رلى معوّض / النهار
هو أبعد من صوت عتيق او ليتورجيا او لحن تراثي سرياني، هو صوت مقدس يخاطب الروح، تألّقت من خلاله جوقة “الصوت العتيق” بقيادة الأب ميلاد طربيه وكارلا رميا في ريبرتوار، إحياء لأمسية الميلاد الماروني في كنيسة مار الياس القنطاري ضمن احتفالات “بيروت ترنم”.
هدف الفرقة الاساسي جاء وفق تعريفها على أنها فرقة لـ”المحافظة على التراث وتقديمه بقالب جديد”. هذا هو ما اعتمد عليه التوزيع الموسيقي وطريقة الاداء والايقاعات، اذ دخلت الفرقة في عصرنة التقليد من دون ان تفقده هويته. الريبرتوار الذي تم اختياره قدم نوعاً جديداً، اذ بدأ مع مقدمة موسيقية من تلحين ايلي حردان، مبنية على عبارات موسيقية سريانية، وكذلك الخاتمة مع “هلليلويا” تلحين جيلبير رحباني. وتنوع بين مجموعة من الاغاني الشعبية الروحية، مثل “اليك الورد يا مريم” و”عليك السلام”، “مجد مريم”، الى الليتورجيا او الالحان المقدسة وهي قطع من التراث السرياني الماروني والارثوذكسي، واخرى من الحان الاب طربيه وهي ميلاديات جديدة مستوحاة من التراث السرياني المعروف بنصه الجميل، والغني بترانيمه واناشيده كما نصوصه الروحية واللاهوتية. وتم اختيار العديد من النصوص لمار افرام السرياني “كنّارة الروح القدس” لكثرة اناشيده الروحية الجميلة، التي اغنت التراث السرياني من القرن الرابع الى يومنا. واشعرت الالحان السريانية المميزة بالعمق والروحانية والبساطة، الحاضرين بكل سحرها وقداستها، حين عزفتها فرقة موسيقية محترفة على الكمنجات، انطوان خليفة، ناجي عازار، وائل سمعان، ماريو راعي، انطوان قليعاني، انطوان فنيانوس، وباتريك مونس، وتشيللو جنى سمعان، كونترباص بسام صالح، اكورديون انطوان ديب، قانون دايفد ابو عتمة، عود جوزف رحمة، ايقاع ريمون قبرصي، ناي مارون الخوري، بيانو سامر زغيب وإيلي حردان.
وفتن الحاضرون بعمق صوت كارلا رميا استاذة الغناء في جامعة الروح القدس- الكسليك، وبجماله وروحانيته، فهي ادت العديد من الالحان المنفردة بايقاعها المحبب القريب من حياة الناس، ورافقها كورال “الصوت العتيق”.
الجوقة اسسها الأب طربيه عام 1997 وهو متخصص في العلوم الموسيقية وإدارة الجوقات من المعهد الحبري للموسيقى المقدسة في روما، واصدرت الى الآن 7 اسطوانات عن القديسين مار شربل والقديسة رفقا ونعمة الله واسطوانة عن العرس الماروني واخرى للميلاد واناشيد مختلفة، وحالياً تحضر لاصدار اسطوانة منوعة فيها قطع من القداس الماروني واخرى للقديسين. وكانت الجوقة احيت العديد من الجولات الفنية اللبنانية والعالمية في اوستراليا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وتركيا والاردن وايطاليا، وتنوّع ريبرتوارها بين التراث الكنسي وبين التراث اللبناني، خصوصاً أعمال الاخوين رحباني وفيروز. وللجوقة مدرسة “قُلُ” (نشيد او لحن او صوت بالسريانية) للأولاد في جبيل فيها 160 تلميذاً و17 استاذاً، الى كورال للأولاد من نحو 50 ولداً.