احتفلت ابرشية مار مارون في كندا بعيد شفيعها القديس مارون في قداس احتفالي ترأسه راعي الابرشية المطران بول مروان تابت، عاونه عدد من الكهنة، وحضره جاستن ترودو ممثلا بوزيرة الآثار والتراث والنائبة عن لافال السيدة ميلاني جولي، سفير لبنان في كندا فادي زيادة، القنصل العام في مونتريال طوني عيد، النواب ايفا ناصيف، ليندا لابوانت، فرانك بايليس، رئيس بلدية مون رويال بالانابة عارف سالم، رئيس الجامعة الثقافية اللبنانية في كيبيك رولان الديك، رئيس الاتحاد الارثوذكسي الدكتور نديم قربان، رئيس الاتحاد الماروني سهيل ابي حنا، رئيس جمعية السراج سامي بكار، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية، رؤساء بلديات، رجال دين، اعلاميون وحشد من ابناء الطائفة المارونية. أحيت القداس جوقة الابرشية بقيادة الاب مرسيل عقيقي.
وتحدث تابت في عظته عن روحانية القديس مارون وسيرة حياته وميزاته ومما قال: “ان الانجيل الذي يعلن في عيد مار مارون، عنوانه “حبة الحنطة”، التي ان لم تقع في الارض وتمت، تبقى مفردة، وان ماتت تأتي بثمار كثيرة (يوحنا 12/24)، يعبر هذا النص الانجيلي عن روحانية القديس مارون. ماتت “حبة الحنطة” في انطاكية فأعطت ثلاثين وستين ومئة… عنيت “بيت مارون”، جماعة مؤمنة تسمت باسمه، تجذرت في جبل لبنان وانتشرت في كل الدنيا. ونحن في كندا حلقة من هذه المسيرة التاريخية، امتداد لـ “بيت مارون” مدعوون ان نحقق رسالة هذا البيت، اعني: الحفاظ على الايمان والحفاظ على العائلة والتعلق بالارض والانفتاح على المجتمع الذي نعيش فيه وإغناؤه من قيمنا ومواهبنا”.
أضاف: تحثنا روحانية مار مارون ان نكون علامة لتحقيق نداء الرب “إجعلهم كلهم واحدا” (يوحنا 17/21)، ان نحقق رغبة الرب، في الحد من كل ما يزرع الخلاف بين الناس ويوسع رقعة الخير في ما هو مشترك، يدا واحدة وقلبا واحدا، فنحدث الفرق. على هذه الروحانية يبنى، ايها الاحباء، طيب العيش، لا بين الموارنة فقط، او اللبنانيين والمشرقيين وحسب، بل في كل المجتمعات التعددية بخاصة في كندا، بحيث لا يكون العيش المشترك نتيجة حسابات سياسية متقلبة او ظرفية، بل حوار حياة نتيجة قناعة روحية عميقة مفادها الايمان بوحدانية الله”.
وتابع: “لقد استمدت الكنيسة المارونية من روحانية القديس مارون ميزات كثيرة، ومنها أنها كنيسة رهبانية، كنيسة حرة، كنيسة متجذرة بالارض وكنيسة رسولية حية وجذابة، كنيسة روحانية القلب المفتوح واليد الممدودة، كنيسة رسالية، تشاركية، شعبية. فحيث هناك كنيسة مارونية في العالم، هناك بيت مفتوح لكل لبناني وعربي ومشرقي وغربي.إنها كنيسة وحدة الرباط الايماني غير المنقسم، كنيسة ثبات الرباط الكنسي، كنيسة حاجة سائرة، تدعو الى روحانية تخطي الذات، اذ تتصف المارونية بالتعمق لا بالتوسع”.
أضاف: “بالحب عاش أنقياء الموارنة، اكليروسا وعلمانيين. وللحب شهدوا في مناسكهم وأديرتهم، كما في حقولهم وديارهم. من اجل ايمانهم استشهدوا، ومن اجل حريتهم وارضهم ناضلوا وما يزالون. عبروا عن المحبة بالبذل والمصالحة، بالتفاهم والتواثق، وبها بلغوا القداسة، ورفع بعضهم على المذابح قديسين، أمثال شربل، رفقا، والحرديني، وقريبا يعقوب الكبوشي واسطفان نعمة واسطفان الدويهي. وبدافع الحب اياه، لم يريدوا لبنان وطنا لهم وحدهم، منعزلا عن محيطه، فاختاروا الشراكة فيه مع اخوتنا المسلمين، وها هم منذ بداية الحرب في 1975 يدفعون ثمن خيارهم ويدافعون عنه رغم كل شيء. هذه هي كنيستنا، وهكذا نريدها ان تبقى وان تستمر شاهدة لحضور الرب في العالم، شفافة، نزيهة، تعطي للمجتمع والدنيا رجالا ونساء يحملون قيما روحية وانسانية، يساهمون في تحسين مجتمعهم وتحصين عائلاتهم”.
وختم: “حياة القديس مارون قدوة لنا، لم يصل فقط، بل عاش حياته صلاة. بالاحرى، صلى حياته فرافقه الرب فيها، ويرافق هو الرب اليوم في سمائه. هذه هي سيرة أبينا مارون وهذه هي قيم بيت مارون عبرة لنا ولكل من يريد ان يعتبر، زهرة فاح عطرها وحديقة ما زالت تزهر قداسة وسلاما ورجاء”.
وطنية