أحيت مدينة بشري عيد سيدة قاديشا، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بنائبه العام على الجبة المطران مارون العمار، في باحة متحف جبران خليل جبران نظرا لكثافة المشاركين الذين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة بالمناسبة.
وأقيم قداس إحتفالي ترأسه المطران العمار وعاونه كهنة بشري، بحضور النائب إيلي كيروز، الوزير السابق إبراهيم حنا الضاهر، النائب السابق جبران طوق، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وفاعليات أمنية وعسكرية وإجتماعية.
العمار
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى العمار عظة بعنوان “عظيم إيمانك أيتها المرأة”، نوه في مستهلها ب”العمل الذي أنجزه المرحوم أنطوان الخوري ملكة طوق وبالمتابعة الدورية لنعمة طوق الذي من خلال إيمانه تمكن من جمعنا سنويا في القداس من كل لبنان لنتذكر أن العذراء هي ملكتنا ونحافظ عليها ملكتنا الى الأبد”.
وقال: “عظيم إيمانك أيتها المرأة، هذا كان جواب سيدنا يسوع المسيح لهذه المرأة الكنعانية التي طلبت أن يشفي إبنتها، ومن تلك الأيام الى يومنا إيمان هذه المرأة الكنعانية ما زال ثابت في منطقتنا وأهلنا أخذوا على عاتقهم وبكل تراثهم الروحي وحضارتهم الروحية أن إيمان المرأة الكنعانية العظيم أن يبقى ثابتا الى الأبد”.
أضاف: “هذا الشيء إستلهمته من خلال تأملي بميزات هذا العيد الذي نعيده عيد سيدة قاديشا، عيد سيدة القداسة، عيد سيدة القديسين، بتعبير آخر عيد كل من يحمل بحياته إيمانا عظيما مثل إيمان الكنعانية، اليوم يعيد هذا العيد عيد سيدة قاديشا. يمكن ان نتعجب لا يوجد كنيسة إسمها سيدة قاديشا ولا يوجد رعية إسمها رعية سيدة قاديشا ولكن إيمان آبائنا الذي وصل إلينا هو الذي أعطى هذه الثمار، ثمار الإيمان بسيدة قاديشا. ولهذا نرى في كل قرانا شمالا وجنوبا كنائس على إسم السيدة العذراء وتجذرنا في هذه المنطقة الى عمق الوادي حيث سيدة قنوبين التي عاشت أربعمئة سنة أقله مع آبائنا البطاركة وأكيد قبل البطاركة كانت موجودة بعمق هذا الوادي وما زالت. لكن ليس المهم فقط تجذر العذراء في أرضنا بل تجذر إيمان العذراء بحياتنا نحن بني البشر”.
أضاف: “ان حضور العذراء مع أهلنا المميزين بإيمانهم الى هذه المنطقة كان محميا بعنصرين أساسيين، العنصر الأول هو عنصر الصلاة والإستحباس والتقشف من أجل الحفاظ على الإيمان. لذلك ترون في هذه المنطقة الكثير من كنائسنا على أسماء حبساء قضوا حياتهم يصلون للرب وكلمة ربنا من فمهم ومن صلاتهم أنارت في قلبنا وفي حياتنا وفي كل العالم. والقسم الثاني من شفعائنا الى جانب العذراء هم الشهداء الذين بذلوا دماءهم من أجل الحفاظ على إيمانهم، من أجل بقائهم في هذه المنطقة، من أجل هذه المنطقة التي زرعوها بدمائهم وأصبحت كل نقطة دم من دمائهم هي بذار للكثير من القديسين”.
