شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | بطاركة الشرق طالبوا الأمم المتحدة والجامعة العربية بحماية الأقليات البارزاني: مستعدّون للعيش مع المسيحيين والدفاع عنهم والموت معهم
بطاركة الشرق طالبوا الأمم المتحدة والجامعة العربية بحماية الأقليات البارزاني: مستعدّون للعيش مع المسيحيين والدفاع عنهم والموت معهم
البطريرك الراعي مع عائلة عراقية مهجرة في أربيل.

بطاركة الشرق طالبوا الأمم المتحدة والجامعة العربية بحماية الأقليات البارزاني: مستعدّون للعيش مع المسيحيين والدفاع عنهم والموت معهم

عبارة معبّرة كافية ووافية، وصف فيها بطريرك بابل على الكلدان لويس الأول ساكو في بداية حلقة تنشئة مسيحية عقدها البطاركة المسيحيون في كنيسة مار يوسف التابعة الكلدان لبطريركية في عنكاوه، التي فتحت ذراعيها لاستقبال المسيحيين النازحين من نينوى وكل المناطق المسيحية في العراق. وعنكاوه البلدة المسيحية في إقليم كردستان – العراق احتضنت المسيحيين، أخوة ابنائها، الذين وفدوا اليها، “فكوتها الجمرة”، كما قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حلقة التنشئة المسيحية، يحوطه وفد البطاركة الشرقيين غريغوريوس الثالث لحام واغناطيوس افرام كريم واغناطيوس يوسف الثالث يونان، ويتقدمهم بطريرك بابل على الكلدان لويس الأول ساكو.
ورحب بطريرك الكلدان بالبطاركة وشكرهم على زيارتهم. التضامنية التي “أعطتنا قوة وأملاً”، وعرّف أبناء نينوى النازحين الذين استقبلوا البطاركة والوفد المرافق، وهم كثر افترشوا الأرض في ردهات المطرانية في عنكاوه والساحات والحدائق. كثر منهم رضّع وبينهم أبناء أسابيع، حتى أن الراعي سأل امرأة عن عمر ابنها فقالت “عمره اسبوعان”، وسألها “هل ولد هنا أو في الطريق”، فقالت “قبل التهجير بيومين”.

الموفد الإيزيدي
والشكر عبّر عنه أيضاً راعي الأبرشية الكلدانية في أربيل المطران بشار ورده، و”انتم في بيتكم وبين أبنائكم أصحاب السيادة”. كذلك عبّر عن ترحيبه بالزيارة حازم تحسين بك نجل أمير الإيزيديين، ناقلاً تحيات والده للبطاركة و”تضامن الإيزيديين في آلامهم ومعاناتهم مع المسيحيين في آلامهم ومعاناتهم”.
وفي لقاء جانبي بعد حلقة التنشئة عبّر الراعي عن تضامن المسيحيين مع الايزيديين، مندداً بـ”همجية ما تعرضوا له من قوى الظلام الارهابية داعش وغيرها”. ومثله فعل البطريركان لحام ويونان اللذان ندّدا بالتنظيمات المسلحة.
وفي دردشة مع الراعي، شرح الأمير حازم تحسين بك ما تعرّض له الإيزيديون، مشيراً الى مئات القتلى ذبحاً، ومئات الجرحى وخطف عشرات النساء والبنات اللواتي لم يُعرف عنهن شيء. ثم أوضح لـ”النهار” “أن أوضاع الإيزيديين المفقودين مجهولة”، وناشد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تأمين هجرة منظمة جماعية، أو تأمين حماية دولية للإيزيديين في مناطقهم”. ثم حيا الراعي السلطات المدنية في إقليم كردستان التي احتضنت المسيحيين، وقال “ان زيارتنا لكم هي للتعبير اننا جسم واحد”. وأضاف: “لا يجوز أن يستمر الظلم من تنظيمات مسلحة لا تعترف بالقيم، مثل “داعش” وغيرها يجب إيجاد حلّ، ونطالب بممارسة العدالة الدولية على كل ظالم. نحن لا ننادي بالعين بالعين والسن بالسن، لأن لغتنا هي المبحة، هي لغة المسيح. ولكن يجب وقف الظلم على المسيحيين والايزيديين المطرودين من بيوتهم.
وخاطب أبناء العراق المسيحيين المهجرين: “نحن جئنا وكل لبنان جاء معنا، وهو يدعوكم الى أن تشدوا عزيمتكم ولا تخافوا. أنتم مصلوبون… إذن أنتم قياميون. يجب التشبث بالأرض. وأنا أقول أنا كلبناني يشرفني أن أكون لبنانياً، وكذلك يشرّفني أن أكون مواطناً عراقياً. تمسكوا بأرضكم”.
ومن المطرانية الى مجمع تجاري (مول) قيد الإنشاء. اللاجئون المسيحيون يشغلون ثلاث طبقات منه. ويعبّر اللاجئون في “المول” عن شبه ارتياح واكتفاء، “اذ نحن عندنا فرش وبرادات ووسائل طهي، بينما يلتحف غيرنا السماء ويأخذ من عشب الحدائق أسرّة، ويهيم الايزيديون في وعورة جبال سنجار”.

