وصلت شعلة الاستقلال الى سراي زغرتا، خلال احتفال نظمته بلدية زغرتا-اهدن بالتعاون مع قيادة الجيش، في حضور العقيد الركن الياس سابا ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم وقائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي ورؤساء بلديات ورؤساء الدوائر الادارية ورؤساء المراكز الأمنية في سراي زغرتا.
بداية النشيد الوطني، فوصول الشعلة واضاءتها.
ثم كانت كلمة بلدية زغرتا اهدن القاها نائب الرئيس المهندس غسان طيون، وقال: “أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء لإستقبال شعلة الإستقلال التي تحط رحالها في زغرتا وتكمل المسار مرورا بكل المناطق اللبنانية وصولا إلى العاصمة بيروت يوم عيد الإستقلال في 22 تشرين الثاني. ترمز هذه الشعلة الى مسار بدأ منذ 75 سنة يوم تلاحمت جميع مكونات الوطن مطالبة بأسمى درجات الحرية السياسية ألا وهي الإستقلال عن الإنتداب الأجنبي وبناء دولة لها دستورها الخاص وأسلوب حكم ذي نهج ديموقراطي متأقلم مع هيكليتها ويعكس خصوصيات تكوينتها الإجتماعية والسياسية”.
أضاف: “لقد مر الوطن والدولة عبر حقبات متتالية من الاستقرار والحروب والأزمات الأمنية الداخلية والحروب الإقليمية التي أخذتنا أحيانا إلى شفير الهاوية والدمار الإقتصادي لكننا مستمرون بفعل تمسكنا بأرضنا المقدسة وبتركيبتنا المتنوعة. إذا كانت إدارة وطننا معقدة، إلا أننا أثبتنا قدرتنا على اجتراح الحلول المناسبة في كل مرة للحفاظ على الكيان وإغناء مقدراتنا للتأقلم، وبالتالي الصمود أمام المتغيرات الدولية والإقليمية”.
وأشار الى أن “دور رجالات الاستقلال على مدى السنين كان جوهريا في صياغة مفهوم السيادة ومارسوا قيادة سياسية حكيمة وميثاقية حافظت على الوطن. لهم منا تحية إكبار ونحن جميعا على ثقة بأن الضوء سيسلط على دور كل منهم في الأيام المقبلة.
في عملية صون وصيانة الإستقلال، من منا يمكنه أن يتخيل مشهدا يغيب عنه جيش يلعب دوره الوطني بكل معنى الكلمة إن كان على الحدود أو في الداخل؟ حسب الجيش اللبناني أن يكون، بما لديه من عتاد زهيد، قد حرر وصان الوطن وذلك منذ تأسيسه: ربما يغيب اليوم عن البعض دور جيشنا في حرب فلسطين سنة 1948 حيث حقق لا بل تخطى المهمات التي كانت قد أوكلت إليه حينها. إنما جميعنا نتذكر حرب تحرير الجنوب وحرب ال2006، وحرب البارد 2007 حيث خلدت بلدتنا بالإسم شهداء جيشنا الأبرار على لوحة من حجر إهدن السماقي. مؤخرا، هل كان لنا الأمان والسلم الأهلي لو لم يقف الجيش اللبناني بالمرصاد عند سلسلة جبال لبنان الشرقية وعلى طول الحدود ليردع عن الوطن خطر الإرهاب والعنف؟ لقد استند الجيش حتما إلى دعم الشعب والقادة السياسيين والمؤسسات الأمنية التي صانت الداخل ولكن أتيح له ذلك بفضل رصيده المعنوي وثقة المواطنين بمؤسساتهم الساهرة على الأمن”.
وختم: “أخيرا، وبما أننا نستقبل شعلة الإستقلال في زغرتا تحديدا، فلا بد أن نضيء على دور بلدتنا التاريخي في لورة مفهوم الإستقلال والمشاركة في إنتاجه.
من بطل لبنان يوسف بك كرم الذي استنهض الهمم لمقاومة الظلم أيام الإحتلال العثماني وتخطى حدود المتصرفية وطائفته، فانفتح على المناضلين الأحرار من العرب أمثال عبد القادر الجزائري وأرسى مفهوم حق تقرير المصير للشعوب كافة على أساس “حقوق العباد” أي حقوق الإنسان المعنوية والسيادية، أي مبادئ الإستقلال الناشئ إلى الخوراسقف اسطفان أسعد الدويهي الذي قصد فرنسا سنة 1911 للمطالبة بالتحرر من الحكم العثماني إلى حميد قبلان فرنجية، بطل الجلاء والمثال الأعلى للعيش معا بين كافة أطياف الوطن، هو الماروني الزغرتاوي الذي ترأس مؤتمرا للدول الإسلامية، إلى الرئيس سليمان فرنجية الذي حمى الإستقلال بقرارات مستقاة من مصلحة الوطن وكان من الواجب اتخاذها مهما كبرت التضحيات وغلت الأثمان، ففعل إلى الرئيس الشهيد رنيه معوض، شهيد الإستقلال المشهود له بالحرص على الوطن والتفاعل البناء بين كافة مكوناته نعم، أن دور زغرتا كان ولا يزال أساسيا في بلورة مسار سياسي واجتماعي يساهم بالمحافظة على الإستقلال ويصونه، وعلى بلديتها أيضا مسؤولية التنمية المستدامة ورفع شأن ورفاه الإنسان فيها عبر السعي لإيصاله إلى حقوقه وتحفيزه للقيام بواجباته الوطنية كي يبقى مجتمعنا محصنا ضد التدخلات الخارجية ومتماسكا على مساحة الوطن فنبني المواطن ونصون الإستقلال، ونكون بذلك حافظنا على استمرار الشعلة ورمزيتها”.
وفي ختام الاحتفال قدمت احدى الطالبات باقة من الزهر لممثل قائد الجيش.
وطنية