وَامتَلأَ أَبوهُ زَكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُس فتَنَبَّأَ قال
تَبارَكَ الرَّبُّ إِلهُ إِسرائيل لأَنَّهُ افتَقَدَ شَعبَه وَافتَداه
فَأَقامَ لَنا مُخَلِّصاً قَديراً في بَيتِ عَبدِه داوُد
كَما قالَ بِلِسانِ أَنِبيائِه الأَطهارِ في الزَّمَنِ القديم
يُخَلِّصُنا مِن أَعدائِنا وأَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
فأَظهَرَ رَحمَتَه لآبائِنا وذَكَرَ عَهده الـمُقَدَّس
ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَه لأَبينا إِبراهيم بأَن يُنعِمَ علَينا
أَن نَنجُوَ مِن أَيدي أَعدائِنا فَنعبُدَه غَيرَ خائِفين
بِالتَّقوى والبِرِّ وعَينُه عَلَينا، طَوالَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الطِّفْلُ ستُدعى نَبِيَّ العَلِيّ لأَنَّكَ تَسيرُ أَمامَ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَه
وتُعَلِّمَ شَعبَه الخَلاصَ بِغُفرانِ خَطاياهم
تِلكَ رَحمَةٌ مِن حَنانِ إِلهِنا بِها افتَقَدَنا الشَّارِقُ مِنَ العُلى
فقَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الـمَوت لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام
وكانَ الطِّفْلُ يَترَعَرعُ وتَشتَدُّ رُوحُه. وأَقامَ في البَراري إِلى يَومِ ظُهورِ أَمرِه لإِسرائيل
*
العرفان. كلمة جميلة وغنية تعلمنا أن هناك ترابط هام بين العرفان والمعرفة وكأن العرفان هو معرفة مضاعفة، معرفة معمقة. يعلمنا العرفان أننا نعرف حقًا ما قد شكرنا لأجله وما قد توقفنا لنتعرف أنه هبة مجانية وخلاصية في يومياتنا. نشيد زكريا يعبّر عن معنى هذا العرفان اللاهوتي. فنرانا أمام شيخ زاره الرب بالصمت فتعلم أن يستقبل كلمة البركة في حياته وعلى شفتيه.
“وأَنتَ أَيُّها الطِّفْلُ ستُدعى نَبِيَّ العَلِيّ لأَنَّكَ تَسيرُ أَمامَ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَه”. العرفان لا يرمينا فقط في الماضي، بل يحملنا إلى عتبة المستقبل بشكل نبوي. فالرجاء يولد من أحشاء العرفان. لذا فلنهتف من أعماق قلوبنا على أعتاب مغارة بيت لحم: “تبارك الرب”.
زينيت