أقامت إذاعة “لبنان الحر” لمناسبة الذكرى 38 لتأسيسها، إحتفالها السنوي في قاعة بافيون رويال – مجمع البيال بيروت، حضره رئيس الحكومة تمام سلام ممثلا بوزير الاعلام رمزي جريج، رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ممثلا براعي كنيسة لبنان المعمدانية الانجيلية القس ادكار طرابلسي، الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي ممثلا بمستشاره الاعلامي فارس الجميل، وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل ممثلا بالمدير العام لإذاعة “صوت لبنان” أسعد مارون، رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب الدكتور فادي كرم، النائبان أنطوان زهرا وطوني أبو خاطر،الوزير السابق يوسف سلامة، عضو اللجنة التنفيذية في المجلس الماروني العام انطوان رميا ممثلا رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن، رئيس “الرابطة المارونية” أنطوان قليموس، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، المدير العام لإذاعة “لبنان الحر” مكاريوس سلامة، الأمين العام لحزب “القوات اللبنانية” الدكتور فادي سعد، رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض، أمين سر “حركة التجدد الديمقراطي”الدكتور أنطوان حداد، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس تجمع رجال الاعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، رئيس مؤسسة “لابورا” الأب طوني خضرا، إضافة الى حشد من الفاغليات المصرفية الاقتصادية التربوية والاعلامية وأسرة الإذاعة.
ترحيب وفيلم وثائقي
استهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية للاعلامية ناريمان شلالا، عرض بعدها فيلم وثائقي عن مراحل تطور الإذاعة. ثم ألقى سلامة كلمة أكد فيها أن “38 سنة من الانتماء والوجود والشهادة والاصرار على إكمال مسيرة، إنطبعت بالكلمة الحرة والتي لا تزال بألف خير”. ولفت الى أنه “في زمن الأيام السود، لبنان الحر واكبت اليوميات اللبنانية، حذرت من القذائف والألغام، وتوجت الشهداء بإكليل من غار، ولا تزال حتى اليوم وفي زمن كثرت فيه الحقائق المشوهة والتعتيم، تعايش حياة اللبناني اليومية بحلوها ومرها”.
وجدد “الوعد بالرجاء خصوصا أننا في زمن القيامة ونحن أبناء القيامة سنبقى محافظين على الخط والنهج”. وحيا “في ذكرى تأسيس الاذاعة الذين بادروا ووضعوا حجر الأساس ورسموا بدمهم مسيرة النضال”، مستذكرا “الراحل الكبير أنطوان الشويري الذي آمن برسالة لبنان الحر ودعمها كما كانت هي اليوم صاحبة هوية معالمها راسخة بقناعات لا تهتز، وهي منبر للجميع من دون أي شروط، وقد صمدت الاذاعة كي تكون صوتا صارخا في وجه الفساد والمحسوبيات والشلل والتعطيل”.
جريج
ثم ألقى الوزير جريج الكلمة الاتية:
شرفني دولة الرئيس تمام سلام بتكليفي تمثيله في إحتفال إذاعة “لبنان الحر” بمناسبة مرور ثمان وثلاثين سنة على إنطلاقتها، وحملني تحياته إلى جميع القيمين عليها وتمنياته بدوام نجاحها في مهامها الإعلامية، وهو الحريص على أن يكون للاعلام اللبناني دوره الريادي في التعبير عما يتميز به لبنان من مناخات حرية، وهو يولي اهتماما خاصا بما يواجهه الإعلام اللبناني من صعوبات. وفي هذه المناسبة يسعدني، بصفتي الشخصية وبصفتي وزيرا للاعلام، ان اقدم شهادتي عن اذاعة “لبنان الحر”.
