبقى بشارة الحياة تنادي هذا وطنكم ، أباؤكم عاشوا هنا وأرضية عقاراتكم باسمائكم ، فلمّ الرحيل ، ولكن لا آذان لتسمع، فقد رحلّوا ورُحِلُّوا كلهم وليكن وراءهم الطوفان كما يقول المَثَل الفرنسي، فيموت قلب الوطن ولسانه يقول بحقيقة القول “مَن يحمي أولادي”، وينسون أن الله هو الحافظ الأمين ، والرازق الأكيد .
سفر جديد
إن حمل رسالة الصليب والإنجيل حقيقة سماوية، وهذه الحقيقة واحدة متحدة في عمقها وفي وجودها، لا ترسم لنا إلا طريق السماء في الشهادة، فهي الجواب الشافي الأمين في حضور المسيح مهما كانت العقبات الطبقية والطائفية والثقافية… إنها قصة إيماننا، وحب السماء لنا في أرضنا، ومهما فقدنا من أموال وخيرات وجاه ومناصب وكراسي ومهما كان جلساؤنا وكبار زمننا وبائعو حقوقنا وسُرّاق أموالنا، فالحقيقة أكيدة أننا مدعوون إلى كتابة سفر جديد عن أعمال مسيحيينا ومؤمنينا وتسطير رسائل رجائية وأَمَلية إلى أجيالنا النازحة والمهجَّرة والمهاجرة. فلا عمل سِلْمٍ دون بذل الذات من أجل الآخرين، ومشاركة المسيح في حمل الصليب، فلماذا الخوف إذاً!، ولا يمكن أن تكون حياة دون موت وصليب، والسبيل هو الخروج عن ذواتنا والتعرّي عن أنانيتنا وجشعنا ولامبالاتنا، فقد أصابنا الجمود والفتور والجهل، وأَلَّهْنا مَن نشاء ومتى نشاء، ولهم تنحني قاماتنا مطيعين وخائفين خوفا كي يكتبَ لنا الوجود والمكانة والكلمة ومع الاسف هذه هي اليوم شريعة المحبة المزيفة، ورقصنا حتى فجرنا، وتمرّدنا على الحياة وعطائها، وأكملنا مسيرتنا بفوضى ذاتية وعائلية ومجتمعية ووجودية وكأننا مراهقو الزمن وبائعو الطرق، ولم تعد بيوتنا تَسَعُنا ” فأكلنا وشربنا وَبَنَيْنا وغرسنا وزوّجنا وتزوجنا الى أن دخل الارهاب مدننا” (لو27:17).
إنجيلنا وصليبنا
أمام ما يحصل لنا من متغيرات، بل وما حلّ فينا، وفي ظل الظروف العصيبة التي مرّت بنا ولا زالت تشاطرنا مسيرة أيامنا فأُفرغت مناطقنا، وسلبت أمتعتنا، ونُهبت خيرات دُنيانا، وسُرق ذهب أعراسنا، وما ذلك إلا دعوتنا وحاجتنا إليها كي تتفاعل أفكارنا ونظراتنا وأحكامنا وتتعاضد طاقاتنا في لَمّ شملنا، في لقاء عيوننا، في نقاش أدوارنا، في غاية وجودنا، عبر مسيرة صلاتنا وعمق تأملنا بإرادة الله التي أضعناها أو حُجبت عن أنظارنا. كلنا رعاة ورعايا، مؤمنون رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، فيسند شبابنا أقدامَ شيوخنا وعجائزنا وكبار دنيانا كي لا يفني بعضنا بعضاً، فالحقيقة افترقنا أكثر مما اتّحدنا، وتكبّرنا أكثر مما أعلنّا أنفسنا خدّاماً، ورسمنا لنا طريق الخلاص بفكرنا ونسينا أن الحقيقة إنجيلنا وصليبنا طريق الأيمان وحقيقة المسيرة في حياة نحو البقاء من أجل الأبدية، كما عملت مريم فقد اختارت النصيب الأفضل الذي لن يُنزَع منها (لو 41:10-42).
نحن اليوم أمام خطاب تأييسي وتخويفي وتشجيعي على الهروب، بل نحن أمام أسئلة لا جواب لها إلا واحد وهو “لم يعد لنا دور في وطننا، ونحن لم يعد لنا أقرباء نحتفل معهم أو نحيا بجانبهم أو بقربهم” وكأننا نعامل دنيانا كي تكون مطيعة لأفكارنا وخيالاتنا، ومن المؤسف أن القريبين من أسماء الجاه ومناصب الكبار في زمننا ، هم الرسل الأولون ، لهذا التحول المخيف، وخطابهم وسؤالهم ما هو إلا خطاب وسؤال يدلان على أننا أناسٌ تنقصنا القناعة بأننا أصحاب رسالة، وينقصنا الإيمان بأن الله الذي خلقنا يشاركنا آلامنا ومسيرتنا كما كان مع الرسل في السفينة ( متى 26:8). وفي ذلك ترك الله لنا قِيَماً روحية تملأ رسالة خلاصية في البشارة الإنجيلية نسلك حسبها وحسب مضمونها ولم يترك لنا خرائطَ عسكرية وانسحاباتٍ تكتيكيةً، بل عيشَ المحبة والشهادة وهو معنا حتى نهاية العالم… ولنثق بهذا الكلام.
