كثيرون هم من شاركوا في مداخلات المجموعات الموزّعة بحسب اللغات في السينودس وبينما يقترب موعد ختام السينودس تُطرَح المسائل بشكل أكبر مثل مشكلة المطلّقين والمتزوّجين من جديد وكل المواقف التي تتباين من حولها. ومما لا عجب فيه أنّ آباء السينودس يطرحون مشاكل كلٌّ بحسب حاجة بلده أو ثقافته أو قارّته.
وكان قد أشار البابا عند إلقاء كلمته في الذكرى الخمسين على تأسيس سينودس الأساقفة إلى أنّ ما يطلبه الرب من “آباء السينودس هو موجود بكامله في كلمة “سينودس” أي السير معًا – علمانيون ورعاة وأسقف روما – إنه مبدأ يسهل التعبير عنه بكلمة واحدة وإنما يصعب تطبيقه”.
من هنا، قال رئيس أساقفة غاتينو المونسنيور بول أندريه دوروشي، بإنه “علينا ألاّ نتوقّع أن نرى تطبيقًا فوريًا. إنّ ما اقترحه البابا يوم السبت هو مسيرة مستقبل الكنيسة ربما يمكن للسينودسية أن تحمل عنوان السينودس المقبل”.
وفي أثناء المؤتمر الصحافي الذي جرى برئاسة الأب فدريكو لومباردي يوم أمس الثلاثاء، قام بمداخلات كلّ من الكرادلة ألبيرتو سواريز إيندا من مكسيكو ولويس مارتينيز سيستاك من إسبانيا وويلفيرد نابيه من جنوب أفريقيا ونقلوا ما حدث في السينودس كالمعتاد. قال سيستاك بإنه اختبر روحًا حقيقية من السينودسية في الأسبوعين الفائتين وأشار إلى أنّ مجموعته الصغيرة كانت تركّز كثيرًا على تحضير الزواج واثقًا بأنّ السينودس له تأثير كبير على العالم أجمع فالعائلة هي “خليّة حيّة” في الكنيسة. وأضاف بأنه من واجب الأساقفة أن يكونوا حكّامًا عادلين في أبرشياتهم قائلاً: “على الأساقفة أن يصغوا مثل الأمهات” وأن يميّزوا تمييزًا عادلاً في قضايا محددة.
ثم انتقد إيندا السياسة الأمريكية الخارجية التي فكّكت العديد من العائلات وقال بإنّ على أساقفة مكسيكو والولايات المتحدة أن يتعاونوا من أجل دعم الزيجات التي تفككت بسبب الهجرة فالكثير من الناس يهاجرون ليس لأنهم أرادوا ذلك بل لأنهم مجبرون حتى يؤمّنوا قوتهم اليومي وهذا ما ينشئ الخصومات في العائلات مثل الخيانة بالأخص عندما يعجز الزوج أو الزوجة عن رؤية شريكه لفترة طويلة. أما مسألة المخدرات والأسلحة ففسّر إيندا بأنها مشكلة كبيرة وسبّبت الكثير من الأذية للعائلات في مكسيكو مشيرًا إلى أنّ عقيدة الأساقفة هي بالغة الأهمية “إنما العقيدة هي ليست نظريات فحسب بل عليها أن تتجذّر في الواقع”.
وبالعودة إلى سيستاك، أكّد بإنّ المسيحيين يتزوّجون بهدف أن يجدوا السعادة ومن واجب السينودس أن يساعد الناس على أن يكون سعداء بحق في زيجاتهم. ومن جانبه، شدد نابيه على أن تستخدم الكنيسة “لغة جديدة” وتبحث عن طرق جديدة للحوار.