أطلقت جمعية “إنسان للبيئة والتنمية” حملة تنظيف شاطئ قضاء جبيل، في إطار الحملة الوطنية لتنظيف الشاطئ اللبناني، برعاية وزير البيئة فادي جريصاتي وبلدية جبيل، خلال احتفال أقيم على شاطىء الميناء الأثري، في حضور مارك بيروتي ممثلا جريصاتي، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط ممثلا بإدوار الحواط، رئيسة “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية” كلودين عون روكز، قائمقام جبيل نتالي مرعي خوري، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، رئيس مكتب أمن جبيل في مديرية المخابرات في الجيش العقيد الركن شارل نهرا، رئيس مركز جبيل في الدفاع المدني شكيب غانم، رئيس حزب الخضر اللبناني توفيق سوق، عميد كلية الزراعة في جامعة الروح القدس الكسليك لارا حنا واكيم، ورئيسة جامعة AUT غادة حنين وجمعيات بيئية ومجتمع مدني وكشافة.
سيف
بعد النشيد الوطني، ألقت رئيسة جمعية “إنسان للبيئة والتنمية” ماري – تريز مرهج سيف كلمة قالت فيها: “إن يوم البيئة العالمي هذه السنة، فرصة عظيمة لدعوة الجميع الى مكافحة أزمة البيئة العالمية والتخفيف من التلوث عبر التخفيف من إلقاء النفايات في البحار واليابسة ومعالجتها بالطرق السليمة، فأرقام منظمة الصحة العالمية مخيفة، بحيث دلت إلى أن تلوث الهواء يودي ب7 ملايين شخص حول العالم سنويا”.
وأشارت الى أن “9 من أصل 10 أشخاص يتنفسون هواء يحتوي على مستويات عالية من الملوثات”، وقالت: “لذا، جئنا بحملتنا هذه للتخفيف من التلوث في البحار وعلى الشاطىء، والناتج بمعظمه من فعل الانسان”.
أضافت: “ونحن على أبواب فصل الصيف، نطالب الحكومة بوضع قوانين حازمة وتطبيقها بصرامة للحد من تلوث البحر والشواطىء. ونطالب البلديات بالمباشرة بوضع لافتات تردع المخالفين عن إلقاء النفايات عشوائيا، عبر تغريمهم مبالغ مالية في حال مخالفتهم القانون”.
وختمت: “نطالب أيضا بالتخلص من النفايات بالطرق المشروعة للحفاظ على بيئة نظيفة وتخصيص مساحات لطمر النفايات بطريقة مدروسة، بدلا من إلقائها في مياه البحار والمحيطات، وتشجيع الأبحاث العلمية التي تساعد في عودة البيئة الى حالها الطبيعية السابقة، ووضع فيلترات على المداخن الخاصة بالمصانع من أجل ضخ هواء نظيف، ونشر الوعي على ضرورة الحفاظ على البيئة البحرية للحفاظ على التنوع الحيوي اللازم للتوازن البيئي”.
زعرور
وتحدث رئيس البلدية عن المشروع البيئي الذي بدأت بتنفيذه بلدية جبيل، وقال: “عندما وصلنا كفريق عمل إلى مجلس بلدية جبيل في عام 2010، أبدينا الاهتمام بالحجر أي الإنماء، وإنما اهتممنا أكثر بالبشر أي الصحة والبيئة، فأنشأنا في عام 2011 الحديقة العامة، وأكملنا بمشروع السيارات الكهربائية في المنطقة القديمة لنقل الناس، للتخفيف من التلوث البيئي. وبعد ذلك، أكملنا بمشروع آخر للدراجات الهوائية داخل منطقة خضراء سنطلقه الشهر المقبل، وبالتأكيد كنا أول من أطلق معركة الفرز من المصدر، وكانت معركة قاسية لأننا لسنا وحدنا فيها، إنما مع كل الجمعيات والأفراد، لأنها مسؤولية مشتركة بين المواطن والبلدية والجمعيات، ولم يكن أبدا الفرز من المصدر على عاتق فئة واحدة”.
أضاف: “بلدية جبيل كانت البلدية الأولى التي اتخذت قرار منع استخدام الأكياس البلاستيكية في لبنان. وهنا، أوجه تحية الى زياد باسيل، صاحب سوبر ماركت جبيل، الذي كان أول من تجاوب مع هذا الموضوع، والهدف كان التوجه نحو الأكياس الورقية، وصولا الى الطريق الصحيحة للبيئة. واستطاعت بلدية جبيل أن تزيل من نطاقها الجغرافي 100 طن من الاكياس البلاستيكية واستبدالها بأكياس ورقية، قبل أن تتخذ قرارا بالوقف الدائم ابتداء من تموز، لاستخدام الأكواب وأنابيب النفخ البلاستيكية، أي أننا نسير على الطريق البيئية الصحيحة”.
وتحدث عن “استخدام الانارة على الطاقة الشمسية في غضون الاسبوعين المقبلين، إضافة الى أمور بيئية أخرى، فالمصلحة الوطنية في مصلحة المواطن وصحته وسلامته”، مشددا على “المصلحة المشتركة بين المجتمع المدني والمسؤولين خدمة للمواطنين”. وحيا جريصاتي “لما يقوم به على صعيد المحافظة على البيئة”.