ألوان حقائبنا
وانطلاقاً من هذه الثقة علينا أن نجعل من فكرنا منطلقاً فيتحول ضيقنا إلى اطمئنان وفرح وإيمان،” ثقوا إني غلبتُ العالم ” (يو33:16) . فالمسيح ربنا لا يمكن أن يقف متفرجاً علينا أو على الحياد وهذا ما تقوله ثقتنا به. لذا علينا أن نكسب الثقة ونحافظ عليها ونُنميها في فحص ضميري وشخصي حول مسيرتنا وسلوكياتنا، فنحن شهود ليسوع المسيح، ومصير إيماننا لا يتوقف إلا على سموّ عطائنا وقيمة شهادتنا ونوعية حامليها وليس على ألوان حقائبنا وكبر حجمها أو صغرها أو قوة متانتها أم خفة حملها، وهذا ما يجب أن يتجسد في واقعنا الأيماني . ولنعلم ، لقد بات المسيحي مستَهدَفاً بشكل موجَّه ومركَّز. إن تكرار الاضطهادات بات أمراً خطيراً. فاحترام الكيانات المختلفة والعمل على درء الانتهاكات المروِّعة لحقوق الإنسان وسياسات المحاور الإقليمية والدولية التي قد تعرِّضه لخطر استباحة أرضه وتحويله إلى مسرح لصراعات الآخرين.
فلا يجوز اليوم _ وعلى كل القيادات الإسلامية في المنطقة العربية _ أن تتوقف عن القول “أن داعش لا يمثّلنا”. فالحراك ضد هذه الموجة خجول جداً، وإن هذه نقطة هامة ، فالواجب الأول على الأخوة الإسلام أن يكونوا صوتاً فاعلاً وأكيداً للدفاع عن المسيحيين، فالإرهاب شوّه الدين الإسلامي كما كفّر الديانات المختلفة عنه ، كي لا يقول التاريخ أنّ إلأسلام والعروبة مسؤولان عما جرى ويجري تجاه إضطهاد المسيحيين. فما نحتاج إليه هو العودة إلى أخلاقنا المسيحية من أجل الضمانة الوحيدة والأكيدة لبقاء المسيحيين في الشرق وليس أي شيء آخر. فإذا رأى الشرق أننا مختلفين فإننا نُزيد على الحياة معنىً لا يوفره الآخرون، عندئذٍ يحافظ الشرق علينا. ولكن ما ينقصنا الشجاعة أحياناً لكي نكون أمناء لله لاسيما عندما نقف موقف الانفتاح إلى الآخر والدفاع عن إيماننا، وهذا ما يدعونا إلى أن نُحْسِنَ الإصغاء إلى الله وفي ذلك سنُحسِن الإصغاء إلى الآخرين، وبهذا نبني عالماً غير هذا الذي نتذمّر منه الآن.
مصيبة وكارثة
أمام عالم المصيبة التي حلّت بمؤمنينا وكنائسنا، والكارثة التي أودت برحيل أبنائنا وضياع أموالنا وممتلكاتنا وفقدان خيراتنا. ألا يقودنا ذلك إلى ما قاله الرب يسوع:”اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يصل إليها سارق ولا يفسدها سوس (داعش)”؟. أليس أمام هذا كله نتصرف وكأننا لسنا أصحاب رسالة، وكأن المسيح لم يَعِدُنا بشيء ولم يثبّتنا برجاء دعوتنا؟… فنبدأ بالقول: أن هذا البلد لم يعد لنا، بل يجب أن نتركه، وتتعالى أصوات حواء بتأكيد تركه وإهماله بقولها “لا خبزة لنا فيه بعد”، أليس ذلك مؤامرة ننفذها على أنفسنا وآية أدخلت إلى سماع آذاننا صباحاً ومساءً، ليلاً ونهاراً، لحظةً ودقيقةً وساعة، ونقول: أن الدولة الفلانية تتآمر علينا، تنفذ مؤامرتها عبر آخرين، وفي ذلك ألا نتآمر كلنا على أنفسنا وننفذ المؤامرة على بعضنا البعض؟. أليس هذا حديث أصحاب مصالح وسوّاح رفاهية أم حديث أصحاب رسالة وبشارة إيمان؟. فلقد ازداد خطابنا في تشجيعه للهروب وعلى التفتيش عن الرفاهية والحصول على تأشيرة سفر إلى أرض الله الواسعة، هل هذا هو حديث أناس يؤمنون بأنهم أصحاب رسالة وبأن الله معهم فيثقوا بكلامه أم يريدون أن يعمل الله لهم ما يشاؤون هرباً ورحيلاً وهجرةً ومالاً وجاهاً وبنيناً وبناتٍ، وإلا لا فائدة من كلمات البشارة ولا حياة في كلمات الإنجيل ولا مسيرة مع صليب الألم…”احملوا نيري عليكم وتعلموا مني”(متى29:11) ، و”على التلميذ أن يكون مثل معلّمه”(لو 41:6). ألم نكن في ذلك قد شابهنا أهل الأرض وتمركزنا واهتممنا بأنفسنا ورفاهيتنا وأكثر من ذلك بكبريائنا ونا. نا؟.وما أكثرها هل أصبحنا في عالم لم يعرف المسيح أم في عالم يحمل اسم المسيح؟. أليس ممارسة التخويف والتيئيس والتشجيع على الهروب كقناص نحتمي من قنصه؟.. أين نحن نحتمي ما دام القناص فينا وفي بيتنا وفي حارتنا ويعشعش في عمق عقولنا وأدمغتنا؟.
