يُعَد البقاءُ في حالٍ من التركيز المطلق أثناء القيادة، من واجبات السائق ومهمّاته الرئيسة في الأوقات والظروف كافة، حفاظاً على سلامته وسلامة الآخرين على الطريق.
لذلك عمدت الشركاتُ الى التركيز على حالِ السائق الجسدية أثناء القيادة، من خلال تقنياتٍ تُحلّل تصرفاتِه وتنبّهه في حال إستشعرت أيَّ خلل في تركيزه. ومن أبرز هذه التقنيات، جهازُ تنبيه فقدان تركيز السائق الذي ظهر في الفترة الأخيرة.
طريقة العمل
يحلّل جهاز تنبيه فقدان تركيز السائق باستمرار حركة المقود، ويقوم بتنبيهِه في حال ظهور أيِّ علامات شعور بالدوخة أو تدنٍّ في التركيز أثناء القيادة. ويُنذر الجهاز السائق عبر تنبيهٍ ضوئي في لوحة العدادات، أو عبر تنبيهٍ مسموع أو حتى عبر إرتجاج المقعد الذي يجلس عليه. كذلك، يتأقلم جهازُ التنبيه مع طريقة قيادة كل سائق على حدة، إذ يراقب طريقته في لفّ المقود من خلال مستشعرات تقيس زوايا ميَلان المقود خلال فترة من القيادة، ليقوم الجهاز باعتماد نمطٍ قياسيٍّ شخصيّ لحركة المقود، كي يعملَ خلال القيادة على مقارنة أنماط قيادة السائق بالنمط القياسي الشخصي المحفوظ في ذاكرته.
ويتمّ ذلك عبر تحليلٍ إحصائي لعمليات إصلاح التوجيه التي يقوم بها السائق. والجدير ذكره أنّ جهازَ تنبيه فقدان تركيز السائق يعمل بالتزامن مع نظام القفل المركزي في السيارة، إذ إنه يمكنه معرفةُ نمط السائق من خلال المفتاح الذي يتمّ فيه فتحُ السيارة. وفي حال إستشعر الجهاز أنّ هناك نمطَ قيادة جديداً ومتواصلاً يعود الى تدنّي التركيز أثناء القيادة، يُصدر تنبيهاً صوتياً ويقوم بتفعيل الضوء التحذيري لينبِّهَ السائق أنّ عليه التوقف للإستراحة.
تبدلات الطريق
يأخذ الكمبيوتر الذكي الذي يتولّى إدارة تنبيه فقدان تركيز السائق بالإعتبار عدداً من العوامل التي تبدّل نمطَ القيادة والتي قد لا يكون السببُ فيها عائداً الى تدنّي التركيز، شأن تبدّلات طبيعة الطريق وتغيير المسارات والمسارب والكبح، وصولاً الى تبدّل نوعيّة التعبيد على الطريق.
كذلك يقوم الجهازُ بإعادة برمجة نفسه والعودة الى معايير عمل النمط القياسي الشخصي كلما تمّ إيقافُ المحرّك وتشغيله، في وقت يمكن للسائق أن يوقف عملَ هذا الجهاز كلياً عند الحاجة لذلك.
شادي عواد
الجمهورية