في ختام زيارته الراعوية إلى إقليم كالابريا، جنوبي إيطاليا، الذي يعد أحد أكبر معاقل العصابات الإجرامية في ايطاليا، هاجم البابا فرنسيس بشكل مباشر واحدة من أخطر عصابات الجريمة المنظمة، واصفاً إياها بأنها “عبادة للشر واحتقار للخير العام”.
وقال البابا في عظة القداس، بمشاركة مائتين وخمسين ألف مؤمن: “عندما تستبدل عبادة الرب بعبادة المال تنفتح الطريق أمام الخطيئة والمصلحة الشخصية؛ وعندما لا نعبد الله الرب، نصبح عبدة للشر، كالذين يعيشون من العنف”.
وخاطب الحاضرين بالقول: “إن أرضكم الجميلة تعرف علامات هذه الخطيئة وتبعاتها. الـ”ندرانغيتا” هي عبادة الشر واحتقار الخير العام. وينبغي محاربة هذا الشر وإبعاده”. مشدداً على أن “الكنيسة الملتزمة في تربية الضمائر عليها أن تعمل جاهدة على الدوام كي ينتصر الخير. فهذا ما يطلبه منا شبابنا الذين يحتاجون إلى الرجاء”.
ويعد حديث البابا عن مافيا الـ”ندرانغيتا” أعنف هجوم على الجريمة المنظمة منذ أن وجه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني انتقاداً لاذعاً لعصابات المافيا في صقلية في عام 1993.
وأكد البابا فرنسيس على أن “أولئك الذين يتبعون في حياتهم طريق الشر هذا، كالمافيا، ليسوا في شركة مع الله: إنهم محرومون”، مشجعاً الجميع على “تقديم شهادة تضامن ملموسة مع الإخوة لاسيما الأكثر حاجة للعدل والرجاء والحنان”، بحسب إذاعة الفاتيكان.
وأضاف البابا في عظة القداس المتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكية بعيد جسد الرب ودمه: “أعزائي الشباب لا تدعوا الرجاء يُسلب منكم! فمن خلال عبادة يسوع في قلبكم والبقاء متحدين معه، ستتمكنون من مواجهة الشر والظلم والعنف بقوة الخير والحق والجمال”.
واختتم عظته بالقول “إن جسد المسيح يجعل منا عائلة واحدة، شعب الله المجتمع حول يسوع، خبز الحياة.. إذا عبدتم المسيح وسرتم معه، نمت كنيستكم الأبرشية ورعاياكم في الإيمان والمحبة وفرح البشارة بالإنجيل”.
روما – أبونا ووكالات