وتابع: “نعم، عذراء قاديشا التي وضعناها ملكة على حياتنا وملكة على أرضنا وملكة على تراثنا، هذه العذراء مع صلاة حبسائنا القديسين ومع دماء شهدائنا القديسين هم الذين ميزوا تراثنا وحضارتنا عن كل العالم. أقول هذا لا لنرى أنفسنا على العالم ولكن لنرى أن كنز الإيمان عبر كل هذا الطريق الصعب الذي عشناه هو الذي بقي في حياتنا على حساب المال وعلى حساب السلطة وعلى حساب كل الأمور الدنيوية الأخرى. نعم كنز الإيمان الكبير الذي وضعنا من خلاله العذراء ملكة على منطقتنا وحياتنا هو الذي نرى أنفسنا فيه في كل العالم وهو الذي يجعل وجهنا مرفوعا الى السماء ونقول للرب لسيدنا يسوع المسيح ولكل القديسين بأننا نحن أبناء هذا التراث نحن أبناء هذه المملكة نحن أبناء هذا الإيمان العظيم الذي سيدنا يسوع المسيح رآه في المرأة الكنعانية التي هي سيدتنا بالإيمان جميعا ما زال هذا الإيمان حاضرا كنزا كبيرا في حياتنا”.
وختم: “إن شاء الله نحن اليوم نحافظ على هذا الكنز كما حافظ عليه أجدادنا ونسلمه لأولادنا وهو يبرق من الإيمان كما سلمنا إياه آباؤنا لتبقى هذه المنطقة آخذة العذراء ملكة عليها ودماء شهدائها وصلاة قديسيها هم فعلا مصدر حضورنا وغذائنا الروحي في هذه المنطقة أينما ذهبنا في كل العالم. فليباركم الله ويوفقكم ويوفق كل مشاريعكم، وإن شاء الله هذا العيد المبارك نعيده معكم وكل أهلنا دائما بالبركة والخير والسلام”.
رئيس البلدية
وبعد القداس، ألقى رئيس بلدية بشري كلمة قال فيها: “هذا القداس مناسبة صلة ومحبة بين بعضنا البعض وبات محطة دينية ثابتة في الروزنامة البشراوية ليرى الناس كيف تتحضر مستشفى سيدة قاديشا لتستقبل المرضى برعاية أمنا العذراء”.
أضاف: “منذ عشر سنوات ونائبانا ستريدا جعجع وإيلي كيروز يركضان وراء فلس الأرملة ليكملوا هذا المستشفى ليكون بأحسن المواصفات العالمية. وهنا لا أستطيع إلا أن أعود صغيرا وأتذكر عندما كنا نأتي الى هنا على تلة مار ماما وأرى عمي أنطوان الخوري ملكة طوق كيف كان يحفر في هذا الصخر لوحده ولم أكن أعرف ماذا يريد أن يعمل. الذي أستطيع قوله اليوم لعمي أنطوان والذي أكيد هو جالس في حضن سيدة قاديشا أن الذي زرعته بدأ يثمر وسيفتح المستشفى أبوابه هذه السنة”.
وتابع: “المجلس البلدي أتى من مدرسة علمتنا أن بشري عائلة واحدة ولم نميز بأن هذا معنا وهذا ضدنا هذا إنتخب معنا وهذا لم ينتخب معنا، مدرستنا وحزبنا علمونا أن نكون للجميع ونساعد الجميع دون تمييز، هكذا أوصانا الدكتور سمير جعجع وهكذا سنكون”.
وأردف: من هنا من سيدة قاديشا أطلب منكم وضع أيدينا بإيدي بعضنا وندع مدينتنا تصبح نموذجية. ولكن لنعمل هذا الشيء يجب أن نحدد اولوياتنا لهذا السبب البلدية بدأت ورشة عمل حتى تكون بلديتنا تشاركية مع أهلنا ونصبح كلنا نشارك بالقرار البلدي. ومن أجل ذلك سوف نقسم بشري الى أحياء وليس أحياء عائلية لكي نتواصل بشكل يومي لنحل كل المشاكل. أيضا هذه البلدية لتكون مدينتنا نموذجية لن تسهل أي معاملة مخالفة للقانون وسوف نكون تحت سقف القانون دون تمييز. هذه البلدية تدرس مشاريع لتحافظ على كرامة أهلنا وتجعلهم متجذرين في هذه الأرض المقدسة. البلدية ستدعم الطالب المجتهد والرياضي المتفوق والصناعي الناجح والمزارع وسوف تحمي مياه بشري وتستثمرها للحفاظ على أرزاق المزارعين كما ستحافظ على كافة المعالم السياحية والبيئية والدينية مواكبة التطور التكنولوجي، كما ستتواصل دائما مع كل مغترب بشراوي في أي بلد كان وستواكب الحملة الإنمائية التي يقوم بها نائبانا السيدة ستريدا جعجع والأستاذ إيلي كيروز وتسهل أي مشروع يفيد مدينتنا وأهلها. وسنلتمس دائما شفاعة سيدة قاديشا ليكونوا معنا بكل خطوة نقوم بها”.
