في 16 الجاري، يتوجه 19 من التلامذة المتفوقين في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من القلبين الأقدسين في عين ابل ومرجعيون وسيدة البشارة في رميش و5 مرافقين من هذه المؤسسات التربوية الى فرنسا ليكونوا لمدة 5 أيام في “ضيافة” بلدية “دولاغارين كولومب” بعد فوزهم بالمسابقة الفرنكوفونية بنسختها الرابعة التي نظمتها القوة الفرنسية في اليونيفيل في الجنوب بالتعاون مع المركز الفرنسي في لبنان.
عبّر التلامذة في المسابقة السنوية من خلال لغة الرسم والألوان وأبجدية الكلمات ما يعنيه لهم الموضوع الذي جاء شيقا بعنوان: “اللغة الفرنسية، جواز عبور للسفر”.
أعلنت نتائج هذه المسابقة في قاعة مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في جديدة مرجعيون التي غصت بالتلامذة المشاركين في المسابقة وممثلين عن المدارس وأولياء التلامذة. وغاب عن الاحتفال لأسباب خاصة المدير العام للتربية فادي يرق وشارك فيه قائد قوة احتياط القائد العام والوحدة الفرنسية العقيد ايمانويل شاربي ورئيس اركان القوات الدولية في اليونيفيل والممثل الوطني الفرنسي الجنرال جان جاك توتوس والمستشار الأول في السفارة الفرنسية جيروم كوشار ممثلاً سفير فرنسا في لبنان باتريس باؤلي، النائب الأوروبي ورئيس بلدية “دولاغارين كولومب” فيليب جوفان، الرئيسة العامة لرهبانية القلبين الأقدسين الأم دانييلا حروق والمقدم اسكندر نقولا ممثلاً قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش اللبناني العميد الركن شربل أبو خليل ونائب رئيس بلدية جديدة مرجعيون سري غلمية.
الفرنكوفونية تجمعنا
وفي جو حماسي، بدأ الاحتفال بكلمة مديرة المدرسة المضيفة الأخت ريتا عون التي نوهت بأهمية المباراة بنسختها الرابعة. واعتبرت أن “قضيتنا مع الفرنكوفونية انطلقت منذ أعوام عدة وتصب في خانة تبادل القيم والثقافة المنبثقة منها أي الفرنكوفونية”. وقالت: “في زمن تسيطر فيه التكنولوجيا، تأتي الفرنكوفونية لتكون جسر تلاق وفرصة تواصل وتفاهم ضمن فلكها الانساني”.
وقال غلمية الذي تحدث باسم رئيس البلدية أمال عيسى الحوراني وأعضاء المجلس البلدي قائلاً: “…نشهد توزيع الجوائز على متفوقين في عمل يتماشى مع أهداف البلدية في تبادل الثقافات وتعزيز الانفتاح والتواصل. كما يندرج هذا العمل في اطار العلاقات التاريخية والراسخة التي تربط لبنان بفرنسا”.
أما كوشار فنقل في كلمته تحيات السفير باتريس باؤلي الذي لم يستطع حضور الاحتفال لوجوده خارج لبنان. وأشار الى أن “الاقبال على المشاركة في مسابقة هذه السنة بنسختها الرابعة تضاعف ثلاث مرات عما كان عليه العام الماضي ان في عدد المشاركين أو بعدد المؤسسات التربوية في جنوب الليطاني ومحيطه”. واعتبر أن عنوان المسابقة “يرمز بمضمونه الى الحوار ويتفرع منه الى موضوع السفر وفرص الاكتشاف من خلالها، وهذا يندرج فعلياً في خانة قيم الفرنكوفونية”.
بدوره، عبر جوفان في كلمته عن سروره لمشاركته في هذا الاحتفال “والذي يتكرر دورياً كل سنة”. وبرأيه “هذه المباراة تعني كثيراً للفرنسيين لسبب واضح، لأن لبنان ليس بلداً كغيره بل هو بالنسبة الينا وطننا الثاني”. وقال: “نعتبر نحن كفرنسيين أن لدينا بلدين، لبنان وفرنسا”. واستعاد بالذاكرة المراحل التي دعمت فرنسا فيها لبنان لاسيما عندما قصد شخصياً لايواء 120 ولداً في فرنسا”. وختم: “نتوق الى الحرية، المساواة والسلام في بلدينا من أجل الانسان”.
ختاماً، كانت كلمة لشاربي أعلن فيها عن المشاركة الكثيفة للتلامذة في مباراة السنة الحالية والتي شارك فيها ما يقارب الـ500 تلميذ ينتسبون الى أكثر من 44 مدرسة خاصة ورسمية في جنوب الليطاني ومحيطه”. واعتبر أن “هذا الاحتفال شكل فرصة للعودة معاً الى معنى الفرنكوفونية وثوابتها، لاسيما في محيط جنوب لبنان”. وقال: “ان التحدث بالفرنسية هو أكثر من لغة في ذاتها… التعبير بالفرنسية هو عنوان مباراة هذه السنة وهو قدرتكم على السفر في أقطاب العالم وأنتم ما زلتم تشعرون أنكم في كنف داركم مع كل من يعبر بهذه اللغة”. وبرأيه، “تتخذ الفرنكوفونية حيزاً مهماً في لبنان ليس فقط في مسار التاريخ بل في حاضرنا اليوم لاسيما عندما نؤازر قوات الجيش اللبناني…”.
أما حروق فتوجهت الى الشباب قائلة: “ننظر الى عيونكم. أنتم ثروتنا وأملنا وثورتنا”. ونوهت “بدور الفرنكوفونية في نشر مفاهيم الحرية والمساواة، والتي نصبو الينا جميعاً”. وتوقفت عند”جهود الجيش اللبناني” معتبرة أن “التعاون والتماسك بين عناصره هو حافز مهم للنجاح”. كما حيت “جهود الراهبات في رفع مكانة الفرنكوفونية”.
وبعد عرض شريط عن معالم فرنسا التراثية والثقافية التي تعكس مكانة الفرنكوفونية ومدى انتشارها في العالم، أعلنت الفنانة ألين لحود، عرابة الكتيبة الفرنسية العاملة في “اليونيفيل”، عبر شريط بثه الكومبيوتر النتائج النهائية للمسابقة. واعتذرت عن عدم حضورها الاحتفال متمنية من الشباب “أن يعتبروا الفرنكوفونية نافذة للحلم”. وقالت: “لا تتوقفوا عن الحلم وتمسكوا بحقكم في الحلم”.
يذكر أنه تم تكريم المدارس التي شارك فيها عدد لافت من التلامذة في المسابقة، وهي مدارس سيدة البشارة في رميش، الثانوية الرسمية في بنت جبيل، معهد التحرير في السلطانية، عيسى بن مريم في الخيام، الامام جعفر صادق في جويا، القلبين الأقدسين في كل من جديدة مرجعيون وعين ابل، كولج أمبريال في صور”.
نشير أيضاً الى ان جوائز قيمة وزعت على كل من الفائزين وعدد كبير من المشاركين الذين أعطوا “نتاجاً” نال اعجاب لجنة التحكيم.
روزيت فاضل / النهار