ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس قداس عيد الميلاد في كنيسة يوحنا فم الذهب – طريق الشام وعاونه النائب الاسقفي سليمان سمور، الارشمندريت النائب القضائي اندره فرح، في حضور الوزير السابق سليمان طرابلسي وعقيلته، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص المقدم توفيق نصر الله، وخدمت القداس جوقة كنيسة مار بطرس وبولس بقيادة وليم سرور وحضور ابناء الرعية.
بعد الانجيل المقدس، القى المطران بسترس عظة قال فيها: “المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، وفي الناس المسرة. في هذه الاجواء التي نعيشها في المشرق العربي، اجواء العنف والقتل والضياع نتساءل اين اصبحت رسالة السيد المسيح من مجد لله في العلى وسلام على الارض ومسرة في الناس؟ كل مرة نتلو قانون الايمان نعلن ايماننا بابن الله الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد، ونتساءل اين يكمن الخلاص الذي حصلنا عليه بتجسد ابن الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح؟ يقول بولس الرسول في رسالته الى الغلاطيين: /لما بلغ ملء الزمان، ارسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، وننال التبني ان خلاص الانسان يكمن في حصوله على التبني الالهي بواسطة تجسد ابن الله كما ردد اباء الكنيسة: ابن الله صار انسانا ليجعل من كل انسان ابنا لله. ان الله قد خلق الانسان على صورته ومثاله، لكن الانسان بخطيئته فقد المثال الالهي، وشوه صورة الله فيه، فجاء ابن الله ليعيد الى الانسان بهاء الصورة التي خلق عليها، وهي صورة المحبة، لان الله محبة هذا هو الخلاص الذي جاءنا به المسيح، وهذا الخلاص لا يقتصر على كل انسان بمفرده، بل يشمل علاقات الناس بعضهم ببعض، جاء المسيح ليجمع كل الناس في اسرة واحدة هي اسرة ابناء الله، ابناء مرتبطين اولا بالله كاب واحد لجميع البشر ومرتبطين بعضهم ببعض برباط الاخوة الشاملة”.
واردف: “ان ما نشهده في العالم من عنف وقتل ودمار يتأتى من رفض الناس الابوة الالهية والاخوة الناجمة عن تلك الابوة الالهية، ونتيجة لهذا الرفض ينعدم مجد الله في العلى، وينعدم السلام على الارض، وتنعدم المسرة في الناس، من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل. ابن الله من علياء سمائه الى ارضنا، وولد في مغارة امست بحضوره سماء، لانه حيث يكون الله هناك السماء، وهناك النور وهناك الضياء، وهو يريد ان يولد في قلب كل انسان، ليصبر قلب كل انسان سماء تشع نورا وضياء، كما يريد ان يولد في مجتمعنا ليمتلىء مجتمعنا من مجد الله، ان مصير الله هو بين ايدينا نحن، ومستقبل البشرية الالهي بين ايدينا نحن، بارتباطنا بالله مصدر حياتنا وينبوع محبتنا يظهر مجد الله في العلى، وباتحادنا بعضنا ببعض في المحبة يسود السلام على الارض وتعم المسرة في الناس، عندئذ تتحقق الصلاة التي علمنا السيد المسيح ان نصليها: فاعترافنا بالله ابينا السماوي يتقدس اسمه، وباتحادنا بيسوع المسيح ابن الله يأتي ملكوته، وبمحبتنا بعضنا لبعض تتم مشيئته كما في السماء كذلك على الارض، منذ الفي سنة تجسد ابن الله على الارض، وهو يدعونا الى ان نتابع كل يوم التجسد الالهي”.
وختم: “نرجو في هذا العيد ان يعم السلام وتعم المحبة في العالم اجمع، ولاسيما في سوريا والعراق، حيث عاد هيرودوس يذبح الابرياء ويقتل الاطفال ويهجر المسيحيين، ونرجة للسياسيين في لبنان ان يقودهم النجم الى طفل المغارة، ليتعلموا منه التواضع والتجرد والتخلي عن مصالحهم الخاصة لينظروا اولا الى مصلحة الوطن ويعملوا بجدية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، واجراء انتخابات نيابية بموجب قانون عادل يؤمن المساواة بين جميع الطوائف، ومن اجل الافراج عن العسكريين المخطوفين وتلبية احتياجات المواطنين، ونرجو اخيرا ان يلتئم جميع اللبنانيين حول الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية لتقوم بواجبها في الدفاع عن الوطن المهدد من الداخل ومن الخارج، ليبقى لبنان وطن الرسالة السماوية، رسالة المحبة والسلام. ولتشملكم جميعا نعمة الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين”.
ثم تقبل المطران بسترس التهاني بالعيد مع الاباء في صالون الكنيسة.
وسيترأس قداس رأس السنة الجديدة في كنيسة مار الياس في ساحة النجمة عند 10,30 صباحا ويعاونه كهنة الرعية.
وطنية