منالمعروف أن نياحة القديسة الطاهرة مريم كان فى 21 طوبة حيث كانت قد بلغت منالسن58 سنة و 8 شهور و 16 يوم.
فبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة أرسل الىأمةملاكا“يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا” وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمرالسيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزونبالأنجيلوأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.
وبمعجزة إلهية”وٌجدوا جميعا” فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسولالذى كان يكرزفى الهند.
وكانعدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية.فرحت العذراءبحضور الرسل و قالت لهم: أنة قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم.
وبعدما عزَتهموودَعتهم حضر إليها إبنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة
القديسينفأسلمت روحها الطاهرة بين يدية المقدستين يوم 21 طوبة ورفعها الرسل
ووضعوها فىالتابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضاغير المنظورين يرتلون معهم
ودفنوها فىالقبر.
ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها. لم تنقطع أصوات تسابيحهموهبوب رائحة
بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلابعد إنقطاع صوت
التسابيح ورائحة البخور أيضا.
وكانت مشيئة الرب أن يرفعالجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.
وقدأخفى عن أعين الآباءالرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَرفىالهند ولم يكنحاضراً وقت نياحة العذراء.
كان القديس توما فى الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية – لم يحضر إنتقال السيدة العذراء
من أرضنا الفانية – ولكن سحابة حملتة لملاقاةجسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع
أحد الملائكة يقول له “تقدم و تبَارك من جسدكليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك”.
ثم أرتفع الجسد الى السماء ثم أعادتةالسحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.
فكَــر القديس توما أنيذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر
أبيب – فأعلمه الرسلبنياحة السيدة العذراء. فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا:
“إنه توما الذى لميؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يدية فى آثار
المسامير”. فلَما رجعوامعه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا،
ظانين أن اليهود قد جائواوسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: “بل رأيت جسد العذراء
الطاهرة محمولاً بين أيدىالملائكة”.
فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالثالذى إنقطعت فيه
التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرىوأستمر الصيام لمدةأسبوعين.وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوعأن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلىالسماء.
فحقق الرب طلبتهم فى هذا اليوم المبارك 16 مسرى، وأعلنهم أن الجسدمحفوظ تحتشجرةالحياة فى الفردوس.
لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعةأشهر وأخذ جسده أى ناسوته من جسدها لا يجبأنيبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضةللفساد ومرعى للدود والحشرات. ولازال تكريمالسيد المسيح لأمه يبدو فى قبولشفاعتها لأنه قال “إنَى أكَرم الذين يكرموننى”.
ولقد ظهر من القبرالذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهودالذين إجتمعواوقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.