ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة قداسا احتفاليا في دير مار يوسف للاباء اللعازاريين في بلدة مجدليا- قضاء زغرتا، لمناسة عيد القديس منصور دي بول وزيارة ذخائره الى كنيسة الدير، عاونه فيه رئيس الدير الاب شربل نعيم، الوكيل العام للرهبنة الاب انطوان نكد وعدد من الاباء، بمشاركة عدد من الكهنة ورهبان الدير وحضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل، القى بو جودة عظة قال فيها: “على خطى المسيح إهتم منصور دي بول بالفقراء والمساكين جسديا وروحيا، فتابع في عمله الخيري والرسولي ما قاله أشعيا النبي عن المسيح وإستشهد به يسوع عن نفسه عندما أجاب على سؤال يوحنا المعمدان إن كان هو المسيح المنتظر، فقال لموفدي يوحنا: إذهبا وقولا ليوحنا: العميان يبصرون والصم يسمعون، العرج يمشون والبرص يطهرون والموتى يقومون، وطوبى لمن لا يشك في، وهو قد قرن بشارته بشفاء المرضى وإطعام الجائعين”.
أضاف: “على مثال يسوع لم يتوقف منصور دي بول في عمله الخيري والرسولي عند الإهتمام بالجسد بل إهتم أيضا بأمور الروح إذ إكتشف الفقر الروحي الخطير الذي كان يعيش فيه الشعب في أيامه بسبب الحروب المتواصلة التي كانت تعيشها فرنسا آنذاك، داخليا وخارجيا وبصورة خاصة بسبب الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، وقد لاحظ ذلك بصورة خاصة في بلدة شاتيون التي كان خادما لها لفترة من الزمن وفي أراضي عائلة دي غوندي التي كان مرشدا لها ومربيا لأولادها. فقد لاحظت السيدة دي غوندي مثلا، كما لاحظ منصور، كم هي خطيرة حالة الجهل التي كانت تميز حياة الكهنة، لأن مقررات المجمع المسكوني التريدنتيني حول فتح الإكليريكيات لم تكن قد وضعت موضع التنفيذ بعد”.
وختم بو جوده: “بإحتفالنا اليوم بعيد القديس منصور، نحاول تأوين رسالته على أيامنا المعاصر، فنلاحظ أوجه الشبه العديدة بين أيامه وأيامنا التي يعيش الكثيرون من أبنائها في حالة جهل لإيمانهم ولو كانوا مسيحيين، بينما أعداد هائلة من سكان العالم لم يسمعوا بالمسيح بعد. وهذا ما دعا السعيد الذكر الطوباوي يوحنا بولس الثاني للقيام بجولاته الرسولية الرعوية في مختلف بلدان العالم آخذا التبشير الجديد كشعار له، وما دفع الحبر الأعظم الحالي بندكتوس السادس عشر إلى إنشاء مجلس حبري جديد للتبشير الجديد داعيا الجميع للمساهمة بهذا المشروع الرسولي، مستشهدا بقول بولس الرسول: “كل من يدعو بإسم الرب ينال الخلاص. ولكن كيف يدعون من لم يؤمنوا به، وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوه، وكيف يسمعونه بدون مبشر وكيف يبشرون إن لم يرسلوا”.
وطنية