تم تدشين كابيللا جديدة على اسم القديس البابا يوحنا بولس الثاني في حرم مطرانية زحلة المارونية في كسارة – زحلة، بمباركة راعي الابرشية المطران منصور حبيقة وبمسعى من “شبيبة الألف الثالث” في الابرشية، حيث ترأس المطران حبيقة قداسا احتفاليا خدمته جوقة نسروتو، في حضور النائبين السابقين خليل الهراوي وسليم عون، والنائب العام العسكري القاضي سامي صادر، رئيس دائرة أمن عام البقاع الاولى العقيد جوزف تومية، راعي ابرشية زحلة للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، المطران جورج اسكندر، متبرعي إنشاء الكابيللا السيدين بيار وموسى فتوش شقيقي النائب نقولا فتوش، وحشد من الفاعليات والاهالي.
والقى المطران حبيقة عظة قال فيها: “لبيتم دعوتنا للمشاركة في هذا القداس الالهي الذي نقيمه بمناسبة تكريس كنيسة جديدة في حرم المطرانية على اسم القديس الجديد مار يوحنا بولس الثاني، وهو البابا الذي أحب الشبيبة وعمل من أجل حرية الشعوب وتجند بكل قواه لأخراج لبنان من أزمته وسماه وطن الرسالة الذي يستحق أن يحرص العالم كله على ديمومته، والذي اذا ما فقده العالم لا سمح الله، ينزل بنفسه خسارة لا تعوض”.
اضاف: “لقد حصلنا من الدائرة المختصة في الفاتيكان، بفضل متابعة وكيل عام الرهبانية الأنطونية في روما الأب ماجد مارون، على ذخيرة نادرة لهذا القديس من نوع مميز، وهي عبارة عن نقطة من دمه، ستعرض في الكنيسة للبركة، وهذا أمر جزيل الفائدة لهذا الجيل وللأجيال القادمة، يبرر بحد ذاته تخصيص كنيسة على اسم صاحب هذه الذخائر لحفظها فيها ، تستقبل المؤمنين للتأمل والصلاة وطلب الشفاعة. وقد أعددنا اضافة على الكنيسة ساحة خارجية يزينها تمثال للبابا القديس بالحجم الطبيعي ومجهزة لأقامة القداسات واحياء مناسبات تقوية في الهواء الطلق عندما يكون الطقس مناسباً والجمهور أكبر من أن تستوعبه الكنيسة ، فأتى المشروع كاملاً متكاملاً له رونقه وجوُّه الملائمان. وقد نفذ بسرعة لكي يمكن تدشينه في هذا اليوم بالذات وهو عيد مولد البابا القديس، وتبرع بكلفة المشروع بكاملها بسخاء ودون سقف معالي الوزير نقولا فتوش واخوانه الكرام عن نفس والديهم وإكراما لهذا القديس الذي عرفوه وأعجبوا بشخصيته كالكثيرين منكم . واننا نشكرهم ونسأل الله بشفاعته أن يحفظهم ويضاعف عليهم نعمه وبركاته ويجعل حظ موتاهم في صحبة الأبرار والصديقين”.
تابع: “سعى الى هذا المشروع وطالب به ووقف على أعمال التنفيذ بغيرة كبيرة شبيبة الألف الثالث، ونواتها عدد من الشبان واشابات الذين اعتادوا أن يشاركوا في الأيام العالمية للشبيبة التي أطلقها البابا سنة 1985 والتي عقدت تسع عشرة مرة أثناء حبريته . وقد شاركت فيها شبيبتنا بتشجيع ومرافقة من سيادة المطران جورج اسكندر سلفنا السامي الاحترام ، المؤمن بدور الشبيبة على غرار هذا البابا القديس ، والذي حضهم قولا وعملا على تنفيذ توجيه اعطاه البابا للشبيبة عندما قال لهم في احدى لقاءاتهم الأولى : عودوا الى بلدانكم وتابعوا ما بدأنا به هنا وعيشوا في محيطكم مع رفاقكم روحانية هذه الأيام . وعلى هذا المبدأ حول المطران جورج مجموعة شبيبتنا من رفاق طريق الى جمعية ثابتة ذات أهداف وحرصنا بدورنا على التركيز على العمل الروحي والنضج الشخصي وعينا لهذه الجمعية مرشداً خبيراً سخياً يعمل بغيرة لوجه الله هو الأب بطرس عازار الذي حقق هذه الأهداف فاستحق كل شكر وتقدير . وصارت جمعية الألف الثالث في زحلة معروفة بأعمالها الانسانية في المناسبات وبمصداقيتها وبسعيها الهادىء لخدمة أفرادها طلبا للتعمق الروحي الذي يطمحون اليه ، ورائدها أن تصبح في محيطها الخمير في العجين، دون أي ادعاء، بالتوافق مع روحانية الانجيل وشفيعهم الجديد البابا القديس”.
