أقام رئيس ومدير المعهد الفني الانطوني في الدكوانة الاب شربل بوعبود حفل تكريم لمدير مدرسة النشء الحديث المربي ادمون خليفة، في حرم المعهد في الدكوانة، في حضور فاعليات تربوية ومهتمين.
بداية، تحدث بوعبود وقال:”أن أكتب حروفا وكلمات لمن علمني الحرف والكتابة، فإنه لأمر صعب.أن أكرم شخصية مميزة واستثنائية في حقل التربية، فهو لأمر مربك ومحرج، فأنتم أرفع وأكرم وأرقى من كل تكريم وإجلال. أن أقدم لكم درعا تكريميا في هذه المناسبة، هو لأقل من قليل، لما يستحقه شخص مثلكم، فهذا الدرع وهذا التكريم، لا يفيا حق شخصية مميزة وسنبلة قديرة ومتواضعة في وطني لبنان، مع أن التكريم لا يليق سوى بالكبار أمثالكم”.
اضاف :”تتبعثر حروف الكلمات في سماء حياتكم المناضلة ولكنها جل ما نملك في جعبتنا، لنعبر عن أسمى المشاعر تجاهكم، فلقد صدق من قال من علمك حرفا، صرت له عبدا، والأهم والأجمل أنكم حملتم لقب السيد المسيح المعلم عن جدارة واستحقاق، لأنكم عرفتم أن تحبوا وأن تكونوا أمناء لمن أمنكم على النشء الصاعد ومستقبلهم”.
وتابع :”لقد عرفتكم منذ زمن بعيد، منذ نعومة أظافري، ولكن اليوم، وكأن الزمن قد توقف أمامكم وعدت أنا إلى الوراء، عندما كنت لا أزال على مقاعد الدراسة، يوم ترعرعت في كنف مدرستكم وخبرت شخصيتكم الرصينة في إدارة المدارس. لقد عرفتكم شجاعا، مقداما، صبورا، رصينا، خادما، أمينا، رجل المواجهات الصعبة، رجل الرحمة والإنسانية، وقد تجلى فيكم قول بولس الرسول:منذ أكثر من خمسين عام، عملتم في التربية وناضلتم من أجل مجتمع أفضل حين بدأتم مسيرتكم في الخنشارة ولم تتوانوا، يوم دق ناقوس الحرب عن الوقوف كالشجعان وتصديتم لكل المواقف، وحملتم قضية المهجرين، ثم تتالت المسؤوليات الواحدة تلو الأخرى، فكنتم تتصرفون دوما بحسب ما أملاه ويمليه عليكم ضميركم”.
وختم :”كل مواقفكم ستبقى كالبصمات التي لن يمحوها الزمان، لأنكم طبعتموها في أفكار أجيال الغد ونقشتموها في قلوبهم، فليطمئن قلبكم، إن من علمتموهم حرفا هم اليوم أسيادا في المجتمع. اليوم، نصلي ونتمنى أن تلتفت الدولة اللبنانية والقيمين على قطاع التربية إلى واجباتهم التربوية، لمستقبل أفضل ورؤيا أوضح للأجيال المقبلة. حضرة الأستاذ إدمون، هنيئا لكم هذا التكريم، وهو شرف لمعهدنا في عامه العاشر أن يحتفل بتكريم أعلام من لبنان مثلكم، نتعلم منهم كيف يكونون الكبار في بلادنا”.
خليفة
بدوره قال خليفة:”ابت شربل، على اسمك تشتم القداسة تضاء الشموع وتفيض العبادة انها المناسبة، وبها يحسن اهداء وردة ابداء شهادة واعتراف بحق اعتراف هو، وحق للمؤمن ان يعترف ولو في غير كرسي الاعتراف. اجيء اغمس قلمي في ماء هذا الهيكل وفي تراث هذه الرهبنة العريقة وهذا المعهد الشامخ لاقول ما في البال”.
تابع:”ابت شربل، مسافاتك بلا ضفاف، احلامك بلا حدود، فكيف تراني اختصرك بكلمة ومع هذا جئت احمل على منكبي اعباء السنين واغمار المحبة. بالامس دعوتك با بني، وانت على مقاعد الدراسة، واليوم يا ابت وغدا بمشيئة الله صاحب السيادة لانها اهل لك، المطيع والغفيف وحامل لواء القداسة والمحبة”.
اضاف :”كما الله اقسم، اقسمت، كما الله لم يندم، ما ندمت وها انت كاهن الى الابد توزع البركة في الكنائس قربانا، ترفع الكؤوس جسور خمر وماء وتهزها مبخرة تستمطر السماء. اعطيت وزنات الابداع، فكنت اكبر من التحديات، وكنتها كرة البلور تعكس اضواءها عل الجميع، تاجرت بها فكثرت الحبات وكان الله في عدن الساقات الحاملة ولا عجب، فانت انت ابن خصب البقاع واثق شاهق عاشق، عاشق الرهبنة ولبنان، متجذر فيهما كالارز وثابت، ثابت بالايمان نجمي الهداية، مجوسي العطاء، ابي بالضمير نقي كرخام المذابح وفيا كشجرة الزيتون شجاعا كما الحق تتفعل حضورا ومواقف، بوركت الريشة ريشتك تمسحها على الايقونات تلبسها اناقة وتتركها فريسة الجمالات والابداع”.
وقال:”ابت شربل، آمنت أن الكتاب هو الطريق الى الله، حفظت الوصايا اذهبوا وتلمذوا الامم، قرأت في الحديث الشريف ان حبر العلماء لأثمن في عين الله من دم الشهداء، سمعت صوت التلاميذ يسألون يسوع بما نناديك يا رب؟ فأجابهم تنادونني يا معلم. وها انت اليوم إثنان، كاهن ومعلم، ومبارك من يجمع في هذا المعهد حبات القلوب ينشرها على الملأ مشاعر ضياء ومعرفة”.
وختم:”شكري لكم جميعا هذا التكريم، اقطفوا بالحب ما زرعتموه بالحب، ولتبقى المحبة لنا نبراسا لايضعف ولا ينطفىء، فيبقى هذا الوطن خالدا كأرزه ويظل يقال عنا انهم كالمسيح مسيحهم وان ماتوا فيبعثون”.
بعدها، قدم بوعبود للمحتفى به الميدالية المذهبة تقديرا لعطاءاته وكانت مأدبة غذاء للمناسبة.
وطنية