اقامت ابرشية زحلة والبقاع للسريان الأرثوذكس حفل توقيع كتاب “معجم المصطلحات السريانية في اللهجة المحكية اللبنانية” للمؤلف إيليا عيسى، برعاية راعي أبرشية مار يوستينوس بولس سفر، على مسرح الكلية الشرقية في زحلة، في حضور النائب شانت جانجيان، النائب السابق خليل الهراوي، رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف، راعي أبرشية زحلة للموارنة المطران جوزيف معوض، رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب، وفاعليات ومهتمين.
الفرزلي
بداية، تحدث النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي لفت إلى أن “اللغة السريانية مقدسة باعتبار أنها لغة السيد المسيح، وهي إنجار يشكل ردا على الاستهدافات المتتالية للوجود المسيحي في هذا الشرق”.
وقال “عندما يكتب كتاب عن اللغة السريانية، يعمق مفهوم التأصل والتجذر في هذه الأرض، في وجه المخططات التي ترمي إلى استئصال الوجود المسيحي في هذا الشرق”.
ولفت إلى “اصطناع حرب عالمية جديدة هي حرب الحضارات وهي حرب بين شرق بغالبية إسلامية، وغرب بغالبية مسيحية”، وقال “الوجود المسيحي اللبناني في الشرق يتجسد بكامل كنائسه وفي مقدمها والعمود الفقري فيها هو الكنيسة المارونية السريانية”.
هاشم
ثم كانت كلمة رئيس الجامعة الأنطونية – فرع النبي أيلا – البقاع الأب الدكتور ريمون هاشم لفت فيها إلى أن “ميزات اللغة السريانية تشكل دافعا كافيا لنضم صوتنا إلى رنين هذا البوق المعجمي الجديد الذي نفخ فيه الأستاذ عيسى ليفرج عن كوامن اللهجة اللبنانية وعن تخفي المفردات السريانية القديمة ضمن مخارج حروفها؛ إنه صوت نضمه إلى دعوة أطلقها في السابق رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام لاعتبار السريانية لغة وطنية”.
واضاف: “أنا بدوري أثني على هذا المسعى وأرفعه نداء قلبيا: لا لاندثار اللغة الآرامية السريانية، نعم لتعميم هويتها وإدغامها في صلب وطنيتنا المعيوشة ليس كرد فعل إنما كرد اعتبار، بصريح العبارة نعم للتحرك باتجاه إعلاء الشأن الثقافي لهذا التزاوج اللغوي اللبناني السرياني لا كرد فعل على حسابات جيوسياسية، إنما كرد اعتبار لهوية اللهجة اللبنانية الحقيقية حتى لا نتنكر لأصلنا ونبني غدنا على جذور لا تشبهنا ونطعن في صميم ما يميزنا، فتمايزنا هذا لم ولن يكون في سبيل تشييد الجدران وترسيم الحدود مع محيطنا، إنما بمثابة تعميق لدورنا كوطن كان دوما ملتقى الحضارات ومرتع النهضات الثقافية والفكرية”.
عطاالله
بعد ذلك، تحدث عميد المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني عطاالله، فقال: “الكتاب عمل فريد، ففيه عودة إلى الجذور لدرس واقع اللغة السريانية وتأثيراتها على اللغة اللبنانية المحكية، كما أنه يفتح المجال لإعادة اكتشاف المنابع الثقافية والتراثية والحضارية للغتنا المحكية التي هي مزيج من اللغة العربية واللغة السريانية”، معتبرا أن “اللغة هي الركن الأساسي في الهوية الوطنية لأي شعب”. وقدم لمحة تاريخية عن انتشار اللغة السريانية ومزاياها.
عيسى
أما المؤلف ايليا عيسى فذكر “أهمية اللغة بالنسبة إلى القومية، ومنها “اللغة مرآة الأمة، اللغة روح القومية، كل أمة تضيع لغتها تؤول إلى الزوال، واللغة أساس الانتماء وعنوان وجود أمة”.
وأضاف: “لذلك شددت على الحفاظ على اللغة السريانية في القداس وكلام التقديس وأن يحافظ عليها كأساس لغتنا، ومن تنكر لأصله لا أصل له”.
سفر
وأخيرا، كانت كلمة للمطران بولس سفر شكر فيها “اللهجة اللبنانية لأنها حافظت على اللغة السريانية وهذا افتخار واعتزاز لنا”، وقال: “لسنا قادمين حديثا إلى زحلة إنما بدأنا بجذورها، إذ بدأ السريان يتوافدون إلى زحلة منذ العام 1861 لأنهم رأوا فيها مدينة مسيحية آمنة تشبه المدن السريانية، وقرروا عدم الهجرة الى الخارج بل البقاء في زحلة حتى اليوم”.
واستشهد بكلمة أحد المحاضرين بالقول “إن دعوتنا إلى إحياء اللغة السريانية لا تهدف إلى التطرف أو إثارة ردات الفعل، بل الغاية منها التمسك بهذا التراث الذي يعود إلى آلاف السنين”.
وطنية