تحقيق ميشالا ساسين
وطنية – تفتقد تنورين، كغيرها من البلدات اللبنانية الى المشاريع الانمائية من صرف صحي وطرق. وتعاني مشاكل في القطاع الزراعي وأزمة مياه، ما ينعكس سلبا على دورها السياحي في البلدة، كونها تعد من أهم المصايف في لبنان نظرا لارتفاعها عن سطح البحر ومناظرها الطبيعية الخلابة.
تنورين تضم خمس “ضيع” هي: تنورين التحتا والفوقا – حوب – شاتين – بلعا، ويشكل ارتباطها سلسلة جبال تسحر العين وصخور محفورة كالمنحوتات، ولكن وعلى الرغم من الطبيعة الجميلة تفقد تنورين لمقومات الحياة وتعتبر من المناطق المحرومة بنظر اهلها.
نعمة حرب:حاجة انمائية
وفي هذا السياق، يؤكد نائب رئيس بلدية تنورين المحامي نعمة حرب ،أن البلدة تعاني من نقص انمائي كبير وتحتاج الى الكثير من المشاريع”، مشيرا الى مشكلة النقص في المياه التي تشكل أزمة موجودة في العديد من المناطق الجبلية، وهي مرت بأزمات في السنوات الماضية من شح في الينابيع وإنقطاع للمياه”، وقال:”ان البلدة بحاجة الى سدود ولكن الدراسات أثبتت انها ليست العلاج الوحيد بل الخزانات الترابية او ما يعرف ب”البرك” لان السد يولد مشاكل كبيرة في التربة لوجود “البواليع” التي قد يكون اغلاقها غير مضمون”.
سد بلعا
وأكد حرب “ان سد بلعا المنتظر انشاؤه قامت الدولة بتلزيمه ل”شركة معوض” ولكن وزارة البيئة طلبت وقف العمل فيه من اجل القيام ببعض الدراسات عن طبيعة الارض.
الصرف الصحي
وعن الصرف الصحي، قال حرب: انها مشكلة بالغة الاهمية، بالنسبة لاهل تنورين، لانها بحاجة الى تمديدات وبناء محطة. وكانت وزارة الطاقة لزمت شركة لبنانية معروفة بـ “هومن” من اجل القيام بالتمديدات وشركة فرنسية “او تي في” من اجل بناء المحطة حيث حدد موقع انشائها في بلدة بساتين العصي، باختيار من الوزارة، ولكن أهلها عارضوا بشكل قاطع ان تقام المحطة على ارضهم بسبب عدم ثقتهم بالدولة وخوفهم بان تدار المجارير على المحطة ما يؤدي الى تهجير اهل البلدة بسبب الروائح الكريهة والبرغش، وبرأيهم الخاص ان الدولة تعمل على حل مشكلة قرى بنقلها اليهم.
ويضيف حرب: قام الوزير بطرس حرب بجهد كبير من اجل اقناع اهل بساتين العصي بانشاء المحطة ولكنهم رفضوا رغم تأكيده لهم ان الشركة تتعهد عدم ترك اي اثر سلبي وهو يؤكد ان العمل اليوم جار على ايجاد مكان آخر بشكل لا يؤثر على السكان وبعيدا عن المنازل من اجل حل مشكلة الصرف الصحي”.
ويشير حرب الى “ان بلدية كفرحلدا – الكفور – دوما وتنورين تعمل من اجل متابعة موضوع انشاء المحطة مع المسؤولين والسياسيين”.
حال الطرق
اما عن حال الطرق في تنورين، يؤكد حرب “ان هذا الموضوع يحتاج الى متابعة من قبل وزارة الاشغال الغائبة منذ سنتين عن المنطقة. فتنورين مشهورة في طرقاتها الزراعية المؤلفة من عشرات الامتار والتي تحتاج الى تأهيل من الدمار الناتج عن تساقط الثلوج والجرف الحاصل لان اموال البلدية لا تكفي للقيام بمشاريع التأهيل، وما زلنا حتى اليوم موعودين بالاموال من اجل تزفيت الطرق الزراعية والداخلية. وقد عملت البلدية على مساعدة الناس للوصول الى البساتين وجرف الثلوج الناتجة عن العواصف”.
