احتفلت جامعة الشرق الأوسط – MEU امس بيوبيلها الماسي لتتوّج 75 عاماً من العطاء الأكاديمي الذي سبق عهد الإستقلال وعاصره وشهد على ما أتى بعده حتى اليوم.
وأمام ثقل التاريخ ووطأة الحوادث التي مرّت على لبنان، شكّل استمرار الـMEU وحفاظها على جودة التعليم واستقطابها الطلاب من لبنان والمنطقة والعالم، رغم الاوضاع الأمنية المتوترة، علامة على كفاءتها وطاقتها الكبرى في الاستمرار والتزامها المثابرة على بناء الإنسان.
ويصف رئيس جامعة الشرق الأوسط البروفسور ليف هونغيستو الجامعة بأنها “من أقدم المؤسّسات في لبنان على مستوى التعليم العالي، انطلق مشوارنا العام 1939 في المصيطبة لننتقل بعد أعوام قليلة إلى السّبتية حيث نحن اليوم، وقد وضع حينها رئيس الجمهورية الرّاحل بشارة الخوري حجر الأساس للجامعة في عام 1946”. وتميّزت الأعوام الأولى من عمل الجامعة “باستقطاب عدد كبير من الطلاب الأجانب، ولا تزال حتى اليوم، إذ لدينا حاليا طلاب من ما يقارب 20 جنسيّة مختلفة من المنطقة والعالم”.
وبالنسبة الى البرامج التعليميّة فهي وفق هونغيستو “برامج أجنبيّة، وتضمّ كلياتنا أساتذة وطلاباً من أميركا وآسيا وأوروبا ما يغني البيئة التعليمية ويجعل طلابنا أكثر انفتاحا على أنماط تفكير مختلفة وثقافات متنوّعة وذهنيّات مختلفة، فيما هم يتحضّرون للانطلاق إلى الحياة”. وأكد “حرص الجامعة على الترحيب بكل الطلاب وتأمين متطلبات الراحة لهم، إلى أي فئة انتموا ومن أي خلفية أتوا، فنحن لا نميّز بين طالب وآخر، لكننا لا نسمح بالعمل السياسي والنشاطات السياسية لأننا نريد للجميع أن يشعروا بأنهم جزء من المجموعة وليس أقليّة أو أقل تمثيلاً من غيرهم”. أضاف “إن جامعتنا تضمّ طلابا من كل فئات وشرائح المجتمع ونحن نفتخر بهذا المزيج المتنوّع، ولكن طبعاً نحن جامعة مسيحيّة ويشكل هذا العامل سبباً في استقطاب طلاب من ديانات أخرى كونهم يقدّرون قيمنا غير الموجودة في البيئات العلمانيّة التعليميّة الأخرى”.
الكليّات والمميّزات
إن الكليّة الأكبر والأكثر شهرة بين كليّات جامعة الشرق الأوسط بالنسبة الى هونغيستو هي “كليّة إدارة الأعمال، ونلحظ أن متخرجينا يتميّزون في سوق العمل ما يفرحنا كثيرا. ولدينا كليّات أخرى نفتخر بها أيضا ومنها التربية حيث تمارس الجامعة دوراً في تأهيل أساتذة ذات كفاءة عالية واعدادهم لتعليم أجيال المستقبل”. وفي الجامعة كذلك كليّة تضمّ “مروحة واسعة من الاختصاصات المتنوّعة، هي كليّة الفنون والعلوم حيث ندرّس التصميم الغرافيكي وبرامج أخرى متعلقة بهندسة الكومبيوتر والعلوم الصحيّة وغيرها”. ويعتبر هونغيستو “مركز الدراسات الإسلاميّة المسيحيّة جزءا مهمّا من عملنا، وهناك اهتمام متنام لناحية هذا الموضوع في الدول الغربية حيث يرغبون في التعرّف إلى الشرق الأوسط وثقافاته ودياناته ولغته. إن برنامجنا العربي قائم بالاشتراك مع جامعات أميركية، ما يتيح للطلاب الأميركيين القدوم إلى لبنان، واكتشاف اللغة والثقافة والتعرف إلى البلد وحضارته وتاريخه من خلال رحلات ميدانية ما يغني تجربة الطلاب”. أضاف “يشكّل هذا البرنامج فرصة كبيرة في التعليم ولكن الوضع الأمني في المنطقة يزيد من تردّد الطلاب الأجانب في القدوم إلى لبنان”.
ويعتبر هونغيستو أن “الطالب يقوم باختيار صائب لدى اختياره جامعة الشرق الأوسط إذ إنّه يتلقى تعليماً نوعيّاً وبأسعار مقبولة. وإلى ذلك نحاول أن نكون موجودين دائماً إلى جانب طلابنا في حياتهم لمساعدتهم في تطوير امكاناتهم ودعمهم في دراستهم وتوفير كل التسهيلات لهم وتأمين حاجاتهم كي يبرعوا في حياتهم”. ولفت إلى أن للعلاقات الشخصيّة دوراً أساسياً في الحياة داخل الجامعة، “فطلابنا ليسوا مجرّد أرقام وأساتذتنا ينادونهم بالإسم ويهتمّون لتطلعاتهم وحياتهم الشخصيّة وتطوّرهم. وبهذه الطريقة سيتنبّه طلابنا إلى اهتمام الجامعة بهم وبدراستهم فنحن نمنحهم كل الوسائل ليبرعوا”. أضاف: “ننظر إلى الإنسان بصورة شاملة، فالحياة الأكاديمية والاجتماعية مهمّة جدا ولكن الحياة الروحيّة مهمّة كذلك، لذلك نمنحهم كل الدعم والمعلومات اللازمة لمساعدتهم في اختيار حياة سليمة بدل التسبب بالأذى لأنفسهم من خلال اختيار سلوك حياة متعبة”.
أمّا عن كيفيّة احتفال الجامعة بيوبيلها الـ75 قال: “سيتمّ ذلك خلال حفل التخرّج الذي سنقيمه يوم غد، وقد دعونا متخرجينا للمشاركة فيه، وسيأتي بعضهم من الخارج لإحياء هذه المناسبة المميّزة وسيكون هناك نشاطات منوّعة خاصة في المناسبة”.
باسكال عازار / النهار
تصوير حسن عسل