“نظراً للأوضاع الراهنة والأزمة الأخيرة في لبنان، توجّه صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بكلمة أطلق فيها موقفاً ونداءً ملحّاً من أجل لبنان الذي يمرّ بأيّامٍ صعبةٍ وعصيبةٍ، فقال غبطته:
“نصلّي اليوم من أجل لبنان الذي يمرّ بأيّامٍ صعبةٍ وعصيبةٍ، حيث يشهد تظاهراتٍ شعبيةً غير مسبوقةٍ تندّد بالوضع الحالي في البلاد وبما وصل إليه المواطنون من بطالةٍ، وجوعٍ، وعدم توفُّر أدنى مقوّمات العيش الكريم، اقتصادياً واجتماعياً.
إنّنا نؤيّد الشعب اللبناني الأبيّ في مطالبه، ونرفع الصوت معه، بكلّ فئاته وأطيافه، كرعاةٍ كنسيين يهمّهم قبل كلّ شيءٍ خير النفوس والمؤمنين وأبناء الوطن جميعاً، ونتوجّه إلى المسؤولين عن شؤون البلاد كي ينصتوا إلى صوت الشعب، فيقوموا على الفور بالإصلاحات الضرورية والأساسية، من مكافحة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، وإنهاء سرقة المال العام، وإيقاف الهدر في مرافق الدولة، والإمتناع عن فرض أيّ زيادةٍ على الضرائب أو ضرائب جديدة، وتأمين حاجات المواطنين الأساسية ومتطلّبات عيشهم الكريم ومسكنهم اللائق، لتعود إلى المواطنين الثقةُ التي فقدوها بوطنهم وبالمسؤولين فيه.
وفيما نثني على هذا الحراك الشعبي المحقّ والعادل، نناشد ضمائر المسؤولين، إن بقي هناك ضميرٌ في دنيا النفاق هذه، أن يكونوا على قدر المسؤولية التي أُوكِلت إليهم. وندعو إلى أن تكون هذه المظاهرات الشعبية سلميةً وحضاريةً، بعيدةً كلّ البعد عن أيّ شعاراتٍ مسيئةٍ أو تعدّياتٍ على أشخاصٍ مدنيين أو عسكريين أو أملاكٍ عامّةٍ وخاصّة.
نسأل الله أن يلهم المسؤولين سبيل الخروج من هذه الأزمة الراهنة، وتنفيذ مطالب الشعب، ليعود إلى لبنان سلامه وأمانه وازدهاره، وإلى مواطنيه الطمأنينة والاستقرار والعيش الكريم، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، وجميع القديسين والشهداء“.
أخبار الفاتيكان