ثمان وثلاثون سنة مرت وهي مستمرة على ثبات الموقف، والتطلع إلى ما يعزز الدور الذي آلته على نفسها، منذ يومها الأول، على يد الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، الذي أراد لها أن تكون الصوت المدوي في وجه جميع الذين حاولوا التطاول على سيادة لبنان والنيل من استقلاله وتجاوز إرادة أبنائه وكراماتهم. فكانت حرة بكل ما للكلمة من معنى، وحملت إسمها بجدارة واستحقاق، فوصل صوتها إلى حيث يجب أن يصل، وكان له صدى تردد في الداخل وفي الخارج بهمة مديرها الأول الوزير سجعان القزي الذي كان يطل عبرها يوميا بالصوت والنبرة للدفاع عن القيم التي من اجلها انشئت هذه الاذاعة.
وبعد ثمان وثلاثين سنة، وعلى رغم الظروف القاسية التي عانتها الإذاعة خلال الفترة الطويلة التي قضاها الدكتور سمير جعجع في الاعتقال، لا تزال إذاعة “لبنان الحر” ، تؤدي دورها الإعلامي الملتزم بكل أمانة وتجرد، وتعبر عن رأيها بكل صراحة وجرأة، وبكل موضوعية وشفافية، إنطلاقا من إيمان القيمين عليها والمشرفين على سياستها، بتعددية تغني ولا تذوب في خضم المصطلحات التسووية، محافظة على هويتها من دون أن تهمش الرأي الآخر.
وهذا النهج الاعلامي الملتزم والمنفتح في آن معا، ما زال مستمرا حتى اليوم مع رئيس مجلس الادارة الأستاذ ادغار مجدلاني والمدير العام الأستاذ مكاريوس سلامه وسائرِ المسؤولين والعاملين في هذه الاذاعة.
وفي هذا السياق لا بد من التنويه بما تشهده “لبنان الحر” من جهود تطويرية سواء من ناحية التقنيات الحديثة او الأداء الاعلامي المتميز او مضمونِ البرامج المتنوعة التي تبث عبر أثيرها، ومن اصرار على الاستمرار في التقدم نحو الأفضل.
ولأن لإذاعة “لبنان الحر” موقفها الحر والجريء، ولأنها رسمت لنفسها خطا لم تحد عنه، فكثيرا ما تعرضت لشتى أنواع المحاربات، المعنوية والمادية، بهدف خفت صوتها او اخفاته. ولكنها على رغم هذه الصعوبات، التي يعاني منها ايضا الإعلام بكل أوجهه، الورقي منه والمرئي والمسموع، لم تضعف قواها ولم تخب عزائمها ولم يلن عودها، بل استمرت تواجه التحديات من أجل أن يبقى لها الموقع المؤثر على الساحتين السياسية والإعلامية.
وحيال ما تتعرض له وسائل الإعلام، وفي طليعتها كبريات الصحف اللبنانية العريقة، من ضائقة مادية بسبب تراجع السوق الإعلاني وتعرضها لمصير قاتم، فإني، كوزير للاعلام، لم أقف مكتوف اليدين، بل بادرت منذ اللحظة الأولى إلى البحث عن الوسائل المتاحة والممكنة التي تمكن الصحف من الإستمرار في القيام برسالتها الإعلامية، وذلك من خلال سلسلة تدابير داعمة آمل ان تقرها الحكومة في القريب العاجل. وهذا الدعم لن يتوقف عند الصحافة الورقية فقط ولكنه سيمتد ايضا إلى سائر الوسائل الإعلامية، آملا في أن نتمكن معا من تجاوز هذه المشاكل، بما يحفظ للاعلام دوره الوطني ويطمئن العاملين في هذا القطاع الحيوي إلى مستقبلهم.
أخيرا وليس آخرا، أكرر تهنئتي لإذاعة “لبنان الحر” في عيدها الثامن والثلاثين، متمنيا لها ولجميع العاملين فيها دوام النجاح والتوفيق”.
