احتفلت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بتنصيب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للطائفة، والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم البطريرك إغناطيوس افرام الثاني كريم، في كنيسة مار بطرس وبولس في دير مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا قرب العاصمة السورية دمشق.
وحضر التنصيب بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر وبطريرك الاقباط تواضروس الثاني وبطريرك كنيسة السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان وممثلون للطوائف المسيحية ومفتي الجمهورية العربية السورية محمد بدر الدين حسون وعدد من الوزراء السوريين وشخصيات.
وتلا البطريرك أفرام قراءة اقرار ايمانه باللغة السريانية، واستكملت مراسم التنصيب بتسلمه العصا الراعوية التي ترمز الى الحكمة والرعاية.
وبعدما ترأس القداس، توجه في كلمة باللغة السريانية الى الشباب ودعاهم الى الخدمة في الكنيسة والعمل معها “لأنهم أمل المستقبل ودعائم الكنيسة”. وقال: “لقد قبلت بهذه الدعوة والجلوس على الكرسي الإنطاكي لأنها من عند الله. ولقد دعيت الى الخدمة منذ نعومة اظفاري”.
وخاطب أبناءه السريان: “هذه كنيستكم تناشدكم التعاون والمساعدة في عملها بجهود أبناء الكنيسة، لتحسين الأداء”، مشيرا الى “ضرورة اتباع أساليب جديدة في العمل الراعوي لكي تكون الخدمة نافعة”، مع تأكيد الحاجة الى “التحديث بالعودة الى جذور الايمان وبساطة الانجيل، فالعمل من أجل المستقبل لا بد أن يستهدي بانجازات الآباء”.
وأكد استعداده “للعمل بجد ونشاط مع رؤساء الكنائس التي تنتمي الى التراث السرياني الواحد بمختلف الانتماءات العقائدية، والعمل معا من أجل تقوية أواصر المحبة وبعث التراث المشترك النابع من تمسكنا باللغة السريانية المقدسة التي تشرفت بلسان فادينا المسيح ومن المنبت الرسولي الواحد لهذه الكنائس العريقة”. وأكد لمفتي الجمهورية والعلماء ورجال الدين الاسلامي “استعداده الكامل للعمل معا كشركاء في هذا الوطن العزيز”.
وقال: “نجتهد معا من أجل خدمة الانسان والانسانية. عندما ننشئ انسانا سويا فإنما ننشئ وطنا قويا، وما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة الى ارشاد الناس الى جادة الصواب وابعادهم عن النظرة الضيقة إلى الأمور والتفسير الخاطئ للنصوص، وتشجيعهم على اتباع مفاهيم التسامح والإخاء واحترام الآخرين”.
وختم البطريرك كلمته بشكر الرئيس السوري بشار الأسد “لتفضله بانتداب وزير رئاسة الجمهورية منصور عزام”، مؤكدا أن الرئيس الأسد “أظهر جدارة كبيرة في قيادة دفة هذه البلاد العزيزة وسط هذه المحنة الكبيرة التي تمر بها”.
النهار