انجازات اتحاد البلديات
وعن انجازات اتحاد البلديات في ما يتعلق بموضوع الطرق، يقول حرب :”ان الاتحاد قام بتزفيت طريق السيدة وانشاء حواجز من اجل منع الانزلاق بين وادي تنورين ووطى حوب ونأمل ان يكمل بتوسيع وتعبيد بعض الطرق”.
”
سياحة طبيعية ودينية
وتشتهر تنورين بآثارها ومعالمها الطبيعية وتعتبر محمية أرز تنورين من اهم المعالم السياحية كونها تشكل امتدادا لغابات حدث الجبة -البطريركية المارونية – قنات – نيحا – وكفور العربة وتمثل ربع ما تبقى من الارز في لبنان واصبحت مقصودة جدا”، وافتتحت سياحيا سنة 2005 ويزورها نحو 20000 سائح سنويا.
وتمتاز تنورين ايضا بالسياحة الدينية وفيها 50 كنيسة منتشرة في البلدة وصولا الى اللقلوق – حريصا – وشاتين، فبالوع بلعا من أهم المعالم عالميا وهو عبارة عن تجويف صخري يتقاطع بثلاث جسور، اضافة الى المعابد القديمة والمغاور والكهوف. وهذه المعالم أدت الى ارتفاع أسعار العقارات والمطاعم أصبحت تعمل بشكل افضل. كما ان البلدية تعمل على تنظيم المهرجانات والحفلات.
مستشفى تنورين الحكومي
ويشيرحرب الى “ان مستشفى تنورين هو من افضل المستشفيات الحكومية في لبنان وان ادارتها سليمة بعكس ما اشيع عنها وهي تقدم الخدمات بافضل نوعية وبنتائج رائعة حتى انها تضاهي في العديد من الاحيان المستشفيات الخاصة”.
الزراعة
اما في الشق الزراعي، فيشكو المزارعون من تراجع الموسم هذا العام في كافة انواع الانتاج، فتنورين المعروفة بتفاحها تدنى محصولها هذه السنة عن الاعوام الخمسة الماضية كذلك الاجاص والكرز والدراق والسبب يعود الى العواصف القوية التي ضربت لبنان وتسببت بضرب المواسم الزراعية في ظل غياب التعويض المادي عن الخسائرالتي لحقت بهم. فمعظم الانتاج كان يصدر الى الخارج ما ادى الى كارثة على الصعيد الاقتصادي للبلدة وللمزارعين.
وفي هذا السياق، طالب حرب الدولة بدعم المزارعين من اجل مساعدتهم على البقاء في ارضهم واعتنائهم فيها ومساعدتهم بالمواد والاسمدة وتعويضهم عن الخسائر من اجل تصريف الانتاج والحد من هجرتهم وتركهم لاراضيهم.
وختم: ان تنورين لم تأخذ حقها من ميزانية الدولة على كافة المستويات من البنى التحتية ، الزراعة، السياحة ،تأ هيل الطرق وانشاء المراكز المهمة، فابناؤها يريدون حقهم لان تنورين ليست قرية صغيرة انما عدد سكانها يفوق الـ 25000 نسمة ولديها اكبر بلدية في قضاء البترون مؤلفة من 18 عضوا وخرجت الى العالم رؤساء، وزراء وطاقات ومبدعين.
اذا على الرغم من كل الجهود المبذولة من البلدية وابناء المنطقة والمسؤولين، الا ان تنورين تحتاج الى دعم كبير من الدولة لتتمكن من تنفيذ المشاريع الانمائية الملحة والضرورية التي تحتاج اليها من أجل مستقبل ابنائها وصورتها السياحية والبيئية”.