صدر التصنيف الاكاديمي لجامعات العالم للسنة 2016 المعروف بإسم “تصنيف شنغهاي للجامعات الـ 500 الأفضل عالمياً”. ويستند التصنيف في آلياته على أربعة مؤشرات: مؤشر الخريجين 10%. مؤشر نوعية التعليم 40%. مؤشر مخرجات البحوث 40%. ومؤشر الاداء الفردي للطاقم التعليمي 10%.
ويأخذ في الاعتبار ايضاً عدد الفائزين بجائزة نوبل، وعدد الباحثين البارزين الوارد ذكرهم في مجالاتهم، وعدد المنشورات البحثية في مجلتي “ساينس” و”نايتشر” .
وكالعادة تبوأت الولايات المتحدة الأميركية المراتب الاولى، فكانت 15 جامعة من أصل العشرين الأولى عالميا مع اختراق لجامعة اوكسفورد البريطانية في المرتبة السابعة. اما عربياً فكان هناك حضور لافت لأربع جامعات سعودية هي: جامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وحضرت مصر من خلال جامعة القاهرة الاميركية AUC وهو حضور ضئيل وخجول ولا يتفق مع صورة مصر واسمها في ان تتمثل بجامعة وحيدة.
ولكن المؤسف والمؤلم هو غياب لبنان وجامعاته العريقة والمخضرمة والحديثة عن التصنيف المذكور. غياب البلد الذي عرف العلم والمعرفة والطباعة قبل ثلاثة قرون. غياب البلد الذي ساهم في نهضة المنطقة على صعيد العلم والثقافة والحداثة. لدينا جامعات في كل شارع ودسكرة، ولكن ليس في السلة ثمار.
وثمة اسئلة يثيرها التقرير وهو ضرورة النظر في النظام التعليمي برمته، والبحث بعمق عن الأسباب التي تحول دون الوصول.
وهل النظام اللبناني – العربي التعليمي عاجز عن استيعاب ومجاراة تطور العلم والعلوم في العالم؟ والى اي حد يساعد تطور العلم في تحقيق التغيير الاجتماعي وتغيير المفاهيم؟ وهل هناك عوائق تمنع حصول التغيير لأنه يؤثر على العملية السياسية؟ وماذا عن علمية العلم وعالميته؟ والى أي مدى دخل منهج التفكير العلمي في صلب وجوانب حياتنا وأبعادها؟ وماذا عن مكانة العلم في الثقافة العربية؟.
أسئلة كثيرة وقلقة يثيرها التصنيف ونحن نتخبط في العجز والتردي العلمي والتربوي والوطني والاخلاقي.
وأكثر ما يخيف هو استمرار الفراغ والخواء والمظهرة، واكثر ما يرتجى انه لا نهوض ولا أمل بغير العلم والمعرفة والثقافة.
النهار
الوسوم :تقرير شنغهاي لتصنيف الجامعات الـ 500 غياب لبنان والأسئلة المثيرة للقلق