ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس شكر لمناسبة انتهاء أعمال الاسمنت في مراحل بناء كنيسة مار يوحنا المعمدان وقاعاتها، في بلدة حرف ارده في قضاء زغرتا، عاونه فيه النائب العام على الابرشية المونسنيور بطرس جبور، خادم الرعية الخوري يوسف جنيد، وشارك فيه لفيف من كهنة الابرشية.
بعد الانجيل المقدس، ألقى بو جوده عظة قال فيها: “أنا سعيد جدا بأن احتفل معكم اليوم، بانتهاء أعمال الباطون لكنيسة مار يوحنا المعمدان وقاعاتها، هذا المشروع الحيوي بالنسبة الى الرعية المباركة. صحيح ان ما يهمنا هو بناء كنائس، ولكن ما يهمنا اكثر هو الا نكتفي ببناء الكنيسة من الحجر، بل ان الاساس هو بناء الكنيسة البشرية، وفي خلال سفراتنا الى الخارج نرى الكاتدرائيات الكبرى التي بنيت في بلدان اوروبا، وكانت حينها مجالا للصلاة والتأمل والاحتفالات الدينية، تحولت اليوم الى متاحف. فالكنيسة هي البيت الذي يجمعنا، هي بيت الله، ونحن نجتمع مع الرب ومع بعضنا البعض في هذه الكنائس، لذلك ما أتمناه ان تكون هذه الكنيسة، كما كنيسة مار شربل المجاورة، مجالا للقاءاتنا الروحية وألا نتباهى بأننا بنينا كنائس بل بأننا بنينا جسد المسيح، ان نبني الكنيسة البشرية التي تجمع كل اعضاء جسد المسيح السري. يجب ان نكون دائما حذرين، كي لا تتحول كنائسنا الى مجرد متاحف مهما كانت جميلة”.
أضاف: “أود في هذ الاحتفال ان أتأمل معكم في القراءات التي نسمعها في زمن الصوم المقدس، وبصورة خاصة قراءة أحد المخلع، وشفاء الاعمى، حيث نشعر فيها دائما، ان هناك دعوة للتغيير نحو الافضل، فالناس التي كانت تعتبر منبوذة من الجماعة، المصابة بأمراض كانت تعتبر معدية جسديا وروحيا، أتى يسوع ليغير الاوضاع نحو الافضل، فيشفي الابرص، والمرأة النازفة، والمخلع، والاعمى، وكلها كانت شفاءات جسدية، ومادية. ولكن في منتصف الصوم في طقسنا الماروني، هناك الشفاء الروحي، الاساسي، هو شفاء الابن الضال، أي الابن الشاطر”.
وتابع: “في سنة الرحمة، يمكن لنا ألا نسمي الابن الضال، انما الاب الرحوم، الذي لم يترك ابنه وينبذه، بل على العكس استوعبه، رغم رفض أخيه الكبير استقباله، فالله لا يرفض احدا. وعندما سأل التلاميذ يسوع الى متى سنبقى نغفر لمن اساء الينا، هل سبع مرات، اجابهم يسوع سبعين مرة سبع مرات. زمن الصوم هو زمن خلاصي، زمن نحن مدعوين فيه الى تجديد وتعميق علاقتنا مع الله، ولا يمكن لهذه العلاقة ان تتجدد الا اذا جددنا علاقتنا مع اخوتنا البشر، لان مار يوحنا يقول لنا في رسالته، كاذب من يقول اني احب الله، وهو لا يحب القريب، فكيف لي ان احب الله ولا اراه، وان لا احب القريب الذي اراه”.
وختم: “المجال مفتوح أمامنا كي نعبر عن توبتنا ونجدد علاقتنا مع الرب ومع الاخرين، حتى نصل الى الجمعة العظيمة، كي نشارك الرب موته على الصليب، ونشاركه مجد القيامة، ونكون بذلك قد تجددنا جذريا بحياتنا الايمانية”.
جولة
وكان بو جوده تفقد أعمال البناء في الكنيسة وقاعاتها بعد الانتهاء من مرحلة الاسمنت، وجال في القاعات المخصصة للافراح والاحزان والمناسبات الكبيرة في البلدة، واطلع على سير العمل خاصة في القاعات السفلى التي شارفت على الانتهاء.
وطنية