نظمت لجنة العائلة في ابرشية طرابلس المارونية لقاء في دير مار يعقوب كرمسده في قضاء زغرتا، شارك فيه عدد كبير من اعضاء اللجنة مع عائلاتهم، بمشاركة وحضور راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، ورئيس لجنة العائلة الخوري انطون البعيني.
افتتح اللقاء بصلاة قصيرة، من ثم تحدث الخوري البعيني فاشار الى ان “من واجباتنا مواكبة السينودوس الذي سيصدر في تشرين الثاني 2014 ومن بعدها في العام 2015 والذي سوف يحصن العائلة، وما يهمنا معرفته ان المشاكل موجودة في كل العائلات ومن اجل تحصينها يجب معالجة كل هذه المشاكل التي قد تنشأ بين الافراد، وان الاسلوب الوحيد هو الحوار بين افراد العائلة، وفي كل مرة يكون هناك تقدم في التفكير يكون هناك تكوين فعلي لشخصية الافراد من هنا يصبح التفاهم واردا”.
من ثم حاضر الاب الكرملي ايلي برمو عن موضوع “التربية والحوار في العائلة”، فلفت الى انه من خلال علاقاته مع العائلات في العمل التربوي، يسعى دائما وباستمرار الى مساعدة هذه العائلات، كي ينظروا دائما الى امر واحد وهو الجلوس معا والحوار، لانه كما العادة لا تجتمع العائلة الا عندما يكون هناك مشاكل داخلها، من هنا جاء السؤال هل التقت العائلة ولو لمرة واحدة كي تتحاور وتناقش نقاط القوة فيها بالطبع الجواب سيكون كلا”.
اضاف برمو: “مع الوقت تصبح نقاط القوة نقاط ضعف داخل العائلة ما يؤدي الى بداية تفككها وسقوطها وموتها، وتصبح على كل شفة ولسان، ومعزولة عن محيطها يتحاشاها الجميع، وبالطبع ليست هذه هي صورة العائلة المسيحية انما هو الخلل عائلاتنا المسيحية”.
بعد ذلك، انقسم المشاركون في اللقاء الى حلقات حوار لمناقشة الموضوع المطروح خلال اللقاء الا وهو عن التربية والحوار قبل ان يصل الجميع الى خلاصة تشكل طريقا على العائلات المسيحية اعتمادها لتجنب اي مشكلة داخل كل عائلة”.
بو جوده
بعدها اقيم قداس في كنيسة مار يعقوب داخل الدير ترأسه راعي الابرشية المطران جورج بو جوده الذي تحدث عن مسيرة العائلة المسيحية، وعن المشاكل التي تعترض طريقها، وكيف ان التربية المسيحية الصحيحة والحوار المباشر بين افرادها تجنب معظم العائلات مشاكل هم بالغنى عنها”.
وقال: “العائلة هي الخلية الاولى للمجتمع، انها المجتمع المصغر الذي يعيش فيه الانسان بعد ولادته، فيها ينمو ويكبر ويكتسب العادات والتقاليد، يتعلم ويتربى. انها البيئة التي تؤنسن الانسان ليبلغ ملء انسانيته، فاذا ولد ونشأ في عائلة وبيئة سليمة ومتزنة، كان سليما ومتزنا وتصرف بصورة صحيحة، اما اذا تربى في بيئة فاسدة فانه يتربى على الشذوذ والتصرف الخاطىء وغير الصحيح.
وتابع بو جوده: “الكنيسة تثق بالعائلة، وتعول على الاهل لكي يحظى الاولاد والشباب بمعرفة المسيح واتباعه، ويشهد الاهل بنمط حياتهم لجمال الحياة الزوجية وبذل الذات، وما يؤديه الازواج من قدوة يومية يغذي لدى الشباب الرغبة في الاقتداء بهم”.
اضاف “العائلة هي الكنيسة الصغرى وهي مدرسة الحب والموقع الاول للشهادة المسيحية وانطلاقا منها يحاك النسيج الاجتماعي وتتحقق تربية الشبيبة المسؤولة غدا عن الامة، وينتقل الايمان المسيحي من جيل الى جيل، اما الرابط الاساس للعائلة فهو الحب، بمفهومه المسيحي الصحيح، حب العطاء، حب التضحية، والتفاني في سبيل الاخر، الحب الذي هو على مثال المسيح، اي حب من يبذل ذاته في سبيل احبائه، والانسان هو ثمرة هذا الحب الذي يجمع بين شخصين تربطهما علاقة وعهد، وهما الرجل والمرأة اللذان يصبحان بسر الزواج جسدا واحدا وكيانا واحدا ولا يفرقهما الا الموت”.
وطنية