كان اولمبيوس واخته اولمبيا من اشراف مدينة نيكوميدية ومن المسيحيين العاكفين على الصلاة وممارسة الفضائل. اما اولمبيوس فكان منفرداً في البرية يوم أثار ديوكلتيانوس الظالم الاضطهاد العاشر المريع واجرى دماء الشهداء انهاراً في نيكوميدية.
اشتعل قلب اولمبيوس غيرة وشوقاً الى سفك دمه أسوة باخوته الشهداء، مجاهراً بكل جرأةٍ بايمانه بالمسيح. فقبض عليه الوالي، ولما رآه يزداد جرأةً في ايمانه ويسخر بعبادة الاصنام، امر بجلده جلداً عنيفاً، فكان صابراً شاكراً الله على نعمة الاستشهاد. ولما عرفت به اخته اولمبيا اسرعت اليه وهو على آخر رمق وعانقته، مجاهرة بانها لا تريد الانفصال عنه، بل ان تموت معه لاجل المسيح الفادي الالهي.
فاستشاط الوالي غيظاً وامر بهما فطرحوهما في خلقين زفت مغلي فكانا فيه كأنهما في الماء البارد وخرجا منه سالمين يسبحان الله القادر على كل شيء.
فاندهش الحاضرون من هذا المشهد وآمن منهم كثيرون وأحنوا رؤوسهم للسيف، راغبين في الاستشهاد مع اولمبيوس وشقيقته حباً للاله صانع العجائب. فضُربت اعناقهم جميعاً وفازوا باكليل الشهادة سنة٣٠٣. صلاتهم تكون معنا. آمين!
أليتيا