عون روكز
بدورها، قالت رئيسة “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية”: “إن المشاكل البيئية في لبنان كثيرة ومتشعبة وعمرها سنوات، وانا شخصيا تؤلمني وتشكل تحديا يوميا بالنسبة إلي، وهي إحدى أولوياتي كمساعدة خاصة لرئيس الجمهورية وكرئيسة ل”الهيئة الوطنية لشؤون المرأة”، وكمواطنة شريكة بالتساوي مع الرجل في هذا الوطن، في الحقوق والواجبات”.
أضافت: “مشاكلنا البيئية كثيرة ونعرفها جيدا، ولكن أعتقد أن من أسباب التدهور البيئي في لبنان، من جهة، مفهوم المواطنة غير المحدد لدى البعض ويختلف بين شخص وآخر وعائلة وأخرى وبيئة وأخرى، وانتماؤنا يجب أن يكون أولا للوطن وبيئته وحضارته ودولته وشعبه. ومن جهة ثانية، الحرب اللبنانية ومنظومة الفساد التي سيطرت سنوات على لبنان وأفقدت الدولة هيبتها، وعممت مفهوم الفوضى والمحسوبيات، ولكن اليوم فلنحدد المسؤوليات ونلزم كل جهة أن تقوم بواجباتها في تطبيق القوانين: البلديات ووزارتا الأشغال والطاقة ومجلس الانماء والاعمار، وذلك بتحمل مسؤولياتها في المحافظة على نظافة الشواطىء، وصولا الى الحد من المخاطر البيئية والصحية للمشاركة الفعالة في ازدهار سياحتنا، إذ لن تحل أي مشكلة اقتصادية الا بمبادرات سياحية تقوم على شواطىء نظيفة”.
وتابعت: “على وزارة الزراعة أن تقوم بواجباتها أيضا للمحافظة على الثروة البحرية، وعلى وزارة البيئة تحديد الشروط لانشاء المسابح العامة، وإعداد التشريعات وتحديد المعايير اللازمة لضمان بيئة سليمة، وعلى وزارة الداخلية والبلديات أن توقف التعديات على شواطئنا”.
ورأت أن “المسؤولية الكبرى تبقى على عاتق المواطن”، وقالت: “إن انتماءنا للوطن وثقافتنا في احترام الانسان والطبيعة يلعبان دورا أساسيا في شعور كل فرد منا بالمسؤولية عن أرضه وبيته وشواطئه، فالنظافة هي الصورة الحضارية للمجتمع ومدى تقدمه، وهي سلوك مكتسب نتعلمه في التربية التي ننشأ عليها، وحتى لو تشوهت شواطئنا عبر السنين، فعلينا الا نستسلم للواقع، بل أن ندرك أن الوقت لم يفت لنبني بيئية نظيفة”.
وختمت: “إن الانسان، الى جانب الدولة، هما الحجر الأساس في المحافظة على البيئة، والمرأة الى جانب الرجل عليهما دور أساسي أن يلعباه في ضمان حياة بيئية سليمة ومواجهة أخطار التلوث، عبر نشر الوعي داخل المجتمع ومن خلال المشاركة بالتساوي في اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر مباشرة على البيئة وطرق التعامل معها”.
وشكرت “المهتمين بهذا اليوم البيئي والمتعاونين معهم لتنظيف شاطىء جبيل”.
خوري
من جهتها، قالت القائمقام خوري: “إن الصحة السليمة أساسها البيئة السليمة، والبيئة ليست ملكا لنا، إنما ورثناها لنقدمها الى أولادنا”.
وشكرت “الجهود التي يقوم بها وزير البيئة فادي جريصاتي بعد تخصيصه قضاء جبيل بلقاءات ونشاطات عدة، بالتعاون مع الجمعيات البيئية والأهلية”، مشددة على “أهمية تربية الأجيال على هذا النمط في المحافظة على البيئة، لا سيما أن قضاء جبيل ملفت بنظافته لتحقيق الازدهار على مختلف النواحي السياحية والاقتصادية”.
بيروتي
ونقل ممثل وزير البيئة تحياته الى المشاركين في هذا النشاط، وقال: “ربما يسأل كثر أين هي الدولة؟ لكن هناك حق كبير على المواطن، وخصوصا مع رؤيتنا هذه الكمية من النفايات على الشواطىء”.
ونوه ب”مدينة جبيل والدور الذي تؤديه بلديتها”، وقال: “إن وزير البيئة يحييها باستمرار على ما تقوم به”.
وختم: “هذه الحملة مهمة، وتسجل عدد كبير للانخراط فيها، وهي تهدف الى تنظيف 120 شاطئا في الوقت عينه. من الآن وصاعدا، علينا أن نبذل جهودا كبيرة لمنع تلوث هذا الشاطىء، فلدينا رئيس جمهورية يحافظ على البيئة، وعلينا أن نكمل هذه الحملة لننظف سمعتنا وننقل صورة جميلة عن لبنان”.
وطنية