كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
يرى العديد من الفاعليات السنية أنّ الطائفة السنية مُبعدة اليوم عن القرار السياسي في البلد ولا سيما في ما خصّ انتخابات رئاسة الجمهورية، وأنّ التجاذب في هذا الموضوع قائم بين الثنائي الشيعي من جهة أي «حزب الله» وحركة «أمل» والثنائي المسيحي أي «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» من جهةٍ ثانية رغم أنّ هذا الثنائي منقسم على نفسه.
وقالت هذه الفاعليات إن غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن الساحة السياسية وعدم التمكن من التعويض عن الفراغ الذي تركه، هو الذي أدّى إلى تهميش الدور السياسي للطائفة السنية، كما إنّ فشل محاولة تكريس رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة عرّاباً لحركة سياسية جديدة، ترك أثره أيضاً، ففشل في الانتخابات النيابية، ووصل النواب السنة إلى البرلمان مشتتين لا قدرة لهم على التأثير في القرار السياسي على مستوى الوطن، وهو أمر مختلف بشكل كلي عن الدور الذي يمارسه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السلطة بحيث أنه يستمد هذا الدور من موقعه وليس من قدرته وتأثيره السياسي تجاه الرأي العام.
وتتوقع هذه الفاعليات أن تستمر الحال في الطائفة السنية على ما هي عليه إلى أن يقرر الرئيس الحريري العودة لممارسة نشاطه السياسي، وهذا أمر لا يمكن التكهن به إلا مع حلول موعد الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2026، ولفتت هذه الفاعليات إلى أنّ غياب الحريري عن الساحة السياسية منح النواب «التغييريين» عدداً من المقاعد النيابية في بيروت وغيرها، فلو خاض «تيار المستقبل» تلك الانتخابات لكانت هذه المقاعد قد آلت اليه، وشددت هذه الفاعليات على أنّ التطورات أثبتت أن قرار الرئيس الحريري بتعليق العمل السياسي كان صائباً، فالذين كانوا يتهمونه بأنه يهادن «حزب الله» ويرفض مقاربة سلاحه لم يقوموا بأي خطوات فعالة، كما أن الذين كانوا يتهمونه بأنه يعطل الإصلاحات ويغطي الفاسدين لم يحققوا أي خطوةٍ في هذا الإطار بل بالعكس أعاقوا الإصلاحات وحموا الفاسدين.
وتختم هذه الفاعليات السنية كلامها بالقول إن التعويض عن غياب الحريري لن يكون سهلاً، وحاول كُثر وسيحاولون في هذا الوقت الضائع إثبات وجودهم ولكن نسبة فشلهم على صعيد الطائفة ككل تبقى أعلى بكثير من نسبة النجاح.