كرم
من جهته، أكد النائب كرم باسم جعجع، أن “الاذاعة الذي ذاع صيتها، وكانت لسنوات طوال محط أنظار ومسمعا يوميا للمواطنين والسياسيين والمفكرين والاقتصاديين، كانت وتبقى الاذاعة المميزة التي ينتظرها المتابعون والصحافيون لفهم الحقيقة في زمن كانت الحقيقة عند الأطراف الكثيرين ألعوبة، ولأخذ الموقف الصادق عندما كان الموقف عند الكثيرين ضبابيا فلاذاعة لبنان الحر خطا وتوجها عاما، لكنه ليس خط تشويه الحقائق، بل خط توضيح المسائل، تميزت بالأمانة في نقل الخبر، والجدية في التحليل، والقدرة على عدم التمادي والمبالغة من أجل إرضاء المستمع على حساب إعطائه الرسالة بشفافية، فالمواطن المستمع بالنسبة لأسرة وإدارة إذاعة لبنان الحر، ليس مواطنا متلقيا، بل هو مواطن مشارك، له ذكاؤه وفكره ورأيه فعندما تنقل الإذاعة الخبر تنقله بإحترام وبكل جرأة تحلت بها على مدى 38 عاما، ولم تتخل عنها بالرغم من الصعوبات، عندما كانت الصعوبات تهديدا للحياة وليست صعوبات إدارية ومالية عادية، بل كانت ممنوعات في الرأي والفكر والتصريح والتحليل وقول الحقيقة، والجرأة هنا والتحدي الكبير، كان في أن تستمر الإذاعة على نهجها وقناعتها، فتجرأت لبنان الحر، فكانت كلماتها منتظرة تتسلل إلى آذاننا لتوقظ فكرا دفينا ممنوعا وقرارا بالصمود وإنتماء وطنيا”.
وأكد “الثقة بالإذاعة وبإدارتها وبوعيها للمراحل، بأمانتها وبقدراتها على تحمل المصاعب، لأنها امتحنت عندما كان للامتحان معنى ونجحت بإمتياز عندما كان النجاح مغامرة بالحياة، ولذلك فالثقة بالإستثمار في هكذا مؤسسة كبيرة، والمستثمر يستثمر بمن أثبت قدرته وجرأته حيث لا يقدر ولا يجرؤ الآخرون”.
أضاف: “هذا الشعار التاريخي والمبدئي، يجمع المؤسسة الإعلامية بالمؤسسة الحزبية، فللقوات اللبنانية أيضا جرأتها النضالية في زمن النضال، وجرأتها السلامية في زمن السلم، وجرأتها البنائية في زمن البناء، جرأتها في الشراكة، وعلى هذا الأساس أقامت القوات اللبنانية تحالفاتها وتفاهماتها، وهدفها دائما بقاء لبنان، وطنا للشراكة والتنوع، في وقت افتقد فيه العالم للتنوع، حيث ينحو صراع الحضارات، تاريخ القوات كما تاريخ هذه المؤسسة الإعلامية، فالقوات وقفت سدا في وجه أعداء لبنان عسكريا واجتماعيا وفكريا وسياسيا، واليوم مجددا تقف القوات اللبنانية سدا منيعا في وجه مقوضي الفكرة اللبنانية، فتدعو لإلغاء السلاح غير الشرعي المرتبط بإستراتيجيات غير لبنانية، لصالح السلاح الشرعي المرتبط فقط بالوجود اللبناني فهل هذا خطأ؟ كما تدعو القوات اللبنانية للشراكة الوطنية، الشراكة في الإختيار وفي التصويت وفي القرار وفي التأليف وفي التعيين والتوزير وفي السلطة كاملة ضد الشراكة في إلغاء الوطن وفي الفساد السياسي، فهل هذا خطأ”؟
وختم بالقول: “دعوات القوات وخطاب القوات ومواقف القوات وإن كانت صعبة وجريئة ولا يقدم عليها إلا من يجرؤ، لكنها ليست الخطأ، فالخطأ يكمن في تسليم لبنان الى الخارج الإقليمي، والخطأ هو في ضرب التوازن الوطني، فلن نسمح للخطأ أن يتغلب على الصح ولا يصح إلا الصحيح”.
دروع تقديرية
وفي الختام، كرمت الإذاعة في حضور جريج ودو فريج وزهرا وسلامة 4 من أسرتها أمضوا أكثر من 25 عاما في العطاء، بدروع تقديرية، وهم: وفاء الشدياق، الياس شاهين، ندى مدور وجورج كرم، وتم قطع قالب الكاتو في المناسبة.
وطنية