“باركوا الربّ يا ملائكته …، يا خدّامه العاملين برضاه ” ( مزمور ١٠٣ : ٢٠ – ٢١ )
نحتفل يوم ٨ نوفمبر / تشرين الثاني من كل عام بعيد رؤساء الملائكة : ميخائيل وجبرائيل وروفائيل ، والملائكة القدّيسين … ما عسانا نقول عن هذه الأرواح الملائكيّة ؟ هذا هو إيماننا : نؤمن بأنّهم ينعمون بوجود الله وبرؤيته ، وبأنّهم يمتلكون فرحًا غير محدود ، هذه الخيرات من الربّ ، ” أعَدَ اللهُ للًّذين يُحِبونَهُ كُلَّ ما لم ترهُ عينٌ ولا سمِعَت بهِ أُذُنٌ ولا خطر على قلب بشر” ( قورنتس الأولى ٢ : ٩ ) .ً ما بوسع إنسان زائل أن يقوله بشأن هذا الموضوع لإنسان زائل آخر، وهو عاجز عن تصوّر أمور كهذه ؟ … إذا كان مستحيلاً التكلّم عن مجد ملائكة الله القدّيسين ، يمكننا التحدّث أقلّه عن النعمة والحبّ اللذين يكنّونهما لنا ، كونهم يتمتّعون لا بكرامة لا مثيل لها فحسب ، بل أيضًا بحسّ خدمة مليء بالطيبة … إذا تعذّر علينا إدراك مجدهم ، فإنّنا نتعلّق أكثر فأكثر بالرحمة التي يتميّز بها هؤلاء المقرّبون من الله ، هؤلاء مواطنو السماء و أمراء الجنّة وخُدّام النفوس وحمايتها .
بعد أن عاين القديس بولس بنفسه البلاط السماوي واضطلع على أسراره ، شهد على أنّهم ” كلّهم أرواح مُسخّرون يُرسلونَ من أجل الّذيَ يرثون الخلاص ” ( عبرانيين ١ : ١٤ ) . لا نعتبر ذلك أمرًا مستحيلاً بما أنّ الخالقالقدّيسين، ملك الملائكة نفسه ” لم يأتِ ليُخدم، بل ليَخدُم ويفديَ بنفسه جماعةَ الناسِ ” ( مرقس ١٠ : ٤٥ ) . فأيّ ملاك يستطيع أن يستخفّ بخدمة كهذه بعد أن سبقه على تأديتها ذاك الذي تخدمه الملائكة في السماوات بلهفة وفرح وإخلاص ؟
زينيت