للمرّة الأولى في أوروبا، ستُعرض لوحات أقدم كنيسة في العالم ابتداءا من 26 أيلول 2017 لغاية 14 كانون الثاني 2018.
يجتمع معهد العالم العربي ومؤسسة لوفر دوريان في تنظيم معرض “مسيحيّو الشرق، 2000 سنة من التاريخ”، يضمّ قطعا من الشرق الأوسط ومِصر. مُعظم هذه القطع التي عهدت بها جماعات مسيحية، تدخل للمرة الأولى عتبة الحدود الأوروبية، بحسب مدير مشروع التراث والثقافة في لوفر دوريان تشارلز برسوناز. ومِن بين هذه القطع ثمّة لوحات جدارية تعود إلى الكنيسة المسيحية الأولى المعروفة في العالم.
لوحات الصالحية
تقع منطقة الصالحية في الصحراء السورية، شرق مدينة تدمُر؛ يوجد فيها البيت الروماني الذي تحوّل لاحقا إلى مكان للعبادة، وقد بُنِيَ في أوائل القرن الثالث. هو بيت جماعي ذو طبيعة قدسيّة تجلّى بسلسلة من اللوحات التي تُصوِّر العهدين القديم والجديد، وإحداها تُصوّر الراعي الصالح وآدم وحواء للدلالة على أنّ المسيح يغسل الإنسان من الخطيئة الأصليّة. اللوحات الدينية الموجدة في ذاك المكان منذ عُصور قديمة تُثبت أنّ البيت الروماني هو فعلا مكان للعبادة. ويعود تاريخه بحسب أحد النقوش إلى العام 544.
الكنيسة والكنيس
تُذكِّرنا هذه اللوحات بتلك التي كان المسيحيّون الأوائل الرّومان ينجزونها في سراديب الموتى. وإن كان أحد الأشخاص يريد إيجاد تشابه أكبر، يمكنه اجتياز طريق الصالحيّة. فعلى بُعد أمتار من الكنيسة القديمة، ثمّة كنيس، معاصر للكنيسة، مُمتلئ باللوحات التي تُمثّل موسى مع إحدى بنات فرعون. إنّ مُحيط أماكن العبادة حوالي باب تدمر يدلّ على أنّ تاريخ مسيحيي الشرق لم يشمل فقط المآسي إنّما الرّفاه والتفاهمات والتبادلات مع الجيران.
“توقّفوا عن الاعتقاد بأنّ المسيحية أتت من الغرب“
تشارلز برسوناز قرر العودة إلى رؤية أكثر توازنا من تاريخ المسيحية، فذكّرنا بوجود كنيسة في سوريا أكثر تطوّرا من تلك التي وُجِدت في الوقت نفسه في أوروبا. وفي عينيه الفنّ المسيحي الذي اجتاز القرون ليكون سفيرا للغنى الثقافي لمسيحيي الشرق. وثمّة من بينها “أناجيل رابولا” التي تُشكّل تُحفا بحدّ ذاتها. كُتِبت في القرن السادس عشر، وهي مُزخرفة بأشكال زهرية ملوّنة على 292 ورقة، سليمة نسبيا. وقد استمرّ فنّ الإضاءة الشرقية في الشرق أكثر منه في الغرب، لأنّ الطباعة استغرقت وقتا طويلا لتحل محلّه. بالإضافة إلى تلك الأشياء، سيتم عرض أيقونات وسينتهي بالصور التي ترمز إلى الحالة المأساوية التي يعيشها المسيحيّون حاليّا.
أليتيا