أقام قسم الدراسات في التلاقي الثقافي في مؤسّسة أديان حفل تخرّج للبرنامج الأكاديمي السنوي للتنشئة على الأديان والشأن العام في لبنان في دورته الثالثة – برنامج موجّه إلى طلّاب الجامعات والمهنيّين من مختلف الأعمار والاختصاصات، يهدف إلى تعزيز فهم المسائل الدينيّة والعلاقات بين الأديان وموقعها في المجال العام- وذلك يوم الأربعاء 18 حزيران 2014 في باحة كاتدرائيّة النبي إيليّا – وسط بيروت.
بعد النشيد الوطني اللبناني افتتح الحفل بكلمة الأب أغابيوس كفوري، منسّق برنامج التنشئة، الذي ذكّر بتاريخ البرنامج وأعداد المشاركين والمتخرّجين حتى اليوم، والمحاور الثلاث التي يتناولها: محور أديان العالم، محور التعدديّة الدينية والحوار ومحور الدين والطائفية والحياة العامة في لبنان، مضيفاً “لم نهدف يومًا من خلال هذه التنشئة أن نُصهِرَ الأديان والمعتقدات والعقائد ببعضها لنخرج بدينٍ جديدٍ… ولا سعينا لافتعال خطٍّ أفقيٍّ يخترق التاريخ والأديان والإنسان لنقول أنّنا كلّنا واحدًا لا اختلاف بيننا… ولا فتّشنا عن المساحات التي تجمعنا متناسين فرادة وخصوصيّة كلّ دينٍ ومعتقدٍ وإيمانٍ ورسالةٍ سماويّةٍ.”
بعد هذا شدّدت الدكتورة نايلا طبارة، مديرة قسم الدراسات في التلاقي الثقافي في مؤسسة أديان، على العلاقة بين الوضع الراهن في العالم العربي من اققتال طائفي وتعصّب متزايد، وبين أهميّة نشر ثقافة تنويريّة مبنيّة على المعرفة المتبادلة والقدرة التحليلية بالمسائل المتعلّقة بالدين والسياسة والمجتمع. وأشارت طبارة إلى عمل “أديان” من أجل نشر ثقافة العيش معاً على الصعيد اللبناني من خلال التربية والتعليم العالي وورشات العمل التدريبيّة، وثقافة المواطنة الحاضنة للتنوع على الصعيدين العربي والأوروبي.
وبإسم المتخرجين السابقين، تحدثت السيّدة ميثم عماد حول كيفيّة اكتسابها المقوّمات الضروريّة للوعي والحضور الفعّال والإيجابيّ ضمن مجتمع مختلط ومتنوّع دينيًّا، وحملها هذه الرسالة في مجتمعها، بالإضافة إلى عملها التطوعي كمنسقة شبكة المتطوعين في أديان.
وتابعت عماد ” حين تخرجت سنة 2012 من التنشئة كنت قد اكتسبت معرفة دينيّة أغنت حياتي بثقافة معمقة حول الأديان كافة، لكنني اليوم أعيش خبرة مختلفة فأنا أعيش وأختبر وأدافع، أعمل وأناضل في سبيل قناعاتي، ساعية إلى السير على خطى غاندي “كن التغيير الذي ترغب أن تراه في عالمك” وعاملة بقول الإمام علي بن أبي طالب أن الانسان عدو ما يجهل، وذلك من خلال تعلمي ليس فقط لما أجهله عن دين الآخر وتاريخه بل ديني ايضاً “.
وبإسم أساتذة التنشئة، ألقى الشيخ أمير سوبرة كلمة جاء فيها: “لقد جمعتنا مؤسسة أديان بهدف واحد، هو تعزيز فهم المسائل الدينيّة والعلاقات بين الأديان وموقعها في المجال العام وبخاصة في الإطار اللبناني. وتنوعت العطاءات في محاور برنامجها بين مثالية في التوعية، وايجابية في طرح المقاربات، وواقعية في التحليل. وبحسب سوبرة شكلّت هذه التشئة سداً منيعاً أمام الأفكار المهدِّدة للتنوّع.”
وقبل توزيع الشهادات على خريجي دورة 2013-2014، تكلّم الأخ برتراند شنايدر بإسمهم مشيراً إلى أن التنشئة أغنتهم فكريّاً وروحيّاً وحياتيّاً، وشاكراً مؤسسة أديان على عملها في ظل ما يعيشه الشرق الأوسط من معاكسات ومنازعات حزبية وطائفية. واعتبر شنايدر بإسم المتخرجين أديان المثال الحي للانفتاح وتقبل الآخر مع جميع اختلافاته. وختم قائلاً: “بعد سنة من خبرتي مع أديان، أشكر الله على ما عشناه بيننا طلاب وأساتذة، واكتشفت انّ هذا الطريق يفتح أفقاً جديدة تعطي الرجاء لشرقنا المجروح والمتألم.”
داليا المقداد
منسقة الشؤون الاعلامية
media@adyanvillage.net