في صالة المعهد التابع للمركز الثقافي الفرنسي، منطقة المتحف، أتأمل جيدا فوتوغرافيات ذات جمالية لافتة (يستمر المعرض إلى العاشر من تموز) وقّعها نصري الصايغ، ابن الصحافي والمفكر الذي يحمل الاسم نفسه، وهو من الذين يكتبون في صحف لبنانية عدة ولا سيما تلك التي تمتلك نكهة يسارية تهم الكثيرين من حلقة الانتلجنسيا اللبنانية.
جاء الابن ليبرهن ان عينه الثاقبة تعرف جيدا كيف تحوّل الموضوع الذي يتوقف عنده، الى مادة لافتة تأخذنا في سراديب جمالية يختارها بدقة المصور المتأكد من شطارة اليد وملاحظة العين وسرعة التقاط الصورة المميزة. هي الصورة التي تنقل الينا عالماً يسحر الشاب الصايغ ويدفعه الى التقاطه كأنه امانة سرية تجب المحافظة عليها وتحويلها الى لحظات بصرية ذات اهداف تثير انتباه البعض وتدفعهم الى الدخول في سراديب الواقع من دون ان تفرض على المتلقي جمالية خاصة لا تمتلكها مثيلاتها في الواقع الذي يتماشى مع مألوف الحياة العادية.
عرفته منذ سنوات في دبي خلال المعرض الفني العالمي وكان مندوبا لمجلة”ايل” التي تصدر في بيروت باللغة العربية.المهنة التي اختارها ليست سهلة لكنه يتقنها إلى درجة كبيرة،
هو الذي أصبح خلال سنوات قليلة من الفنانين الذين يحسب لهم حساب.
نجح في تجربته وها هو يلاحق المواضيع التي ترضي العين وتمتلك قيمة فنية دقيقة ولافتة، من غير الممكن تجاهلها او المرور من امامها من دون تأملها ومحاولة فهم بواطنها واسرارها.
المعروضات في صالة المعهد الفرنسي متنوعة، تحمل عنوان “بيروت ربما”، وتجمع الواقعي والتراثي والفني ولا تبخل على المتلقي في بعض نواحيها الطريفة ولا سيما تلك التي تراعي الواقع الطبيعي للمناظر وتقدمه بسخاءمع تلاوين ساحرة احيانا.المجوعة ليست كلها على المستوى نفسه،فهناك صور لا ترضي الجميع غير اننا لا ننسى ان هذا الحدث الجديد الذي اتاح الفرصة امام نصري، هو محاولة جدية فيها الجرأة التي تحتاجها خطوة كهذه لاتخلو من المغامرة التي يمكن ان تكون قاهرة.
النهار
الوسوم :"بيروت ربما" فوتوغرافيات لنصري الصايغ في المعهد الفرنسي