شاركت مدينة جبيل ممثلة برئيس بلديتها وسام زعرور وعضو المجلس البلدي رالف صليبا، بدعوة “برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية”، بـ”يوم المدن العالمي” الذي استضافته مدينة ليفربول البريطانية في 31 تشرين الأول. وتم اختيار بيبلوس المدينة الوحيدة من لبنان لعرض تجربتها في هذا الشأن.
وأوضحت البلدية في بيان اليوم، أن “هذا العام، اختارت ال UN-HABITAT بالتعاون مع مدينتي شنغهاي وليفربول عنوان “بناء مدن مستدامة ومرنة” لهذا الحدث، ووقع هذا الخيار نتيجة توسع المدن في السنوات العشرين الماضية، الذي خلف كوارث بشرية عديدة من جرحى ومشردين ونازحين ومن هم في حاجة إلى مساعدات طارئة. وقدر البنك الدولي أن الكوارث تدفع كل عام 26 مليون شخص إلى الفقر وتكلف الاقتصاد العالمي 520 مليار دولار”.
وعرض رئيس بلدية ليفربول جو اندرسون والمديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة ميمونة محمد شريف وعدد من رؤساء البلديات والخبراء الحكوميين المحليين وممثلي الشراكات والتحالفات العالمية والأكاديميين من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية تجاربهم، مناقشين كيفية تعزيز مرونة سكان المناطق الحضرية ضد التهديدات التي تتراوح بين الأعاصير والفيضانات والزلازل والحرائق إلى أوبئة الأمراض والأزمات الاقتصادية والصراعات والاضطرابات الاجتماعية.
واعتبر زعرور في كلمة خلال اللقاء ان “الازمات والكوارث التي تهدد المدن الحديثة لا تقتصر على الزلازل والحرائق والفيضانات، بل تتعداها الى المشكلات والصعوبات المعيشية والطبيعية والانمائية والاجتماعية وغيرها، لتشكل ضغوطا تثقل كاهل المجتمعات، وتنعكس سلبا على تأدية الوظائف الاساسية، وتؤثر في نسيجها الاجتماعي، وآخرها، في لبنان، الاعداد الكبيرة للاجئين السوريين الذين اصبحوا يهددون اقتصاده وديموغرافيته، اضافة الى الوضع السياسي المشتعل في المنطقة”.
وقال: “كل هذه التحديات المستقبلية استنفرت المجلس البلدي لمدينة جبيل، وقررنا وضع خارطة طريق للسنوات العشرين المقبلة، لجعل مدينتنا اكثر امانا وقوة ومرونة، وقادرة على مجابهة المصاعب والازمات على المستويات كافة، ولتحقيق هذا الهدف بطريقة علمية وتقنية تتيح لنا الافادة من خبرات من سبقنا من دول متطورة، انضمت جبيل الى برنامج (100 resilient cities) “مئة مدينة محصنة”، الذي ترعاه “مؤسسة روكفلر” العالمية، ويهدف الى مساعدة المدن في كل انحاء العالم. وبناء على استمارة رفعتها البلدية عبر الانترنت الى هذه المؤسسة العالمية صيف العام 2013، اختارت لجنة التحكيم جبيل في كانون الاول من العام نفسه، بين اول 32 مدينة في العالم، لتصبح اكثر صمودا في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية التي تتزايد في القرن الحادي والعشرين. لذلك اطلقنا، بدعم من برنامج “100 مدينة تتسم بالحصانة”، وبتمويل من “روكفلر”، أول استراتيجية حول الحصانة في الشرق الأوسط ووصلنا الى نتيجة ناجحة على صعد السياحة والاقتصاد والانماء، بفضل مشروع وفكر ورؤية مستقبلية وضعناها كمجلس بلدي عندما استلمنا زمام الأمور لكيفية تطوير وإنماء وإعادة وضع هذه المدينة على الخارطة السياحية العالمية وإعطائها الدور الذي تستحق، وقد حققت الانجازات والمشاريع المتتالية وسنعمل كل ما يساهم في بناء قدرة جبيل على الصمود، ويجعلها مرنة ومستعدة لمواجهة الصدمات والضغوط”.
وتوجه زعرور بطلب من UN-HABITAT “امكانية ارسال المساعدات المالية المخصصة لمساعدة النازحين السوريين عبر البلديات التي اصبحت غير قادرة على التعامل مع أزمة اللاجئين، وبخاصة في المناطق حيث تتجاوز أعدادهم عدد اللبنانيين بشكل كبير”.
وقال: “بعبارة أخرى، ان بعض البلديات تفتقر الى القدرات الإدارية والموارد المالية التي تمكنها من تحمل عبء التنمية بشكل فعال”.
ميمونة
واعتبرت ميمونة “ان المدن هي مراكز للعمل ولاتخاذ القرارات وللتجارة، كما أنها تعد أيضا، بحكم تركيزها السكاني، مراكز المخاطر”. وقالت: “إذا لم نتخذ إجراء عاجلا، فقد تسبب الكوارث في المستقبل المعاناة والدمار على نطاق غير مسبوق. اليوم العالمي للمدن هذا العام هو دعوة لنا جميعا لإعادة التفكير في كيفية حماية المدن لشعوبها من الصدمات المفاجئة والضغوطات طويلة المدى”.
واختتم اللقاء باجتماع ناقش مجموعة متنوعة من الوسائل والطرق التي يمكن أن تجعل المدن مرنة، “من خلال تنويع اقتصادها، خلق فرص للعمل، التخطيط السليم وإشراك القطاع الخاص”. واعتبر المجتمعون انه “يمكن للمدن أن تحمي نفسها ضد الصدمات الاقتصادية من خلال ضمان مشاركة المقيمين من جميع الخلفيات في صنع القرار وتصبح بذلك ديمقراطية ومستدامة وشاملة”.
وطنية