يوم الجمعة من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان!
التأمل:”جيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.”
عندما طلب الرب من يونان أن ينذر أهل نينوى الغارقين في الشر هرب باتجاه البَحْر، مفضلا خطر البحر على انذار أهل تلك المدينة. ومعلوم ان البحر يمثل مسكن الشيطان بالنسبة لليهودي المؤمن!! رغم ذلك استهون يونان شر الشيطان مقارنة مع شر البشر!!
تابت نينوى بعد إنذاره الشهير لها، لكن قبل ذلك اختبر الغرق في وسط البحر، والموت في داخل الحوت.. اختبر أن يد الله تحيط بالمؤمن خصوصا في اللحظات الأضعف والظروف الاخطر، وهو دائم الاستعداد لنجدة ضعف ابنائه .. عندما يشعرون ان الجميع ضدهم والموت يلاحقهم وكل ما عندهم من وسائل قد انهارت أمام استفحال الشر، يكون الرب قد هيأ لهم ما لم يحلم به احد ولم يخطر على بال بشر..
نجنا يا رب من شر البشر…
نجنا من شر البشر عندما يخربون بأيديهم وعن سابق تصور وتصميم ما صنعته يداك…
نجنا يا رب من هذا الجيل الشرير الذي استباح كل شيء، استباح الارض والبحر والسماء، فأصبحت الارض تنبت شوكاً قاتلاً، والبحر يُخرج ثمراً مميتاً والسماء تمطر سمّاً لا يميت فقط بل يدمر الأرض وما عليها في لحظات..
نجنا يا رب من ملوك الارض الذين استبدلوا حكمة سليمان بما ينطقون من جهلٍ، خرّبوا بلادنا، قتلوا أبناءنا، صنعوا العدوات فيما بيننا، تاجروا بحياتنا، وسكروا من دماء شبابنا…
نجنا يارب من شرنا نحن (نجني من شر ذاتي) لا تدخلنا في تجارب نصنعها نحن، نغذيها من ذاتنا، فتنمو بذاتنا وتدمر ذاتنا…
لا تدخلنا في التجارب يا رب، لا تدخلنا في جوف البحر ولا في جوف الحوت، فأنت أعظم من يونان وأعظم من سليمان، فإذا خرج يونان من بطن الحوت أنت خرجت من مثوى الاموات منتصرا على الموت، أخرجنا يا رب من قبور هي من صنع أيدينا، أخرجنا من قبر الانانية، من قبور الجشع والطمع، من قبور الحسد والحقد والكذب، أخرجنا يا رب من قبر الكبرياء وحب الظهور… فإذا نطق سليمان بالحكمة لتنظيم شؤون الحياة فأنت سيد الحياة ولك وحدك يليق المجد. آمين.
أليتيا