في 15 كانون الأول 2023، أصدرت “لجنة حماية الصحافيين” تقريرًا لها منشورًا على موقعها cpj.org تشير فيه إلى أن عدد الصحفيين الذين استشهدوا في الحرب على غزة منذ السابع من تشرين الأول وحتى تاريخ نشر التقرير، ووفق التحقيقات التي أجرتها، قد بلغ على الأقل 64 صحافيًا وعاملًا في المجال الإعلامي، كانوا من بين نحو 19 ألف و200 لاقوا حتفهم في هذه الحرب.
ولم يكد التقرير يصدر حتى أعلن في الأمس عن استشهاد الإعلامي سامر أبو دقّة، مصوّر قناة الجزيرة جراء غارة إسرائيلية استهدفته وزميله وائل الدحدوح الذي فقد عائلته جراء الحرب على غزة. وأفادت التقارير الإعلامية إلى أن أبو دقّة ترك لخمس ساعات ينزف قبل أن يسلّم روحه، مع منع فريق الإسعاف من الوصول إليه في مدرسة فرحانة إلى جانب العديد من الجرحى من النازحين الذين لجأوا إلى المدرسة. ولكن هل ستورد منظمة “مراسلون بلا حدود” اسمه في تقريرها عن العام 2023؟
فقد نشرت منظمة “مراسلون بلا حدود” أرقامًا مغايرة تمامًا لعدد خسارة الصحافيين، من دون الإشارة بشكل مباشر إلى ما يدور في غزة في فلسطين المحتلّة. فقد اكتفت هذه المنظمة بالإشارة إلى أن عدد الصحافيين الذين لاقوا حتفهم على مستوى العالم هذه السنة 2023، بلغ 45 صحافيًا، “في حصيلة أدنى بقليل من العام 2022 رغم “مأساة” الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” التي قضى ما لا يقلّ عن 17 صحافيًا فيها بينهم 13 في قطاع غزة”!، بحسب تقريرها السنوي الذي نشرته على موقعها الرسمي rsf.org.
وأشارت إلى أن هذه الحصيلة هي الأدنى منذ أكثر من 20 عامًا، تحديدًا منذ العام 2002، مضيفة “على الرغم من الحرب في الشرق الأوسط”.
وذكرت أن تقريرها يشمل هذا العام 2023، وتحديدًا لغاية الأول من كانون الأوّل منه.
وكانت لجنة حماية الصحافيين قد أوردت في التفاصيل، أنّ من بين هؤلاء الصحافيين الـ64:
– 57 صحافيًا فلسطينيًا
– 4 “إسرائيليين”
– 3 لبنانيين
وأشارت إلى أن من بين الجرحى، 13 صحافيًا، و3 بحكم المفقودين، و19 تم التبليغ عن تعرّضهم للاعتقال، بالإضافة إلى تعرّض الصحافيين في هذه الحرب، إلى العديد من الاعتداءات والتهديدات والهجمات السيبرانية والرقابة، وقتل أفراد عوائلهم.
ما هي يا ترى معايير منظمة “مراسلون بلا حدود” كي تدرج صحافيًا أو إعلاميًا أو عاملًا في القطاع الإعلامي ضمن تقريرها، وهل تشترط أن يكون الصحافي قد استشهد في اللحظة التي يقوم فيها بعمله؟ وهل تختلف المعايير بين منظمة عالمية وأخرى؟
يذكر أنّ “لجنة حماية الصحافيين” قد أوردت في تقريرها أنّها تقوم بالتحقيق قبل إدراج العدد من ضمن عداد “القتلى الصحافيين”، كما أنّها أوردت أسماء الصحافيين الذين ذكرتهم في لائحة مفصّلة.
المصدر: الدولية للمعلومات