وقال: “اني في محاولة لتقديم بعض الخطوط العريضة التي تميز شخصية هذا البابا، أستطيع أن اذكركم بما يلي: تسلم رعاية الكنيسة الجامعة سنة 1979 وكان عمره ستاً وخمسين سنة ، رياضياً متمتعاً بصحة مثالية ودامت حبريته ستاً وعشرين سنة وتوفي سنة 2005 ولم يبق له ن صحته شيء . مما يمكننا من القول أنه بذل ذاته حتى الذوبان في خدمة المسيح وكنيسته. اتصفت ولايته بروح رسولية لا تتعب متجاوباً مع حاجة كل الكنائس في العالم ، بمحبة وانفتاح على البشرية كلها . فقام خلال حبريته بمائة وأربع زيارات رسولية خارج ايطاليا ، ومائة وست وأربعين زيارة داخل ايطاليا . استقبل جماهير المؤمنين ورؤساء الدول أكثر من أي بابا آخر . فبلغت مقابلات الأربعاء العامة ألفا ومائة وست وستين مقابلة شارك فيها ما مجموعة سبعة عشر مليون وستماية ألف مؤمن ، وبلغ عدد الرسميين من رؤساء دول ورؤساء وزارة الذبن استقبلهم المليون زائر. واستحدث مبادرات جديدة لتنشيط حياة الايمان . منها أيام الشبيبة العالمية وتعزيز الحوار مع رؤساء الديانات الأخرى وأيام الصلاة معهم في اسيزي من أجل السلام. واحتفل بدخول العالم الألف الثالث وسنة الفداء وبالسنة المريمية وبسنة القربان الأقدس، وفتح من جديد وثائق الشهداء وملفات مجمع القديسين فأعلن 1338 طوباويا و482 قديسا جديدا. وتراس 15 سيندوسا للمطارنة منها السيندوس من أجل لبنان الذي دعا فيه الى تنقية الذاكرة ونسيان الحرب والاتجاه الى تعزيز العيش معا. ووضع ثقته بالشباب بنوع خاص وأتى من أجلهم الى لبنان ووقع السيندوس بحضورهم في حريصا وسلمهم اياه، وكان مهد لهذه الزيارة بعباراته الأبوية الرقيقة وفيها يقول : كم أعيش في بالي تلك اللحظات السعيدة التي سيتاح لي فيها زيارة لبنان ، والتقاء جميع ابنائه. اني متشوق بالفعل الى الذهاب الى هناك لأعرب عن تكريمي لتلك الأرض التي ارتوت بدماء العديد من الضحايا البريئة. ولأكرر ثقتي باللبنانيين وبقدرتهم على العيش معا واعادة لبنان على أجمل ما كان عليه”.
وختم: “نكتفي بهذا القدر ورجاؤنا أن يظل البابا القديس مع لبنان من السماء كما كان معه على الأرض، وأن تشملنا شفاعته ولاسيما من خلال ذخائره التي نكرمها في هذه الكنيسة المكرسة على اسمه. وننهي كلمتنا بتكرار الشكر والتقدير لمن ذكرنا في مطلعها ولكم جميعا على اهتمامكم بحياتكم الروحية ونحضكم على المزيد ونسأل لكم بالمقابل ايضا مزيدا من النعم والبركات، بشفاعة مار يوحنا بولس الثاني”.
وطنية