ما الذي يفرح الإنسان ويجعل حياته تستحقّ العيش؟ المال أم الشهرة أم الشعبيّة أم النجاح المهني؟ نعرف جميعاً الجواب، حتى ولو لم نحيا على هذا الأساس. فهذه الأمور برمّتها لا تدوم مدى العمر، بل هناك شيء واحد أو شخص واحد يفرحنا وهو ربّنا وسيّدنا يسوع المسيح. وهذه هي الطريقة الوحيدة لفهم خيار ثلاث نساء تخلّين عن الشهرة العالمية ليلحقن بيسوع في الحياة الدينية، بحسب مقال نشره موقع churchpop.com الإلكتروني.
دولوريس هيكس
دولوريس هيكس من مواليد العام 1938. اتّخذت اسم دولوريس هارت عندما بدأت بالتمثيل في صباها، وقد اشتهرت بسرعة، إذ إنها بسنّ الـ18، لعبت دور محبوبة إلفيس بريسلي في فيلم “لوفينغ يو”، ثمّ عادت لتمثّل في تسعة أفلام أخرى خلال خمس سنوات. في سنّ الرابعة والعشرين، وبعد إعلان خطوبتها بانتظار الزفاف، صرّحت نجمة هوليوود الصاعدة أنها ستتخلّى عن كلّ شيء لتصبح راهبة! أمّا نقطة التحوّل في حياتها فتعزوها إلى تمثيلها دور القديسة كلير في فيلم “فرنسيس الأسيزي”. ولدى سماع معجبيها وأصدقائها الخبر، صُدموا لا بل غضبوا، وحاول بعضهم مراسلتها طوال سنوات بعد انضمامها إلى الدير، بمحاولة لإقناعها بعدم إفساد حياتها. وقد قالت دولوريس بعد سنوات: “حتى أعزّ أصدقائي الذي كان كاهناً قال لي: أنت مجنونة! من الجنون أن تفعلي هذا!” فما كان منها إلّا أن ردّت: “لو سمعت ما أسمعه، لأتيت أيضاً”.
أولالا أوليفيروس
من ناحيتها، كانت أولالا أوليفيروس عارضة أزياء إسبانية ناجحة، مثّلت في أفلام وظهرت في إعلانات حول العالم. إلّا أنّ زيارتها لفاطيما في البرتغال كانت بمثابة “هزّة أرضية” قلبت عالمها، إذ باغتتها رؤيا لنفسها بثوب راهبة. في البداية، قالت لنفسها إنّ هذا سخيف، لكنها عجزت عن محو الصورة من ذهنها، وخلُصت إلى الاستنتاج أنّ يسوع يدعوها. “الرب لا يخطىء أبداً. سألني إن كنت أتبعه، ولم أستطع الرفض”.
أماندا روزا بيريز
أمّا أماندا روزا بيريز فقد كانت من أشهر عارضات الأزياء في كولومبيا، قبل أن تختفي عن الساحة منذ 10 سنوات، لتعاود الظهور بعد 5 سنوات وتبرّر غيابها. كانت قد ارتدّت وبدأت العمل مع مجموعة دينية مريمية، بدون أن تصبح راهبة، بعد أن تمّ تشخيص مرض جعلها تفقد جزءاً من سمعِها، ممّا حملها على التفكير في نمط حياتها. “شعرت بالخيبة وبعدم الرضا ضمن الملذّات الزائلة. ولطالما بحثت عن أجوبة عجز العالم عن إعطائي إياها. أمّا الآن، فأنا أعيش بسلام. لم يعد العالم يستهويني، بل أستمتع بكلّ لحظة يمنحني إياها الرب”. من ناحية أخرى، تقول بيريز إنها أعادت تقييم معنى أن تكون عارضة. “إنّ عارضة الأزياء أشبه بعلامة. إنها امرأة تستحقّ أن تُقلّد، وأنا سئمت كوني عارضة لأشياء سطحية، كما وسئمت من عالم الأكاذيب والمظاهر والرياء والخداع في مجتمع لا يحترم القيم، ويؤيّد العنف والزنى واللجوء إلى المخدّرات والكحول والثراء والجنس والغشّ. أريد أن أكون عارضة تروّج لكرامة المرأة ولعدم استغلالها لأهداف إعلانيّة”.
بالطبع، تتجسّد دعوة البعض منّا بالإنجاب أو بالنجاح في الأعمال، فيما تتمثّل دعوة آخرين بعيش الحياة الرهبانية. إلّا أنّ الأهمّ يبقى يسوع، ويمكننا أن نتبعه في الدير وخارجه.
ندى بطرس / زينيت