التحرك الطالبي رفضاً لزيادة رسوم التسجيل في اللبنانية لن يصل الى نتيجة، لأن القرار اتخذ في مجلس الوزراء. وأكثر ما يمكن ان تفعله الجامعة هو ما اوضحه رئيسها الدكتور عدنان السيد حسين في كلمته أمام مجلس الجامعة بأنه “اتخذ قراراً في ما يخص الـ50 الف ليرة لمصلحة مكتب اللغات، بالغاء الرسم لهذه السنة. واشار الى ان “المبالغ التي زيدت هي بحدود 300 الى 400 الف ليرة حداً اقصى، على الرسوم التي كانت تستوفى العام الماضي”. واعتبر ان ثمة “خلافاً قانونياً في الحديث عن اننا “نتقاضى اقساطاً، واحب ان اذكر بأنه ما من جامعة في العالم يدفع طالب الطب سنوياً مبلغ 320 دولاراً سنوياً، كما هو الحال في الجامعة الوطنية”.
وكان بدأ امس تحرك طلاب الجامعة الرافض لارتفاع رسم التسجيل، والذي بدأ امس في الحدت وفي فروع المحافظات. واعلن الطلاب رفضهم لهذه الزيادة والتبست كلماتهم بين زيادة الاقساط وارتفاع الرسوم مما ادخل القضية في جدل عقيم.
وانتقل اعتصام الحدث الى الادارة المركزية للجامعة وذلك تزامناً مع اجتماع مجلسها – وانقسم الحضور الطالبي بين من يرفع اللافتات المطلبية بابقاء التعليم “حق الفقراء” وبين فئة أخرى فضلت اتخاذ ركن من المدخل الرئيسي لاداء فريضة الصلاة أمام أعين المارة وسائقي السيارات.
وحين وصل عميد كلية العلوم الدكتور حسن زين الدين الى الادارة المركزية قاطعه المتظاهرون، فتوجه اليهم قائلاً: “عليكم بالذهاب الى مكان آخر للاعتراض. إن قرار زيادة رسوم التسجيل في الجامعة صدر عن مجلس الوزراء”. “فقاطعه احدهم قائلاً”: جاء ذلك بناء على توصية رفعها رئيس الجامعة”.
وفي كواليس التحرك، حضور لافت لـ”حزب الله” و”الشيوعي” والقومي وغيرهم. وأفادت مصادر في حركة “أمل” “النهار”، ان الحركة اتخذت قراراً بالانسحاب من التحرك لأنها لا تصب في القضية المثارة، رغم ان الحركة كانت المحرك الأساسي. وعزت بعض المصادر الحزبية ان انسحاب “حركة أمل” يعود ربما لمراهنة كوادرها على قدرة الرئيس نبيه بري على ضبط ايقاع القرار الصادر حول زيادة الرسوم في الجامعة.
وأكدت بعض المصادر الاكاديمية في الجامعة أن تحرك الطلاب يتخذ بعداً سياسياً، لا سيما وان بعض الجهات السياسية تبدي امتعاضها من ارتفاع هذه الرسوم التي تؤمنها مباشرة لقاعدتها الشبابية.
وفي دردشة مع الطلاب شكا بعضهم من الزيادة التي تصل مثلاً لطلاب الماستر الى 900 الف ليرة سنوياً. وعندما سألناهم عما اذا كان تقسيط الرسم الى 12 شهراً اي 50 دولاراً شهرياً للدراسة في الجامعة اللبنانية مرهقاً، سارع احدهم ليجيب ان للطلاب مصاريف أخرى تتعدى الدراسة. وعما اذا كان اقتناء احدث هاتف خليوي أهم من دفع 50 دولاراً شهرياً كقسط لرسم الجامعة أجاب: “لا نملك أحدث الهواتف… ولا تنسي ان بعض العائلات لديها أولاد كثر في الجامعة اللبنانية فمن أين نأتي بالمال؟”.
وكانت المنظمات الشبابية في قوى “14 آذار” عقدت اجتماعاً لها في مقر الامانة العامة في الاشرفية، واعلنت رفضها زيادة الرسوم على تسجيل طلاب الجامعة اللبنانية. وحضر الاجتماع ممثلي أحزاب و”القوات اللبنانية” والوطنيين الاحرار” المستقبل” و”حركة الاستقلال” و”الكتائب اللبنانية”. وأكدت في بيان “رفضها الكامل لأي زيادة على رسوم التسجيل، ونقف الى جانب الطلاب في كل تحركاتهم السلمية الديموقراطية”.
من جهة أخرى، زار وفد من منظمة الشباب التقدمي رئيس الجامعة للغاية نفسها. وأكدت المنظمة في بيان أنها “مستمرة في سعيها للتوصل الى حل لهذه القضية مع رئيس الجامعة، ومع وزير التربية الياس أبو صعب ووزير المال علي حسن خليل ورئيس الحكومة تمام سلام، لمد الجامعة بالدعم المطلوب مالياً من الحكومة وزيادة موازنتها”.
النهار