جائعون .. جائعون
نعم، أنا أؤمن أن الله يرى مآسينا، ويدرك ثقل صليب وأتعاب آلامنا، ويسمع صراخنا وأنين أمهاتنا وبكاء أطفالنا، فهو أكيد سيأتي لينقذنا وهو يؤكد ذلك في بشارة الحياة، وهذا أكبر ثقة وخلاص. فكلنا أولاً جائعون إلى كلمة الله بمقدار جوعنا إلى الخبز والدواء، وما علينا إلا أن نتضامن ونتقاسم، وإذا لم نشبع من كلمة الله لتصبح فينا حياة فذهابنا إلى الصلاة وإلى الكنيسة ما هو إلا أنشودة فقط وننسى أن كلمة الله نور لسبيلي (متى 4:4). ولا يجوز أن نطلب دون أن نحيا، فربنا يسوع لا يطلب منا أن نلغي الآلام والشقاء والتهجير وإنما يطلب منا أن نرى الشقاء وأن نسمع الأنين والصراخ والبكاء والأتعاب وإلا تكون قلوبنا من صخر بينما هي من لحم ودم… وإذا لم نكن قد تعلمنا من المسيح فما نفع مسيحيتنا، فهل من شرف أكبر من هذا أن يرسلنا المسيح كما أرسله الآب (يو 21:20)! وارسَلَنا رسلا من اجل كلمة الانجيل وليس قائد مؤسساتٍ واداري مكاتب ، وهل ضمانة أكبر من أن يكون المسيح معنا حتى نهاية العالم؟… ولكن هل نثق نحن بأنه معنا اليوم كما كان مع الرسل في الأمس ؟… فيومها لم يعودوا يرون إلا البحر الهائج والخطر المحدق بهم، ولم يعودوا يرون المسيح. نعم الله عالم بما هو خفي وهو يعرف ما شان مستقبلنا ومسيرة حياتنا والأكيد نحن الذين اعتمذنا باسمه انه سيقف الى جانبنا اذا اردنا عيش ايماننا به ففي مسيرة الايمان يعلمنا ان يكون ملجأنا وقوتنا ولكن علينا ان نقوم بالحديث عنه في داخلنا فنجده على الدوام معنا ولهذا علينا ان نمر بالعاصفة واوقت صعبة وهذا ما اكده الرسول بولس اذ قال نعاني الصعاب ولكننا لا نُسحق ، نُضطهد ولكن لا نياس وهذه حقيقة تظهر لنا اننا سنعاني خلال حياتنا فالمرور في الصعاب عبر مسيرة الايمان يكون الرب مصارعا من اجلنا وحاميا لنعمة حياتنا فهو ملجأنا في الشدة وهو قريب لمن يدعونه فنحن افضل من عصافير كثيرة . (متى 31:10) .
الخاتمة
واليوم في السبي، هل لا زال المسيحُ غايتَنا، والإنجيلُ لا زال بشارتنا والصليب قوة خلاصنا _ فالمسيح ربنا “هو هو أمس واليوم وإلى الأبد” (عبر8:13) أم أصبح إيماننا شعارات مفرغة لحياة عولمية عقيمة؟ فهم يريدون أن نحيا العيش الهانئ مع جليس الدنيا ولا نبالي بإرضنا وشرقنا المقدسين،وتموت قضيتنا كما ماتت أخرى ، فَلِمَ الخوف ولِمَ الرحيل، بل لنبقى شهوداً وشهداء، وهذا نداء الرب، والشهادة ليست إلا مسيرة حياة كما هي بذل الدماء من اجل المحب ، لنكن كنيسة ، فيها شجاعة في الشركة والمشاركة ، نحمل شجاعة الأيمان ، فراداً أو جماعةً ، كما كانت جماعة الكنيسة الاولى ” قلباً واحداً ونفساً واحدةً” (أع 32:4) وكما يقول البابا فرنسيس ” لا تقفل الابواب بوجه الرب والصليب يرينا حب يسوع الذي يدفعه الى البكاء اليوم على الكنيسة ( 20 نوفمبر 2014 – دار القديسة مرتا) . فلمَ الخوف ، وبدل الرحيل لنعانق الصليب ونحيا الإنجيل. ولا نكون تباعاً لمؤسسات تجعلنا بين غريب ودخيل فنحن لسنا علاماتٍ بل شهادات ، نعم وآمين.