أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد الذي ترأسه في كنيسة مار مارون في المعهد الماروني في روما أمس،”لاستغلال البعض تظاهرات الحراك المدني في بيروت وقيام أعمال شغب واعتداء على الاملاك العامة والخاصة”.
وقال: “لقد باركنا في الأساس تظاهرات الشعب والشباب، وهذا حقّهم لأنهم مجروحون، ولكن يؤسفنا تحوّل البعض الى استغلال هذا التحرك والى التخريب والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة، وهذا ليس بمشهد حضاري في لبنان”.
وطالب المتظاهرين “بالا يسمحوا لأحد أن يستغل تحركهم لغايات تخفي غير النيات الطيبة التي انطلقوا بها والأسباب المحقة التي دفعتهم الى التظاهر”، داعياً اياهم الى “تصويب مطالبهم، فمأساة لبنان انه جسم بلا رأس، جمهورية بدون رئيس منذ سنة ونصف سنة، وكل المآسي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ناتجة عن الفوضى المتأتية من غياب الرئيس، فحيث لا يوجد رأس تعمّ الفوضى، كما في البيت والكنيسة والدير والمؤسسة، فكيف يمكن أن تعيش دولة بدون رأس؟”
وتمنى على المتظاهرين في لبنان ان يطالبوا بما هو أساسي الى جانب المطالب الاجتماعية الملحّة، وهو انتخاب رئيس للجمهورية، كي تستقيم الامور وتعود الحياة الطبيعية الى مؤسساتنا الدستورية، وفي طليعتها المجلس النيابي ومجلس الوزراء، ولكي تعود المؤسسات العامة الى العمل بعيداً من أي فساد”.
ودعا الراعي المؤمنين إلى الصلاة على نية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وعلى نية السلام في الشرق الاوسط ووقف الحروب وهدر الدماء والعنف. وطلب منهم مرافقة اعمال السينودس الخاص من أجل العائلة، والذي يعقد في الفاتيكان برئاسة البابا فرنسيس كي تساهم الكنيسة في تأمين حياة افضل للعائلة وتعيش رسالتها الحقيقية بأن تكون لها الام والمعلمة.
وكان اجتماع لبطاركة الشرق الكاثوليك عقد مساء السبت في الوكالة البطريركية في روما بدعوة من البطريرك الراعي، وانضم الى المجتمعين امين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري وبحثوا في شؤون كنسية وراعوية، اضافة الى الاوضاع في الشرق الاوسط ومأساة النازحين وتداعيات النزوح.
النهار