وختم: “نشكر نعمة طوق الجندي المجهول الذي بدأ منذ عشر سنوات بجمعنا تحت أجنحة سيدة قاديشا وليس لديه غاية إلا أن تكون بشري وأهلها يحبون بعضهم ومجموعين للخير العام”.
كيروز
بدوره، قال النائب كيروز: “عندما يلتقي الإيمان والإنسان في أرض لبنان، في منبت الأرز وجبران، نكون أمام حالة إستثنئاية، فكيف إذا توجت هذه الحالة بقداس ولقاء لخير بشري وأهلها. إن فرحنا ورجاءنا كبيران، لا سيما وأن هذا اللقاء السنوي هو برعاية غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ممثلا بنائبه سيادة المطران مارون العمار. ويقع اللقاء في الذكرى العاشرة لنشأة جمعية جذورنا والتي يكفي إسمها للدلالة على تأصلها وتجذرها في أرضنا وبيئتنا. وإني أشكر الجمعية على دورها كل هذه السنوات، كما أوجه تحية خاصة الى أخينا نعمة طوق لحرصه ومواظبته على إقامة هذا القداس وهذا اللقاء. وتأتي إحتفالات سيدة قاديشا هذه السنة على نية إستكمال الأعمال في المستشفى بعد سنوات من العمل والمراجعة والإنتظار والمتابعة المضنية”.
أضاف: “في هذه المناسبة، لا بد أن نستعيد أولا الرجل صاحب الفكرة، يوم الفكرة حلم يوم الحالمون قلة في بشري. رجل الخير والتصميم والنظرة البعيدة، الرجل الذي أدرك باكرا حاجة بشري الى هذا الصرح فنذر حياته لإقامته وتحقيقه، إنه أنطوان الخوري ملكة طوق. ونستعيد أيضا في هذه المناسبة كاهنا من بشري، سكنه هم بشري فسعى وأراد أن يكون خادما لبشري وصحة البشراويين، إنه الأب فيكتور كيروز”.
وتابع: “منذ انتخابنا زميلتي وأنا للمرة الأولى في العام 2005، أولينا موضوع المستشفى في بشري عناية خاصة وما زلنا مستمرين في السعي لإستكمال الحلم بمستشفى يكون على مستوى التطلعات. لقد أنجزنا منذ سنوات، وبالتعاون التام مع الدكتور يوسف طوق ومع لجنة وقف مار ماما برئاسة الأب سيمون طوق والأب جوزيف الزين طوق الكثير من الخطوات من أجل تأمين العناية الطبية لكل المواطنين. من تجهيز المستشفى بغرفة عمليات الى إستئجار جزء من المبنى لتحويله الى مستشفى الى تأمين الإعتمادات اللازمة للقيام بأعمال التأهيل والترميم والتجهيز في طابقين الى دفع الغرامات المترتبة على مخالفات البناء الى تأمين سلفات تشغيلية دورية للمستشفى لتغطية النفقات، وصولا الى اليوم وتأمين إعتماد بقيمة مليون دولار للانتهاء من الأشغال القائمة في المستشفى”.
وختم: “نحن ملتزمون بالإنسان، وبكرامته وبصحته، نحن ملتزمون بإنماء مدينتنا ومنطقتنا بمعزل عن الحسابات السياسية والإنتخابية. ما يهمنا هو توفير مقومات الصمود والعيش الكريم والصحة والتربية والتجذر في الأرض. ومن مقومات الصمود وجود مستشفى على قدر الطموحات. فإلى موعد جديد، نريده قريبا مع الإفتتاح الموعود للمستشفى الجديد”.
وطنية