“رأس المال الجديد هو المعلومة”، هكذا قدم مسؤول برنامج الماستر في الإعلام وفن التواصل في اليسوعية أمين عيسى، هذا البرنامج، “نعد طلابنا على التمرس في “إيجاد” المعلومة ووضعها في الوقت والمكان المناسبين”.
تحدث عيسى إلى “النهار” عن “القيمة المضافة” لهذا البرنامج و”الجامع المشترك” بين الإعلام، الإعلان وفن التواصل وفرص العمل في لبنان ومحيطنا العربي.
اعتبر عيسى أن هذا البرنامج “التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف من 120 رصيد دراسي، يواكب التطورات التي تطرحها الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا لناحية دمج التخصصات الثلاثة على مستوى الماستر لأسباب عدة”. وأعلن عن إعداد دراسة شاملة عن تطور الصحافة في لبنان كقاعدة أساسية لتطوير البرنامج الذي يقرأ توقعات الصحف الأساسية في لبنان، اولمهنة ومتطلباتها، مع الأخذ في الاعتبار الآفاق التي وضعتها المدارس الصحافية في العالم للمهنة”. واستخلص من الدراسة أهمية تطوير مواد “كنا ندرجها في السابق وأبرزها المواد الرقمية والعلوم الاجتماعية والسياسية لفهم المجتمع، مع التركيز على دور مواد التاريخ والصحافة المتخصصة والصحافة الاستقصائية بكل تشعباتها، والعمل على تطوير المواد المتخصصة في الإنتاج التلفزيوني بكل مجالاته”.
وأكد أن البرنامج يعد “الطلاب قبل اختيار تخصصهم في نهاية البرنامج، على التعمق في تقنيات أساسية، مثل الكتابة، استعمال الصورة، الصوت، الرمز وسرعة التفاعل، رصد الوقائع الاجتماعية والسياسية لأي هدف أو قبل صياغة أي مقال أو اختيار المعلومة المناسبة التي يجب إيصالها، تقنيات الإعلام أو المقابلة وإتقان النظم المشتركة بين وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية”.
ولفت إلى أن الكلية أعدت هذا البرنامج “لحملة الإجازة في تخصصات عدة، منها العلوم الاجتماعية، النفسية، الاقتصاد وغيرها”. وعندما سألناه عن تلازم مسار فن التواصل مع الإعلام وأزمة الصحافة قال: “أرى أن الأزمة الحقيقية في الصحافة تكمن في عدم قدرتها على التكيف مع العالم الرقمي”. وبرأيه، شهدت مهنة الصحافة تغييراً ملحوظاً، حيث نشهد اليوم طلباً متزايداً على المعلومة عند المواطن”.
وبالنسبة إليه، فرضت التقنيات الرقمية تغييراً في المهنة “بل واقعاً جديداً، حيث جعلت كل مواطن قادراً على إيصال المعلومة، وأفقد قدرة الصحافي على حصريه نقل الخبر”. وإنطلاقاً من هذا الواقع، توقف عند “القيمة المضافة” للبرنامج الذي يعد الصحافي “ليتقن مهنته بإحتراف عال من ناحية الكتابة الصحافية الوافية، مقاربة شاملة للمعلومة وعدم الاكتفاء بمجرد تحليلها وفقاً لثقافة سياسية وتاريخية أساسية للصحافي”.
ولفت الى أن “هناك مجالات عدة لتمايز الصحافي، ومنها الصحافة الاستقصائية التي تتطلب شبكة واسعة من المعارف والعلاقات العامة، فضلاً عن توجيهه نحو التقنيات لوضع خطة للاستقصاء وما يحتاجه من تقنيات محدودة لتحليل المعلومات ونقلها بطريقة مقنعة للقارئ”. وشدد على أهمية “البرنامج في توجيه الطلاب إلى مجال آخر هو الصحافة المتخصصة التي تساعدهم في إيجاد فرص عمل، ومنها التعرف إلى طرائق إتقان كتابة الصحافة في شؤون البيئة، الاقتصاد، الموضة، السياحة والثقافة وسواها”.
وأشار إلى أن “المواد التطبيقية والنظرية تتكاملان في البرنامج، حيث يعطي النظري مجموعة من الإعلاميين اللامعين في قطاعهم، ما يشكل أحياناً فرصة لتدريب بعض الطلاب أو فتح فرص عمل لهم”. واعتبر أن الموقع الإلكتروني الخاص للطلاب لنشر نتاجهم شكل فرصة لتسليط الضوء على أعمالهم. وقد حرص البرنامج على إعداد جيل يتقن التعبير باللغات الثلاث الفرنسية، الإنكليزية والعربية. وأكد الاتفاق مع بعض الصحف المحلية لنشر بعض المقالات المتخصصة لبعض الطلاب على خلفية تفعيل التواصل بين الجامعة وقطاع العمل.
وتوقف عند تخصص الطلاب في الفصل النهائي من الدراسة، مشيراً إلى أننا “نعد الصحافي المتمرس في فن التواصل”. فهو، وفقاً له، يتطلب معرفة المجتمع بكل نواحيه الاجتماعية والنفسية والتخصص فيه لأن أسس التواصل مثلاً في مستشفى تختلف عما هي عليه في مؤسسة تجارية ومؤسسة غير حكومية”.
أما قطاع الإعلان، وفقاً له، فلم يعد عملاً حصرياً لشركات إعلانية، بل “أضحى حاجة ماسة في “البيت الداخلي” لمؤسسات عدة فيتكامل مع قسم للإعلام بتشعباته تحت “لواء” دائرة خاصة للتواصل”. أشاد بالاتفاق مع جامعة SELSA المتخصصة بالإعلام والتواصل التابعة لجامعة السوربون من ناحية تبادل الخبرات والأساتذة والطلاب”.
النهار