أقامت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بالتعاون مع “مؤسسة سمير قصير”، في الذكرى السنوية 13 لاغتيال سمير قصير، احتفال تسليم “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة”.
وشددت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن على أن “حرية الصحافة ليست مجرد حق أساسي من حقوق الإنسان”، وقالت: “نعتقد بأن ازدهار أي مجتمع يتوقف على صحافيين محترفين وموهوبين وشجعان مثلكم من أجل التوعية ورفع الصوت عند الاقتضاء. هناك عدائية متزايدة تجاه الصحافيين، وحتى أن القادة السياسيين في بعض الأماكن يشجعونها بوضوح لأنهم ما عادوا يعتبرون وسائل الإعلام حجر أساس للديموقراطية وإنما خصما وتهديدا لهم”.
وألقت رئيسة “مؤسسة سمير قصير” الإعلامية جيزيل خوري، قالت فيها: “دائما في العتمة القاتمة يولد الأمل. فإذا اطلعتم على مقالات وتقارير المرشحين إلى الجائزة، تستنتجون أن جدار الخوف انكسر ولا عودة لبنائه بشكل متين، فمهما حاولوا تشييده، هو من ورق”.
ولفتت إلى أن “الاستخفاف بعقول الناس ومقايضتهم بين الاستقرار والحرية لن يمر، ولم يعد مقنعا من المحيط إلى الخليج، وصوت المعركة يعلو على كل صوت، مزحة تاريخية سخيفة، إذ وحدها الحرية تصون الدولة المدنية المرجوة”.
وكما في الأعوام السابقة، قيمت لجنة تحكيم مستقلة المشاركين، وتألفت من سبع شخصيات في مجال الإعلام والصحافة من أوروبا والشرق الأوسط وهم: رئيسة البرنامج الدولي لتنمية التواصل في اليونسكو ألبانا شالا (هولندا)، رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية آيدن وايت (المملكة المتحدة)، عميد كلية الإدارة والابتكار في معهد الدراسات السياسية في باريس بنوا تيولان (فرنسا)، خيرالله خيرالله (لبنان)، الكاتب الصحافي والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت رامي خوري (الأردن)، رئيس التحرير التنفيذي في جريدة “المدى” عدنان حسين (العراق)، المندوبة السابقة لفلسطين لدى الاتحاد الأوروبي ليلى شهيد (فلسطين).
أما الفائزون بنسخة 2018 فهم عن فئة مقال الرأي: ميلود يبرير (مواليد 1984) من الجزائر، حائز على دكتوراه في الطب، يعمل أيضا كصحافي متخصص في الشؤون الثقافية. مقاله الفائز بعنوان “مقعد في العتمة: النظام الجزائري إذ يولد في قاعة سينما”، نشر في جريدة “العربي الجديد” في 22 شباط 2018، ويصف تعقيدات وخفايا النظام السياسي في الجزائر من خلال استعارة قاعة السينما، حيث كتب الدستور الجزائري الأول وتتالت الأحداث السياسية والأمنية كمشاهد من فيلم لم ينته.
عن فئة التحقيق الاستقصائي: أسماء شلبي (مواليد 1990) من مصر، وهي صحافية في جريدة “اليوم السابع”، متخصصة في الشؤون الأمنية. نشرت مقالها الفائز بعنوان “مآسى نساء فى قرى الفيوم”، في “اليوم السابع” في 15 أيار 2017، وهو تحقيق مفصل عن الانتهاكات بحق نساء الفيوم، من عنف جسدي وجنسي، وعمل في السخرة، وعلاقتهن المختلة بأزواجهن الذين يستغلونهن لأسباب مادية.
عن فئة التقرير الإخباري السمعي البصري: أسعد الزلزلي (مواليد 1984) من العراق وهو مدير وكالة “مرايا نيوز” للأنباء. صور تقريرا بعنوان “أطفال داعش”، بثته قناة “دويتشه فيله” – القسم العربي في 7 كانون الأول 2017 وهو يسلط الضوء على مأساة أطفال ولدوا من آباء التحقوا بداعش ويعيشون اليوم محتجزين في مخيمات دون أي اعتبار لأوضاعهم وحقوقهم.
وتكرم “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة” التي تنظم سنويا منذ العام 2006 الصحافي اللبناني سمير قصير الذي اغتيل في 2 حزيران 2005 في بيروت. وتكافئ الجائزة التي يمولها الاتحاد الأوروبي صحافيين تميزوا بجودة عملهم والتزامهم حيال حقوق الإنسان والديموقراطية. والمسابقة مفتوحة أمام صحافيي بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي. وبلغ عدد المشاركين هذه السنة 193، ما يرفع عدد المشاركين منذ إطلاق الجائزة إلى ما يقارب ال 2100. وتبلغ قيمة الجائزة في كل من الفئات الثلاث 10000 يورو.