لعل كلمات Patrick pellouxالطبيب والمحرر في الصحيفة الفرنسية الأسبوعية المغدورة شارلي ابدو، تختصر ما كُتب وسيُكتب عن الاعتداء الجبان على الصحيفة:” لم ولن يموت أصدقائي سدىً. نحن أعداء للبعض…ولكننا أعداء من ورق وحبر. سنتابع المسيرة…أنا متأكد من أن كابو (الرسام الشهير في الصحيفة) قد رفع رأسه ونعت المجرمين بالأغبياء، قبل أن يخترق رصاصهم جسده”.
أغبياء، نعم. أرادوا أن ينتقموا لدينهم، فاستعملوه بأبشع طريقة. وضعوا حداً لحياة آباء وإخوة وأزواج وأبناء وأصدقاء، ناس عزّل افتكروا أنه، برسوماتهم المضحكة، وكتاباتهم الساخرة، بإمكانهم أن يوصلوا صوتهم، بحرية، والناس، كل الناس، ستتقبلهم، برحابة صدر.
عندما قرأت لأول مرة عن هذا الاعتداء الوحشي، استذكرت جلسة أمضيتها منذ سنوات مع البروفيسور بيرنارلاميزات، في بيسترو طلابي في مدينة ليون الفرنسية، قبالة حرم الجامعة الفرنسية- لوميار ليون 2، عندما كنت أحضّر أطروحة الدكتوراة في علوم التواصل والإعلام. كنا نقيّم وضع الإعلام في لبنان وفرنسا، وتناولنا صحيفتين فرنسيتين ساخرتين:
Le Canard Enchaînéو Charlie Hebdo
يومها، عبّرت له عن اعجابي بالصحيفتين، وبأسلوبيهما، ولكنني انتقدت قساوتهما “الوقحة” أحياناً على الأشخاص أو الظروف أو الأفعال.
أجابني يومها: المهم أن تبقى الصحافة الحرة. فالحرية وحدها هي القادرة على كشف الحقائق. فمن تهاجمه الصحافة الحرة، لديه حق الرد، بحرية أيضاً…
ومن أراد إسكات كابو، شارب، تينيو، وولنسكي، جبران، سمير، ومي، لا يحق له أن يطالب بحقه، بالقوة.
نعم… المهم أن تبقى الصحافة “الحرّة”، والأهم، أن تبقى “حرّة”.
ليبانون فايلز