لمناسبة عيد الأضحى، صدرت عن بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام رسالة معايدة، دعا فيها غبطته الجميع إلى الاتحاد لأجل الحياة.
“إنّ عيد الأضحى المبارك يوحّدنا عبر تضحية إبراهيم الذي هو أبينا في الإيمان، كما أنّ هذا الحدث يشكّل أمثولة لنا جميعاً. فالله، ولدى طلبه من إبراهيم التضحية بابنه، عاد وطلب إليه أن يعدل عن ذلك قائلاً: لا تقتل ابنك. من هنا، نرى في هذا أمثولة حول التجلّي الإلهي في الكتاب المقدّس لمحو التضحية بالولد، بهدف التعبير عن الإيمان. وهذا الحدث نداء لنا جميعاً لتشكيل جبهة مشتركة للدفاع عن الحياة التي هي هبة من الله. لذا، قال يسوع: أتيت لتكون لهم الحياة، وقد قال الله: أريد رحمة لا ذبيحة. أمّا في القرآن الكريم فهو الله الرحوم الرحيم.
وهذا ما يدعونا إليه عيد الأضحى، عيد الحياة. فالأضحى عيد للعمل على الحفاظ على الحياة وكرامة الإنسان. وهذا العيد نداء لنا جميعاً، مسيحيّين ومسلمين، لبذل كلّ شيء كي نحافظ على الحياة. إنّ الأضحى نداء لتشكيل ميثاق دولي، بين المسيحيين والمسلمين، لأجل الحياة، وللقضاء على الفكر التكفيريّ الذي يقتل اعتباطيّاً، مدّعياً القتل لأجل الإيمان.
إنّ قيم الأضحى هي عيدنا المشترك، مسيحيين ومسلمين! لذا، يسرّني أن أقدّم أحرّ التمنيات الطيّبة لإخوتي المسلمين، وأن أعبّر عن تضامني معهم وعن حبّي كما فعلت في رسالتي المعنونة “رسالة بطريرك عربي مسيحي لإخوتي المسلمين”. أتمنّى لكلّ إخوتي باسمي وباسم كنيستنا وباسم جمعيّة التراتبية الكاثوليكية في سوريا، وباسم الكنائس كلّها عيداً مباركاً، مع تأكيد الجميع على أهمية الوجود المسيحي في الشرق، مهد المسيحية ومنطلق الإسلام، لكي نبقى جنباً إلى جنب مع إخوتنا المسلمين وكي نبني معاً حضارة الحياة والحب للأجيال المستقبليّة”.
زينيت