في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «لا مَحالَةَ مِن وُجودِ أَسبابِ ٱلعَثَرات. وَلَكِنِ ٱلوَيلُ لِمَن تَأتي عَن يَدِهِ. *
فَلَأَن تُعَلَّقَ ٱلرَّحى في عُنُقِهِ وَيُلقى في ٱلبَحر، أَولى بِهِ مِن أَن يَكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِأَحَدِ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار. *
فَخُذوا ٱلحَذَرَ لِأَنفُسِكُم. إِذا خَطِئَ إِلَيكَ أَخوكَ فَوَبِّخهُ، وَإِن تابَ فَٱغفِر لَهُ. *
وَإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرّاتٍ في ٱليَوم، وَرَجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرّات، فَقال: أَنا تائِب، فَٱغفِر لَهُ». *
وَقالَ ٱلرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدنا إيمانًا». *
فَقالَ ٱلرَّبّ: «إِذا كانَ لَكُم إيمانٌ بِمِقدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهَذِهِ ٱلتّوتَة: ٱنقَلِعي وَٱنغَرِسي في ٱلبَحر، فَأَطاعَتكُم». *
*
هذا الإنجيل هو مثل صائب في كيف أن الله لا يفصل بين العدل والرحمة. فالعدل يسمي الأمور بأسمائها: “لا مَحالَةَ مِن وُجودِ أَسبابِ ٱلعَثَرات. وَلَكِنِ ٱلوَيلُ لِمَن تَأتي عَن يَدِهِ. فَلَأَن تُعَلَّقَ ٱلرَّحى في عُنُقِهِ وَيُلقى في ٱلبَحر، أَولى بِهِ مِن أَن يَكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِأَحَدِ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار. فَخُذوا ٱلحَذَرَ لِأَنفُسِكُم”.
الرب يسمي الشر باسمه، يرفضه ولا يراوغ. فلو قبل الله الشر لكن شريكًا فيه. حاشا!
إلا أن الرب الذي يرفض الشر رفضًا قاطعًا، هو عينه الذي يدعونا لنغفر لأخينا سبع مرات.
وإنما يفعل ذلك لأنه الأول في الغفران. لا بل يغفر لنا سبع مرات سبعون مرة، إذا ما تعرفنا على خطيئتنا واعترفنا بها.
لذا نلاحظ أن عدالة الرب لا تخنق رحمته، ورحمة الرب لا تناقض عدالته. الصفتان متكاملتان بدل أن تكونا متناقضتين.
نطلب منك يا رب أن تعطينا هذه النعمة، نعمة أن نعرف أن ننزع توتة التناقض من وجودنا ونغرسها في بحر مراحمك اللامحدود.
زينيت