رعى رئيس الرهبانية الأنطونية الأباتي داود رعيدي حفل تدشين مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، بعد إعادة تأهيله بمساهمة من رئيس جمعية “للمتن للانماء” جورج عبود، بحضور وزير التربية الياس بو صعب، عبدو جبرايل ممثلا الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل، النائب ابراهيم كنعان ممثلا النائب ميشال عون، والنواب إدغار معلوف، غسان مخيبر، هاغوب بقرادونيان وسليم سلهب، الوزير السابق الياس حنا، رئيس الرهبانية الشويرية الأرشمندريت ايلي معلوف، المقدم زياد مراد ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص، الفنانين الياس وغدي الرحباني، ممثلين العائلة الرحبانية، رؤساء بلديات متنية وشخصيات قضائية وعسكرية واجتماعية وإعلامية وفنية.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى الأب أنطوان صعب كلمة ترحيبية، تبعتها صلاة التدشين التي تلاها الأباتي رعيدي، ثم أحيت فرقة المدرسة الموسيقية الأنطونية بقيادة مديرها الأب فادي طوق كونشرتو من الترانيم الدينية.
وألقى رئيس الدير الأب المدبر ريمون هاشم كلمة لفت فيها الى أن أنها “مناسبة سعيدة لنظهر عرفانا بالجميل لمساهمة سخية هي أبعد من أن تكون محصورة بالبذل المادي لأنها مجبولة بالنوايا الصافية والإرادة الطيبة. اليوم إذ ندشن سويا هذا الصرح الثقافيَّ نفتش بين العبارات والكلمات عما نعبر به عن صدق امتناننا للسيد جورج عبود ولكرمه النابع من نفسية مفطورة على العطاء. لقد جرى لقاؤنا مع عبود حول مائدة الغداء إثر زيارته لديرنا فاستوقفتنا رحابة صدره ولمستنا أخلاقه الحميدة، وكنا لا نعرفه إلا قليلا ونجهل خفايا امتداد يده البيضاء إلى نطاق العمل الاجتماعي والخدمة الراعوية، ولن نعدد مآثر أعماله ومساهماته خوفا من خدش حيائه، هو المتمسك بالمقولة الإنجيلية لا تدع يمينك تعلم ما فعلت شمالك، ونزولا عند عرضنا لاحتياجات المسرح ورغبتنا بإعادة ترميمه، لبى السيد جورج عبود النداء بسخاء وأخذ المهمة على عاتقه وذلك بالتنسيق مع القيم المالي الاب أنطوان صعب – فبلغ إسهامه حوالى 80 % من القيمة الإجمالية، ولذلك نريدها مناسبة اليوم ليعرف كل من سيستفيد من خدمة هذا المسرح في المستقبل القريب والبعيد بأن الفضل يرجع بالطبع إلى مجهود الصلاة التي وضعت في طريقنا هذا الإنسان ذات النفسية المعطاءة والمؤهلة لإتمام العمل المرجو والفضل أيضا هو لإيمانه بأهمية مشروع تدشين مسرح الدير. فهذا المسرح بات عمليا الواجهة الثقافية الأولى لمنتوج الحركات الراعوية والمنفذ الذي تشع من خلاله بنشاطاتها الدورية المعهودة على أبناء الرعية وجيرانها وكافة الزوار الذي يؤمونها من مختلف المناطق وقد استرعى هذا المسرح أيضا اهتمام الحركات الرسولية من الرعايا المجاورة والبعيدة والمدارس والجمعيات لإقامة مختلف نشاطاتها وإنجازاتها المسرحية”.
أضاف الأب هاشم :”لا ننتهي من تعداد الكم الهائل من الأعمال التي عرضت على خشبة هذا المسرح، ولكني أخص بالذكر الحركة الثقافية في انطلياس التي يشكل هذا الصرح بالنسبة اليها منبرها الحر الذي يحضن كل تطلعاتها ويستوعب طموحها الثقافي ويهيئ لها سبل التواصل مع أبناء الوطن من رواد الثقافة. وليس بزمن بعيد حين أطلقت الحركة من هذه الخشبة بالذات المهرجان اللبناني السنوي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين. فمن قلب تطلعات أعضاء الحركة الثقافية خاصة، ومن يقيني العميق لدور هذا المسرح الريادي في نشر الثقافة والمعرفة، وارتأت أهمية النهوض بهيكل هذا المكان وإعادة تأهيله ليليق بحجم الإنجازات والمشاريع الراعوية الثقافية التي ينطلق معظمها من هذا المنبر الصغير، فكانت التفاتة السيد جورج عبود جوابا على رغبتنا”.
ثم جرى تكريم رئيس جمعية “للمتن للانماء” جورج عبود، وسلمه الوزير بو صعب والأباتي رعيدي والأب هاشم درعا تقديرية. وفي الختام، أقيم حفل كوكتيل في المناسبة.