تسلّم عميد المراسلين الصحافيين الأجانب في لبنان، الاسباني توماس ألكوفيرو جائزة “فالور” (الشجاعة) 2016 عن فئة “الصحافة العابرة للحدود”، علماً أن الامتياز ممنوح من “مجلس المناصرة في كاتالونيا” ويكرّم أفرادا وهيئات أظهروا تميزاً في دفاعهم عن حقوق الإنسان في سياق عملهم في مجالاتهم المهنيّة المختلفة وساهموا كذلك في محاربة الظلم.
هذه السنة وفي نسختها الثالثة، استبقت الجائزة المحامية الموريتانية والناشطة فاطمة مباي، عن فئة “المناصرة الملتزمة”، على خلفيّة دفاعها عن الأشخاص الذين يتعرّضون للتمييز، إلى جانب جمعية “برواكتيفا اوبن آرمز” الفائزة عن فئة “التضامن” بفضل نشاطها المنوط بإنقاذ اللاجئين الواصلين إلى السواحل اليونانية، ناهيك بالصحافي توماس ألكوفيرو عن فئة “الصحافة العابرة للحدود” والحال انه تمت الإضاءة على دوره اللافت، ومن طريق مقالاته، في فهم الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في الشرق الأوسط.
ليس توماس ألكوفيرو غريباً عن الامتيازات والحال ان في رصيده جائزتي “غودو” و”غازييل” الصحافيتين، وجائزة “اورتيغا إي غاسيت” التي تقاسمها مع زملاء غطّوا حرب العراق في 2003.
يكاد الصحافي لا يغيب عن أي مناسبة ثقافية أو سياسية مدرجة في جدول النشاطات اللبنانية المحلية، والحال انه لا يمكن التغاضي عن تعلقه بالعاصمة اللبنانية التي يقطنها منذ مطلع سبعينات القرن المنصرم ويسميها “مدينتي”. يكفي أن نقرأ مقالاته الأسبوعية التي تحمل هوية “يوميات بيروت” في صحيفة “لا بانغورديا” الكاتالونيّة حيث يتمهّل عند المجريات والحوادث في لبنان على وجه الخصوص وفي المنطقة على نحو أوسع، بغية أن نعي هذا الرابط بين المكان والرجل، ولكي ندرك نسق المقاربة المتأنّية التي يعتمدها في إصغائه لما يحصل من حوله.
قبل نحو خمسة أعوام أًصدر ألكوفيرو ثالث كتب مقالات له بعنوان “التاريخ بدءا من شرفتي” بالقشتالية لدى دار “دستينو”، وحيث يظهر مجدداً أسلوبه الشخصي في المراسلة الصحافية جاعلاً اللمسة الأدبيّة ترافق وصف الحوادث. يومذاك التقت “النهار” ألكوفيرو، فعبّر عن خشيته التفكير في ما بعد بيروت، ذلك ان المدينة – على ما قال – هي النهاية بالنسبة إليه. أشار أيضا إلى صعوبة تصديق ان بلادا متناهية الصغر كمثل لبنان أدت دورا هائلا في تاريخ العالم، واستبقى ليبرهن على ما يشدّه إلى بلادنا، بعض ما جاء في أحد مقالاته حيث كتب “يفاجئك لبنان لأنه فسحة جغرافية لا تتعدى عشرة آلاف كيلومتر مربع حيث تراكمت قصص كثيرة وأساطير منذ العصور القديمة، لتؤثّر في العالم”.
النهار