مارشموني “وأم النور”
ومن “المول” الى مركز مارشموني للسريان الكاثوليك، فمركز “ام النور” للسريان الارثوذكس، حيث خيم وأوضاع مؤلمة للمهجرين، وكانت كلمتان للبطريركين يونان ولحام أكدا فيهما تضامن المسيحيين في كل الدول العربية مع مسيحيي العراق.
وفي كلمة له امام مجموعة من العائلات المهجرة، قال الراعي: “النازحون العراقيون ابرياء، فهم بنوا العراق وساهموا في نهضتها، وهم مسيحيون منذ ألفي سنة، ولا يجوز للأسرة الدولية ان تنظر ساكتة امام اندثار حضارة وثقافة بناهما المسيحيون مع اخوانهم المسلمين. ونحن البطاركة سنحمل هذه القضية الى الفاتيكان والأمم المتحدة والى كل العالم، ولا يمكن ان نتفرّج على الشر والظلم وان نقبل به يستبد بالشعوب”.

عند البارزاني
وبعد الظهر، زار البطاركة رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في مصيف صلاح الدين وعرضوا معه الاوضاع وشكروه على احتضان الاقليم النازحين من نينوى.
وقالت مصادر الوفد “ان الرئيس والبطاركة تحدثوا اللغة نفسها، وهو عبّر عن تمسك الاقليم بالمسيحيين وبالدفاع عنهم”، وقال: “هؤلاء اصيلون وأصليون في هذه الارض وهم في اساس هذه البلاد، ونحن مستعدون للعيش معهم والموت معهم والدفاع معهم وعنهم حتى آخر قطرة من دمائنا”، كذلك كان توافق على ضرورة التحرك الدولي لدعم هذه الجماعات”.
واضافت ان اقتناعاً ساد لدى الجميع “بأن عقيدة “داعش” وأخواتها أنها يجب ان تقضي على الجميع لتبقى”. ونقلت عن البارزاني في وصفه الزيارة بأنها “زيارة دعم قوي جداً في هذا الظرف، وهو يقدرها ويقدر كل الدور الذي يؤديه البطاركة في المنطقة والعالم، كذلك يقدر دور الفاتيكان في دعم قضاياهم لدى المحافل الدولية”.

رئيس الوزراء
كذلك عرض البطاركة الموضوع نفسه مع رئيس وزراء اقليم كردستان نيشيرفان البارزاني وهو ابن شقيق رئيس الاقليم.

مؤتمر صحافي
وعلى الاثر عقد البطاركة مؤتمرا صحافيا في فندق “روتانا” استهله بطريرك الكلدان لويس ساكو فحيا البطاركة وشكر لهم “زيارتهم التاريخية”، وقال: “شعرنا بأننا واحد ولسنا منسيين، ونأمل في العودة الى بيوتنا وأرضنا في نينوى”.
ثم تحدث البطريرك الراعي فأشار الى ان للزيارة ثلاثة أهداف، أولها التضامن الانساني والمادي والمعنوي، مع اخواننا، والثاني لا تفكروا بالهجرة بل أبقوا هنا، والثالث لقاء مسؤولي الاقليم لشكرهم.
وتحدث يونان فأيد أقوال ساكو والراعي، وأعلن رفع الصوت للمجتمع الدولي “رفضا لابادة جماعية تكفيرية نمت بدعم من حكومات مؤسسة على الوهابية”. وتكلم افرام كريم مؤكدا “أن المأساة التي نراها لا يمكن تحملها، وهدف الزيارة هو شد الانتباه الى هذه الابادة التي تحصل في القرن العشرين من دون أن يرف جفن للعالم”. وتلاه لحام فأشار الى أنه “اذا تألم عضو في الكنيسة تألم معه كل الاعضاء، وإن شاء الله ستعودون الى بيوتكم”.
وردا على سؤال طالب الراعي الامم المتحدة “بأن تكون وفية لنصوصها لجهة حماية الاقليات والمدنيين الآمنين”. ومن المؤتمر مباشرة الى مطار اربيل ومنه الى بيروت.

الوصول
وكان الراعي ولحام وأفرام كريم ويونان وصلوا الى مطار اربيل في العاشرة صباحا على متن طائرة وضعها في تصرفهم صراف، الذي رافقهم في الزيارة، ورافقهم ايضا المونسنيور جوزف البواري ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم ورئيس “رابطة كاريتاس لبنان” الاب بول كرم، ومدير مكتب الاعلام في بكركي وليد غياض والامين العام لـ”اللجنة الوطنية المسيحية الاسلامية للحوار” حارس شهاب.
وكان البطاركة أبدوا في مطار بيروت، عتبهم على الدول الكبرى والفاعلة والدول العربية، “لعدم وقوفها الى جانب حماية المسيحيين في العراق وسوريا وغيرها”، مطالبين المسيحيين بـ”البقاء في أرضهم وحيث هم”. كما طالبوا الدول المعنية بـ”مواجهة تنظيم داعش الارهابي وكل المجموعات الارهابية الاخرى”. وأبدى البطريرك الراعي، ردا على سؤال، استعدادا للقاء الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “في أي مكان”. وقال: “ليس المكان هو المهم بل الأهم ان نلتقي ونتكلم لغة واحدة”.

حبيب شلوق / اربيل
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).