منذ اكثر من خمسة وسبعين عاما افاقت منطقة فرن الشباك على ازاميل ومعاول تضرب تارة الارض وتطال طورا السماء ليرتفع بنيان جديد، ارتفعت معه آمال ورسمت بين جدرانه احلام بنات صارت اغلبهن امهات يعنين بتربية الاجيال الصاعدة. وبينهن سيدات مجتمع واعمال، متبوئات مراكز مهمة تساهم في بناء الانسان وترسيخ اسس تليق بلبنان.
العام 1939 اكتمل البناء ليصبح صرحا تعليميا، ترعى شؤونه وتديره راهبات جمعية سيدة المعونة الدائمة المرسلات، التي اسسها البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ للروم الكاثوليك، والذي كان مطرانا لبيروت آنذاك. كان يتمتع برؤية واضحة عن كيفية وجوب ان يكون دور المرأة في الكنيسة كمعلمة وداعمة ومساهمة في العمل الرسولي الكنسي. من هنا اصبحت الحاجة الى تأسيس رهبانية نسائية رسولية امرا لا بد منه لتؤمه طالبات العلم الطموحات.
خمسة وسبعون عاما انقضت ولم تستطع الايام ولا السنون ان تحط من قدره وانما زادته ترسيخا على الاسس التي ابصر النور عليها ولأجلها. وها هي اليوم ادارة الثانوية تطلق هذه السنة كسنة يوبيلية ماسية في رعاية وحضور البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وجمع من الشخصيات السياسية والعسكرية والاجتماعية الى المطران كيرللس بسترس والرئيسة العامة الام نيكول حرو والمدير العام للتعليم الخاص عماد الاشقر والامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، ولفيف من الآباء والرهبان والراهبات والأساتذة والأهل والاصدقاء. وقد تخلل الاحتفال كلمات لأصحاب الشأن، فافتتحته الاخت ميرنا العضم رئيسة ثانوية راهبات سيدة المعونة ثم كلمة لممثل وزير التربية عماد الاشقر وكلمة للأب بطرس عازار ولرئيس لجنة الاهل. وختام الكلام لراعي الاحتفال البطريرك لحام.
قدم في الاحتفال شريط وثائقي عن تاريخ المدرسة: وحاضرها وتطلعاتها. كما تم تكريم بعض قدامى المدرسة: سفيرة لبنان في كندا ميشلين ابي سمرا، مديرة الانماء السياحي السيدة منى فارس، الشاعرة الدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر، الفنانة هيام يونس، الاعلامية ليليان اندراوس والاعلامية ريما نجيم وملكة جمال لبنان للعام 2004 الممثلة نادين نسيب نجيم والممثلة الراحلة ليلى حكيم التي كرمتها المدرسة قبيل رحيلها.
وتمّ تمرير الشعلة الى الاجيال الصاعدة. واختتمت المناسبة بكوكتيل.
لميا الدويهي
النهار